الخرافة والمجتمع

اقرأ في هذا المقال


بدأت الخرافة في البروز حين تطلبت الطقوس أو الاحتفال أو الأساس الاجتماعي أو الأخلاقي؛ أن تبرر وتضمن أصالتها وحقيقتها.

الخرافة والمجتمع:

تقدم الخرافة للأفراد في المجتمع ما يجعلهم يقتنعون بالخضوع إلى المستويات الاجتماعية عبرالإعلان عن أصالة تلك المستويات، وبعد ذلك تجعلهم يستحقونها، فتتحول الخرافة التي تتمركز حول نظام الملكية البريطانية كمؤسسة قديمة قدر المستطاع، إذ يصبح أي تخفيف من شأنها أو الوضع منها إقلالًا من شأن التقاليد ذاتها.
في بريطانيا حاليًّا يتم الذّود عن اصطياد الثعالب على اعتبار على أنه جزء من نمط الحياة القروية لمدة طويلة. فنجد في الخرافة الاجتماعية أشياء مثل: قم بعمل هذه الأشياء؛ ذلك أنه الذي كان يحدث القيام به دومًا. في حال الظواهر الحسية، الذين يستفيدون من الخرافة هم الأفراد، وفي حال الظاهرة الاجتماعية، الذي يستفيد هو المجتمع ذاته.
إن من يقولون أن الخرافة تقتفي أثر أصول الظواهر، هذا القول يعني بأن الظاهرة تؤول ظواهر أخرى. يشير أحد العلماء إلى أن البدائيين لا يرغبون بتأويل أي شيء يحصل في خرافاتهم، وجعله مدركًا، ويؤكد هذا العالم نفسه فعليًّا على أن الخرافة لا تعدّ تأويلات بنفسها، ومن جهة أخرى يلزم أن تبقى الخرافة تفسيرات؛ إذ إنه من عبر تأويل الظواهر فقط تقود الخرافات مهمتها التوفيقية.
لا يظهر بعض العلماء البتة امتلاك أو عدم امتلاك الحداثيين والبدائيين، فقد وفر العلم الحديث المزيد من السيطرة والهيمنة على العالم الحسيّ بشكل أكبر من سيطرة العالم البدائي، يوجد بالتأكيد خرافات معاصرة محدثة بشكل أقل تمثل الظواهر المادية والحسية، وكما أنه لا تزال ثمة خرافات محدثة معاصرة تمثل الظواهر الاجتماعية، وفي حال لم تكن تلك الخرافات فستأتي الخرافات الأيديولوجية محلها.
تعدّ الخرافة أبدية خالدة، وليست فقط بدائية، وفي أطروحة مضادة ومعاكسة للطرح السابق لا تقوم الخرافة بدعم المجتمع بل هي تقلب موازينه، ويؤكد العلماء الذين يتبنون هذه الأطروحة على أن السبيل الوحيد لإنشاء النموذج الاشتراكي المثالي هو الثورة، والتي تستلزم العنف والقوة والخرافة معًا، ولا يُقصد بالعنف هنا إسالة الدماء بل المقصود هو القوة، ويبدو هذا الفعل العنيف الرئيس حين ينفذ جميع العمال إضرابًأ، ويُقصد بالخرافة أيديولوجية موجهة مرشدة، وأيديولوجية تبشر بخاتمة على وشك أن تحدث للمجتمع الحالي، وتدعو إلى الصراع حتى الموت مع الطبقة الحاكمة، وتجعل من المتمردين أبطالًا.


شارك المقالة: