الخصائص العامة المشتركة بين الراديكالية في علم الاجتماع:
1- أن الاتجاه الراديكالي في علم الاجتماع الغربي الرأسمالي، جزء من اليسار الجديد سواء على المستوى الأكاديمي أو المستوى السياسي.
2- أن الغالبية العظمى من أصحاب الاتجاهات الراديكالية من الشباب وبخاصة الطلبة والمدرسين في الجامعة وهم لا يشغلون مناصب عليا في المؤسسات التعليمية أو الجمعيات العلمية، وأن ظهورها ارتبط بظهور الحركات الطلابية في أمريكا وأروبا مثل حركة SNC، وحركة الطلاب من أجل مجتمع ديمقراطي، وحركة حرية الكلمة.
3- أن الاتجاهات الراديكالية اليسارية الجديدة ليست فقط أكاديمية، ولكنها أيضاً سياسية، فهي تتحدى المؤسسات القائمة وأساليب لحياة السائدة في بلدان الرأسمالية، وحتى في البلدان الاشتراكية التقليدية.
4- أن هذه الاتجاهات لا تقتصر على بلد بعينها، ولكنها ظاهرة تشمل المجتمعات الغربية الرأسمالية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبعض البلدان التي تدور في فلكها مثل البرازيل التي ظهرت فيها اتجاهات معادية للاستعمار.
5- أن هذه الاتجاهات تتخذ موقفاً معارضاً من التسلطية، سواء في الغرب أو الشرق، والذي يتضح في المؤسسات القائمة على البيروقراطية والتدرج الهرمي للسلطة، كما يوجد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة، والذي يعتمد على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتكدس الثروة في أيدي القلة والأساس الطبقي للعلاقات الاجتماعية، وتطالب الاتجاهات الراديكالية بخلق مجتمعات خالية من العلاقات الطبقية.
وتعتمد على التيسير الذاتي وجماعية اتخاذ القرارات على المستوى الجماهيري، وعلى هذا فهي تسعى إلى القضاء على تلك الأنظمة الاقتصادية التي تشجع على الفردية والملكية الخاصة والعمل المأجور، وبصفة عامة تدعو الراديكالية إلى إعادة بناء الخبرة الإنسانية على أساس مبادئ اجتماعية غير مغتربة، تعتمد على العلاقات الإنسانية الحقيقية.
6- تتخذ هذه الاتجاهات موقفاً معارضاً تماماً للعنصرية والإمبريالية وترى أن المجتمعات الرأسمالية المتقدمة جميعها إمبريالية وعنصرية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤكد اليسار الجديد على أن العنصرية والإمبريالية لن ينتهيا إلا بالقضاء على الأساس الطبقي للعلاقات الاجتماعية في المجتمعات الرأسمالية الحديثة، كما يؤكد هذا الاتجاه على أن العنصرية تخدم الهدف الأمبريالي للرأسمالية الحديثة.
فاستغلال دول العالم الثالث واستنزاف ثروتها يستند على أساس عنصري ويؤيد هذا الاتجاه حركات التحرر والاستغلال في العالم الثالث، ويطالب بإنشاء علاقات دولية جديدة خالية من الاستقلال تشجع على تطور ونمو بلدان العالم الثالث بعد القضاء على الاحتكارات الرأسمالية الدولية، كما يؤكد هذا الاتجاه على ضرورة تحليل السياسات الخارجية للدول الرأسمالية، وتحليل الدور الذي تلعبه المؤسسات المختلفة، وبخاصة الجامعات في تحقيق الأهداف الاستعمارية الرأسمالية العالمية.