الخصوبة السكانية في الدول الآسيوية

اقرأ في هذا المقال


الخصوبة في الدول الآسيوية:

إن تباين مستوى الخصوبة في الأقطار الآسيوية يمثل تبايناً أكبر من مثيله في الدول الأفريقية حيث أنه يصل معدل المواليد في اليمن وأفغانستان مثلاً إلى 49 في الألف، كما أنه يعتبر هذا أعلى المعدلات في القارة بينما يصل هذا المعدل إلى 10 فقط في اليابان وإذ تُعد قارة آسيا بصفة عامة أنها ذات مستوى مرتفع من الخصوبة، حيث يتجاوز معدل المواليد فيها 40 في الألف في ست دول من دولها الثلاث والعشرين الرئيسية.

ويمكن الملاحظة على توزيع السكان في آسيا بأن هنالك منطقتين تتميزان في ارتفاع مستوى الخصوبة الأولي في جنوب غرب القارة وتضم كل من الدول وهي العراق السعودية الأردن عُمان وسوريا، حيث أن معدل الخصوبة في هذه الدول يزيد عن خمسة وثلاثون في الألف ويقابل هذه المناطق أقاليم أخرى تتميز بخصوبة منخفضة من أمثلتها اليابان في الشرق.

انخفاض الخصوبة السكانية في الدول الآسيوية:

إلا أن انخفاض الخصوبة الذي حدث في جنوب وشرق آسيا إذ تزامن انتقال الخصوبة في هذه المنطقة تقريبًا مع فترة من النمو الاقتصادي السريع، كما كانت هناك زيادة في مستويات التحضر، وزيادة تعليم الإناث ومشاركة القوى العاملة، والطلب على العمالة الماهرة، والتي أدت بها هذه التغييرات على المستوى الكلي إلى زيادة تكلفة إنتاج الأطفال كأصول وغيرت تصور الوالدين للأطفال من أصول اقتصادية إلى التزامات، حيث لم يتم تفعيل هذه العوامل، كما هو الحال في الهند، ولم يتحقق التغيير الديموغرافي، على الأقل ليس إلى حد البلدان الأخرى في هذه العينة.

إلا أن آسيا ليست استثناء ولقد حققت المنطقة نمواً اقتصادياً ملحوظاً في العقود الأخيرة، إلى حد كبير منه مدفوعًا بقوى العمل المرنة والماهرة، ومع ذلك فقد انحرف معدل الخصوبة في جنوب شرق آسيا من 5.5 في عام 1970 إلى 2.4 في عام 2015 ويستمر في الانخفاض، وهذا التحول الديموغرافي يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة للسكان، مع زيادة التبعية للشيخوخة ويعرض للخطر القوة العاملة نفسها التي دفعت النمو الاقتصادي في المنطقة، وستظهر تكلفة عدم اتخاذ أي إجراء في مجال تنظيم الأسرة.

حيث تشمل العوامل الأخرى التي تؤدي إلى انخفاض مستويات الخصوبة التحضر السريع والهجرة من الريف إلى المدينة، كما تساهم هذه التحولات في ارتفاع تكاليف تربية الأطفال وعدم وجود مساكن ميسرة لبناء الأسرة، كما هو الحال مع بقية آسيا وتزداد النساء في الحصول على التعليم العالي، وبالتالي يتم تأجيل الزواج والولادة لمتابعة الفرص الاقتصادية، كما نجد أيضًا أن العائلات تحول تركيزها من الكمية إلى الجودة، حيث يتم التركيز بشكل أكبر على تربية الأطفال بنوعية حياة أفضل بدلاً من عدد الأطفال.

أخيرًا، جنبًا إلى جنب مع هذه العوامل الاجتماعية والاقتصادية، يستمر العقم البيولوجي إذ أن معظم الناس في المنطقة لديهم فهم ضعيف لتأثير العمر على الخصوبة، وسوء التغذية أو التدخين أيضاً له تأثير كبير في انخفاض مستويات الخصوبة في القارة الأسيوية، والتأثير أيضاً على أن يأتي الطفل بصحة جيدة.


شارك المقالة: