الخلفية الأيديولوجية للنظرية السوسيولوجية عند ماكس فيبر

اقرأ في هذا المقال


الخلفية الأيديولوجية للنظرية السوسيولوجية عند ماكس فيبر:

يعتبر ماكس فيبر أحد أقطاب علم الاجتماع في ألمانيا انطلق في دراساته لعلم الاجتماع من منطلقات أيديولوجية واضحة لدرجة أنه يلقب ماركس البرجوازية، وقد اهتم فيبر اهتماماً واضحاً بالمشكلات والقضايا التي أثارها ماركس، وعلى الرغم من أن فيبر كان متأثر بالمدرسة التاريخية الألمانية التي كانت تركز بالفحص النقدي لتصورات وآراء هيجل وماركس فإن الطابع الأساسي لدراساته وتصوراته قد تكون خلال حواره مع ماركس.

وقد قامت النظرية السوسيولوجية عند فيبر بعكس حقيقة تجربته الشخصية ضمن المجتمع الألماني، فقد تأثر في دراسته للبيروقراطية بمجموعة من العوامل، في بدايتها تجربته التاريخية والمدرسية ومعرفته المباشرة بالبيروقراطية الألمانية، ويقول جولدنر إلى أن البيروقراطية الحكومية في ألمانيا كبناء اجتماعي ممارس وكمثال ثقافي، يشكل بالنسبة لفيبر حقيقة ذاتيه، بحيث يكوّن الطراز الأول والأساسي لكافة البيروقراطيات في تصوره من جانب، كما يمدنا بالإطار الذي يمكننا من خلاله معرفة سبب اهتمام فيبر على بعض المسائل والقضايا الأساسية.

وقد كان فيبر مركزاً في دراسته للبيروقراطية بتحليل التحول الذي طرأ على التنظيم الاجتماعي داخل المجتمعات الجديدة والمعاصرة، فإذا كان ماركس يبرز في نظريته الاتجاه الواضح والمستمر نحو تركيز وسائل الإنتاج في يد عدد قليل نسبياً من أعضاء المجتمع، وبالتالي تزايد حركة الاغتراب وانفصال العمال عن تلك الوسائل، الأمر الذي أوجد ثنائية واضحة بين الملاك والمعدمين، فإن فيبر حاول اثبات أن هذا التركيز ليس سوى حالة خاصة من اتجاه عام أكثر عموماً.

وقد اهتم فيبر بذلك التركيز في مجال الإدارة والقوة والبحث العلمي، فهناك اتجاه عام داخل المجتمع الحديث يتجه به نحو التحول البيروقراطي، وهذا التحول مرتبط بشكل ما نحو البيروقراطية مع انتشار النزعة العقلية الحكيمة والتقدم العلمي.

ويذهب رنهارت بندكس وهو باحث في دراسة أعمال فيبر إلى أن هناك ثلاثة موضوعات رئيسية اهتم بها فيبر في دراساته وهي:

المواضيع التي ركز عليها فيبر في دراسته للنظرية السوسيولوجية:

1- بحث أثر الأفكار والتوجيهات الدينية والقيمية على الأنشطة الاقتصادية.

2- تحليل العلاقة بين التدرج الاجتماعي والأفكار الدينية.

3- تحليل الملامح المميزة للحضارة الغربية.

وقد ركز فيبر تركيزاً واضحاً على إبراز أثر التوجيه القيمي للمذهب البروتستاني، ويؤكد الباحث المذكور أن أهم ما يميز المجتمع الحديث والحضارة الأوروبية المعاصرة ليس هو السعي نحو الحصول على الربح وإنما هو سيادة الأسلوب المتقن في الإنتاج ونمو النموذج البيروقراطي داخل التنظيمات الاجتماعية والإنتاجية.

ويشير جولدنر إلى أن ماكس فيبر قام بالتركيز على العوامل الدينية والعوامل القيمية كأساس لتفهم كيفية بناء المجتمع وأنظمته وعلاقاته والتغيره، كان يستهدف في المحل الأول الفرض الماركسي الذي يحاول إرجاع حركة المحتجين أو المذهب البروتستاني إلى طبيعة التغيرات الاقتصادية داخل المجتمع الأوربي.


شارك المقالة: