الخليفة العزيز بالله الفاطمي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الخليفة الفاطمي العزيز بالله نزار بن معاد بن إسماعيل هو الخامس من الخلفاء الفاطميين والإمام الخامس عشر للأئمة الإسماعيلية، حيث ولد في سنة 955 ومات في 996 والده المعز لدين الله ووالدته تغريد وتلقب بالسيدة المعزية.

لمحة عن الخليفة العزيز بالله الفاطمي

شهد عهد العزيز بالله العديد من مظاهر التحضر والنهضة الحضارية التي شملت العديد من العلوم والفنون والآداب، حيث من أبرز المعالم المعمارية التي أنشأها العزيز قصر اللؤلؤ الذي بناه على النيل، كما اهتم بالقصر الشرقي الكبير الذي يعتبر من أهم مباني الفاطميين.

طوال العصر الفاطمي كانت القاهرة مركز الدعوة الإسماعيلية في العالم الإسلامي، وقد تركزت هذه الدعوة في البداية في الأزهر وشهدت بداية خلافة العزيز بالله أولى الندوات في جامع الأزهر، حيث جلس القاضي علي بن النعمان ليملي خلاصة الفقه على حشد كبير من العلماء وكبار السن.

كما شهدت الفنون المتقدمة تطوراً واسعاً في العصر الفاطمي حتى وصلت إلى أعلى مستويات الجودة والكمال، بما في ذلك: صناعة الخزف والمشغولات الزجاجية خاصة في عهد الخليفة العزيز بالله.

قام ببناء ملحق لقصره يضم مكتبة ضخمة تعرف باسم أكبر مكتبة في التاريخ الإسلامي التي تضمنت مجموعة هائلة من ملايين الكتب في مختلف العلوم والآداب، حيث إلا أن هذه المكتبة تعرضت للحرق والتدمير وفقدت الآلاف من الكتب عندما وقع الصراع بين الجنود السودانيين والأتراك سنة 1068 عندما عجز الخليفة في ذلك الوقت عن دفع رواتب الجنود هاجموا المكتبة ودمروا محتوياتها.

كما شهدت مصر في عهده استقراراً ملحوظاً ونهضة اقتصادية وازدهاراً تجارياً، بالإضافة إلى نهضة عمرانية كبيرة وإقامة العديد من المساجد والفرق الموسيقية والمدارس، بالإضافة إلى الاهتمام بالحدائق والبساتين وتشييد القصور الأنيقة والمباني الفخمة وهذا يعكس حياة الفخامة والرفاهية التي اتسمت بها عصر العزيز.

كان للمرأة دوراً مهماً في حياة العزيز بالله وعلى الرغم من أن المرأة ساهمت بمكانة واسعة في السياسة الخارجية والداخلية  للبلاد أثناء العصر الفاطمي، إلا أنها اكتسبت موقعاً في عهد العزيز أنها لم يستمتعوا بها في أي من العصور السابقة.

السيدة المعزية والدة العزيز بالله التي أطلق عليها أم الأمراء كان لها دور تجاري كبير وواضح في مصر، بالرغم أنها لم يكن لها أي أفعال سياسية معروفة، إلا أن والده المعز بالله كان يتناقش معها في العديد من الأمور السياسية.

كان لزوجته السيدة العزيزية موقعاً في حياته وكان لها مفعول في كثير من السياسات التي وضعها العزيز وكانت لهذه السيدة سلطة واسعة على الخليفة العزيز، مما جعله يرفع إخوانها إلى أعلى المناصب الكنسية فعين شقيقها أوريستيس مطراناً على بيت المقدس وشقيقها الآخر أرسانيوس مطراناً للقاهرة ثم أصبح بطريركاً.

أعمال الخليفة العزيز بالله الفاطمي

  • الإعلان عن منصب الوزير الذي لم يكن موجوداً في البلاط الفاطمي من قبل وكان يعقوب بن كلس أول وزير للخليفة الفاطمي.
  • قطع الخطبة للخليفة العباسي في اليمن وإعلانها للعزيز بالله الفاطمي.
  • الحملة التي قادها جوهر الصقلية ضد افتكين والقرامطة والاستيلاء على دمشق.
  • حملة ضد الرومان الذين استولوا على حلب.

وفاة الخليفة العزيز بالله الفاطمي

وصل ملك الروم إلى حلب فأخذ ما بداخلها ثم ذهب إلى حمص واستولى عليها وسار إلى طرابلس وحاصرها 40 يوماً دون أن يتمكن من احتلالها حتى اضطر للعودة لبلده مرة أخرى، حيث لما علم العزيز بما حدث أصبح الأمر عظيماً بالنسبة له ودعا الناس للخروج للقتال وفتح خزائنه فصرفها في الاستعداد للحرب وأعد أسطولاً حربياً جمع فيه الأعداد والآلات والأسلحة اللازمة له.

لكن حدثت مجموعة من الكوارث الغريبة والأحداث الغريبة وتم حرق الأسطول الذي بذل الكثير من الجهد والمال لإعداده قبل الخروج للقتال، حيث تم تكوين أسطول آخر وعندما خرج إلى البحر هبت ريح قوية وتحطم الأسطول وغرق عدد كبير من الجنود.

لكن كل هذا لم يسلب الضعف أو اليأس إلى روح العزيز بالله ولم يضعف عزيمته فخرج بجيوش ضخمة إلى الشام لينتقل من هناك إلى أرض الرومان، حيث لم يكن يعلم أن ساعات قليلة تفصل بين يومه الذي يعيش فيه وغده الذي لا يراه وكان يعاني من مرض القولون الذي أصابه عند مغادرته مصر وازداد حتى موته وهو في ال 44 من عمره.


شارك المقالة: