الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله هو المنصور بن العزيز في الله الذي حكم من 996 إلى 1021 ولد في مصر وخلف أباه في الحكم العزيز بالله وهو في الحادية عشر 11 من عمره، حيث هو شخصية مهمة في عدد من الطوائف الإسماعيلية الشيعية ويعتبر البعض أن الحكيم كان آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء.

لمحة عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله

في أوائل عهد الحاكم حاول العديد من الطامحين استغلال صغر سنه لتحقيق آمالهم في السلطة أولهم شيخ كتامة أبو محمد بن عمار الذي أجبر الوالي على إدارة أمور الدولة فتصرف فيها، حيث في الوقت نفسه كان ينافس رجلاً آخر برجوان الذي كان حاضراً أيام العزيز بالله ووصل إلى رتبة خادم رئيسي.

استطاع الحاكم استعادة سلطته والتخلص من جميع المنافسين والسيطرة على كل مقاليد الحكم، وكان قد تجاوز الخامسة عشر من عمره وعندما تولى الحاكم أظهر التقشف والزهد على عكس آبائه، حيث أخرج مجموعة من محظياته من قصره وحرر بقية ممالكه وأعطاهم السيطرة على أرواحهم والتصرف بما يمتلكونه وما اقتنوه منه ومن والده.

كما انتقل تدريجياً من الملابس الذهبية كما كانت العادة لدى آبائه إلى الملابس الخشنة المصنوعة من الصوف وخفف من الإسراف الذي كان يحدث في احتفالات المناسبات المختلفة، حيث كان الحاكم يسرف في القتل إلى حد كبير حفاظاً على دولته وإصلاح شؤونها وكان قاسياً في التعامل مع رجال الدولة وكان يحاسبهم بشدة إذا أخطأوا.

حياة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله

اعتمد على النظر في التظلمات لتطهير بلاده من الفساد وكان يتجول في الأسواق، والقرى لسماع شكاوي الناس وورث عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع الأموال على الفقراء والمحتاجين، حيث يشهد المؤرخون أن يده لم تمتد لأخذ المال على الإطلاق وحرص على تخفيض الضرائب على رعاياه خاصة ما يعرف بضريبة المكوس.

روي عن الحاكم في أوائل حكمه أنه كان فاعل خير وبعد أن أخذ الخلافة قدم الكثير لجماعة كتامة وقدم الاحتفالات في حكمه لجميع الطوائف، حيث خلال فترة حكمه احتفل المسيحيون بعيد الغطاس بطريقة عظيمة ومهيبة وقدم للأتراك الخيول والأسلحة في عيد النوروز.

أمر بأن تجرف الأزقة والشوارع والمداخل في كل مكان وافتتح بيت الحكمة في القاهرة وحملت الكتب إليه ونصب فيه الفقهاء والقراء والنحاة وغيرهم من علماء العلوم، بالإضافة إلى تأثيث الخدم ونصبوا فيه لخدمتهم ودفعوا لقمة العيش على الفقيه وغيره فيه وما يحتاجوا إليه من حبر وأوراق وأقلام.

أمر بإصلاح المكاييل والمقاييس ومنع التقليل من قيمتها وقرع الأجراس في الشوارع ودعا إلى عدم دخول الحمام بغير مئزر وألا تكشف المرأة وجهها في الشارع أو خلف جنازة وألا تتزين بزينتها.

كانت عيناه كبيرتان وكان صوته جهيراً مخوف وتميز حكمه بالتوتر وكان على نزاع مع العباسيين الذين كانوا يجاهدون الحد من نفوذ الإسماعيليين، حيث من نتائج هذا التوتر في العلاقات أن الخلافة العباسية قامت بإصدار مرسوماً مشهوراً في سنة 1011.

نص المرسوم على أن الحاكم بأمر الله لم يكن من عائلة علي بن أبي طالب بالإضافة إلى مشاكله مع العباسيين فقد تورط في نزاع آخر مع القرامطة، حيث يمكن أن يكون تاريخ الحكيم بأمر الله مثيراً للنقاش وتوجد آراء متعددة عن حياته وممتلكاته.

اختفاء الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله

اختلفت المصادر حول تفاصيل موت الحاكم لكن هناك العديد من الروايات التي تشير إلى أنه كان ضحية مؤامرة دبرها عليه أعداء كثيرون انتهت بموته، حيث على الرغم من كثرة الروايات إلا أن تم مقتله على يد أخته ست الملك لعدة أمور شخصية.

كما حاول الحاكم تغيير نظام الخلافة الساري كأحد أصول الطائفة الإسماعيلية الشيعية، ويجب أن تكون الإمامة من ذرية علي بن أبي طالب دون غيره، حيث يجب أن تنتقل من الأب إلى الابن لاعتقادهم أن للإمامة خصائص وعلوم خاصة يجب أن تنتقل بالميراث.

التزم الفاطميون منذ قيام دولتهم بهذا النظام لكن الحاكم حاول أن يخالف هذا المبدأ فأوصى بولاية العهد لابن عمه عبد الرحيم بن الياس وأخذ البيعة من جميع رجال الدولة، حيث أصدر أوامر بضرب اسمه بجانب اسم الخليفة على العملة ولم تؤد محاولته إلا إلى انقسام خطير انتهى بموته وموت ابن عمه.


شارك المقالة: