اقرأ في هذا المقال
- لمحة عن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله
- الأحداث التي جرت بين الفاطميون ومصر
- دخول واستيلاء الفاطميين على مصر
- الخليفة المعز لدين الله في القاهرة
يعتبر المعز لدين الله هو رابع خليفة فاطمي في إفريقية وأول خليفة فاطمي في مصر وحكم الإمام الإسماعيلي الرابع عشر من 953 إلى 975، حيث أرسل أكفأ قادة جيشه جوهر الصقلي للسيطرة على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة التي تعد أول عاصمة للعرب في مصر.
لمحة عن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله
أخذ المعز لدين الله الخلافة الفاطمية خلفاً لوالده المنصور وكان رجلاً مثقفاً يجيد العديد من اللغات مولعاً بالعلم والأدب ضليعاً في إدارة أمور الدولة والتصرف في شؤونها بأسلوب حاذق، حيث كان يحظى باحترام وتقدير رجال الدولة واتبع المعز سياسة عقلانية وأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين عن القانون.
نجح في بناء جيش قوي وصنع قادة وغزاة وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطته ومد نفوذه إلى جنوب إيطاليا، حيث لم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر فاهتم بأخبارها وانتظر الفرصة لبسط سيطرته عليها مستشهد بالصبر والاستعداد الجيد حتى يأتي له النجاح والنصر.
بالإضافة إلى اهتمامه بالإيمان والفلسفة والأدب فقد كان للمعز لدين الله اهتمامات علمية جعلت مجلسه يزدحم بالعلماء والأطباء والفنانين.
الأحداث التي جرت بين الفاطميون ومصر
- تطلع الفاطميون إلى غزو مصر فتكررت محاولاتهم لتحقيق هذا الحلم لكنهم لم يتوجوا بالنجاح، وبدأت هذه المحاولات في سنة 913 أي بعد أربع سنوات من قيام الدولة، مما يؤكد على عزم الخلفاء الفاطميين ببسط نفوذهم وسيطرتهم على مصر.
- إن فشل كل محاولة قاموا بها زاد من إصرارهم على تكرارها مرة بعد أخرى ونبهت هذه المحاولات الخلافة العباسية إلى ضرورة تجنب هذا الخطر، لذلك دعمت وجودها العسكري في مصر وعهدت بولايتها إلى محمد بن طغج الاخشيد فأوقفت تلك المحاولات لفترة.
- خلال هذه الفترة كانت مصر تمر بمرحلة صعبة وأصابتها الأزمة الاقتصادية ولم تتمكن الخلافة العباسية التي تبعتها مصر من فرض حمايتها عليها بعد أن أصبحت أسيرة، حيث نادى الدعاة الفاطميون دعوتهم في مصر وموت كافور الاخشيد سنة 968 أزال آخر عثرة في طريق الفاطميين إلى طموحهم وكان بيده مقاليد مصر ووقف حجر عثرة أمام طموح الفاطميين في السيطرة عليها.
- حين تولى الأمور أبو الفضل جعفر بن الفرات ولم تسهل له قيادة مصر ولم يتمكن عن محاربة الغلاء الذي يرجع إلى انخفاض ماء النيل وتزعزعت الأحوال وضاق الناس بالحكم، حيث كتب بعضهم إلى المعز بتشجيع له فتح مصر ولم يكن بحاجة إلى من يشجعه وكان يشاهد الأوضاع عن قرب وينتظر اللحظة التي يدخل فيها مصر ويحقق ما عجز أجداده عن تحقيقه.
دخول واستيلاء الفاطميين على مصر
كان يأمل الفاطميون التوسع شرقاً ومواجهة الخلافة العباسية للقضاء عليها ولو كانت دعوتهم قد أقامتها في أطراف العالم الإسلامي حتى تكون بعيدة عن العباسيين، حيث لم يعد هذا مقبولاً عندهم بعد أن أصبحت قوتهم أقوى واتسع نفوذهم وأصبحت الفرصة مواتية لتحقيق الحلم المنشود والبقاء في قلب العالم الإسلامي.
منذ سنة 966 بدأ الفاطميون التجهيز للانتقال إلى مصر واتخاذ القيود التي من شأنها مساعدتهم على ذلك، حيث قام المعز بإلقاء أمر بإنشاء الآبار على طريق مصر وتشييد استراحات على طول الطريق وعهد لابنه تميم بالإشراف على هذه الأعمال.
أرسل المعز لدين الله إلى مصر أحد أكثر قادته كفاءة جوهر الصقلي الذي سبق أن نجح في بسط نفوذ الفاطميين في كل شمال إفريقيا وتركهم المعز فيها 969، حيث لم يجد الجيش مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد دون مقاومة كبيرة وبعد توفير الأمن للمصريين.
الخليفة المعز لدين الله في القاهرة
رأى جوهر الصقلي أن الوقت قد حان لكي يأتي الخليفة المعز نفسه إلى مصر وأن الظروف جاهزة لاستقباله في القاهرة عاصمته الجديدة، حيث حمل معه كل كنوزه وأمواله حتى توابيت آبائه التي حملها معه في طريقه إلى المغرب وعين عائلة محلية أمازيغية عائلة بني زيري لتحكم المغرب.
هذا يعني أن الفاطميين قرروا الاستقرار في القاهرة وأن احتلالهم لها لم يكن لكسب أراضي جديدة لدولتهم بل ليكون مكاناً للاستقرار لهم ومركزاً يهددون به الخلافة العباسية، حيث وصل المعز إلى القاهرة سنة 972 ومكث في القصر الذي بناه جوهر ومنذ ذلك الحين أصبحت القاهرة مقر الخلافة الفاطمية وانقطعت خضوعها للخلافة العباسية السنية.