الخليفة المقتدي بأمر الله عبدالله بن محمد بن عبدالله القائم

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المُقتدي بأمر الله عبدالله بن محمد بن عبدالله القائم:

بعد أن دخل السلاجقة بغداد عام (447 هجري)، بقي القائم بأمر الله خليفةً مُدة عشرين سنة أُخرى، بل إن هذا الخليفة هو الذي أذن لطغرك بك زعيم السلاجقة أن يدخل بغداد. كان للقائم بأمر الله ولد توفي في حياته عام (448 هجري)، واسمه محمد، وكانت أم ولده (أرجوان)، حامل فوضعت بعد وفاة زوجها محمد بن الخليفة القائم ولداً.

أسماه جده على اسمه عبد الله، ولقبه المقتدي وقد بويع بالخلافة بعد وفاة جده القائم عام (467 هجري)، وعمره تسع عشرة سنة فهو عبد الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله. كان ديّناً، خيّراً، قوي النفس، عالى الهمة، من نجباء بني العباس. ومن محاسنه أنه نفى المُغنيات والخواطي ببغداد. وكان يُكنى أبا القاسم، وقد خطب الخليفة ابنة السلطان ملكشاه عام (474 هجري)، وتزوجها عام (480 هجري)، لكنها لم تلبث أن توفيت عام (482 هجري).

الأحداث التي جرت مع الخليفة المُقتدي:

دخل ملك شاه بغداد عام (479 هجري)، ونزل في دار المملكة ومكث مُدة ثم رجع إلى أصبهان، وكذلك جاء ثانية في عام (484 هجري)، وبقي مُدة ثم عاد إلى قاعدته غير أن قدومه الأخير عام (485 هجري)، كان يضمر فيه الشرّ، فقد أرسل إلى الخليفة يطلب منه أن يُغادر بغداد، ويتركها له، وأن يسير إلى حيث يشاء من البلدان.

مما اشتد غضب الخليفة وقام بطلب من مل كشاه أن يُعطيه مُهلة ولو شهر واحد فقط، فأجابه: إنه لا يمهله ولا ساعة واحدة، فبعث الخليفة إلى وزير السلطان بأن يعطيه المهلة إلى عشرة أيام غير أن الموت لم يمهل ملكشاه إذ مرض وتوفي في هذه الأثناء، وقيل: إن الخليفة كان يصوم ويدعو على ملك شاه. وفي أيام المقتدي استردَّ المسلمون من الروم أنطاكية على يد سليمان بن قطلمش السلجوقي عام (477 هجري)، وكان الروم قد أخذوها من المسلمين عام (358 هجري).

كما قام المسلمون باسترداد منبج عام (468 هجري)، على يد نصر بن محمود بن صالح بن مرداس. وانتصر المسلمون في الأندلس في معركة الزلاّقة عام (479 هجري)، على النصارى الإسبان بعد أن ساعد الأندلسيين أمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب المغرب، وكان هذا النصر مؤزراً، وكانت المعركة حاسمةً.

كما انتصر المسلمون في أيامه واجتياحه على مناطق من الهند، وقاموا بأخذ قلاعاً حصينة هُناك على يد الغزنويين. وفي فترة الخليفة المقتدي تمَّ إعادة الخطبة للعباسيين في دمشق عام (468 هجري)، وفي مكة عام (474 هجري)، بعد أن انقطعت ثانية عام (467 هجري). وتوفي الخليفة المُقتدي ‏رحمه الله في مطلع عام (487 هجري)، في (14) المحرم، وبذا تكون خلافته قد قاربت العشرين عاماً، وكان فيها خيرللمسلمين.


شارك المقالة: