الدراسات السكانية وعلاقتها بالعلوم الأخرى

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن يتم تصنيف العلاقة التي تقوم بالربط بين علم السكان وعلم الاجتماع على أنها علاقة قوية ومتميزة ومتماسكة، ولها خصوصيتها حيث أن هذه العلاقة تختلف عن باقي العلاقات التي تقوم بالربط بين علم السكان بمجموعة العلوم الأخرى.

الدراسات السكانية وعلاقتها بالعلوم الأخرى:

يتم ملاحظة أن علم السكان الاجتماعي يرتبط بشكل وثيق بعلم الاجتماع وعلى الرغم من أن هذه العلاقة القوية التي تربط بين العلمين إلا أن علم السكان يعد أقدم من علم الاجتماع، حيث ظهر علم السكان و نما وانتشر من أصول ومصادر مختلفة ومتنوعة ومتعددة مثل علم الفلسفة وعلم الاقتصاد والطب والجغرافيا والإحصاء والبيولوجيا والكثير من العلوم المتعددة.

ومن الممكن التدليل على خصوصية هذه العلاقة التي تربط بين علم السكان وعلم الاجتماع من خلال ما العالم برووم والعالم سيلزنيك حيث يرى أن علم الاجتماع يهدف ويسعى بشكل مستمر إلى اكتشاف البناء الأساسي في داخل المجتمع الإنساني.

كما أنه يحاول التعرف على القوى الأساسية والرئيسية التي تقوم بالربط بين جماعاته والعلاقات في ما بينهم، ويهدف علم الاجتماع إلى دراسة الظروف التي تعمل على استمرار حدوث التغير في داخل المجتمع وفي داخل الحياة الاجتماعية وفي العادات والتقاليد.

كما أن هذا القول يشير إلى أن المجتمع من حيث البناء الاجتماعي والتغير وعلاقاته يشكل ويمثل موضوع مشترك من أجل دراسة علم الاجتماع وعلم السكان.

الدراسات السكانية في علم الاجتماع:

عندما كان المهتمين والمشتغلين في علم الاجتماع يحرصون ويهتمون على إظهار وبيان أقسام وأجزاء هذا الموضوع أو مجالاته، حيث اتجه العالم جرين من أن المجتمع هو موضوع الدراسة الرئيسي في علم الاجتماع، وعلم الاجتماع يتكون من السكان والتنظيم والزمن والمكان والمصالح المشتركة.

وعليه من الممكن أن يتم النظر إلى عنصر السكان على أنه أحد مكونات المجتمع الإنساني وأحد أهم مجالات اهتمام علم الاجتماع، ويعد في المقدمة ومن أهم الاعتبارات التي تجعل من السكان ميدان مهم للدراسة في علم الاجتماع فإن السكان من أهم عنصر ومكون من عناصر ومكونات البناء الاجتماعي.

حيث تعتمد العناصر والمكونات الأخرى في وجودها على عنصر السكان في الأدوار الاجتماعية والثقافة والجماعات والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والمكانات الاجتماعية وغيرها من المفاهيم الاجتماعية جميعها بحاجة إلى وجود الأفراد الذين يقومون بأدائها.

كما أن السكان هم المصدر الرئيسي والأساسي للقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد والسكان أيضاً هم من يشكلون الجماعات وهم يعدون أيضاً غاية أي جهد أو نشاط إنساني في داخل المجتمع الواحد، وفي نفس الوقت يعتبر السكان هم الوسيلة أو الطريقة للقيام بهذا النشاط وغاياته.

وبالتالي فإن العلاقة بين علم الاجتماع وعلم السكان تظهر وتبرز من خلال المواضيع الاساسية الذي يقوم ببحثها ودراستها الباحث في المجالين علم الاجتماع وعلم السكان، ويبرز الترابط والتماسك بين علم الاجتماع وعلم السكان في طريقة المنهج الإحصائي الذي يتم اتباعه، ويظهر أيضا من خلال الأهداف الرئيسية التي يهدف كلا العلمين من أجل تحقيقها.

الديموغرافيا لها علاقة وثيقة ويمكن أن ترتبط مع التخصصات الأخرى لعلوم مختلفة، وتقدم الديموغرافيا مساهمات كبيرة في جميع العلوم  وتستفيد من تطوير هذه التخصصات، وهذا عنصر مهم لتعزيز وتطوير البحث الديموغرافي مع مختلف التخصصات مثل السياسة والاقتصاد والجغرافيا.

علماء اهتموا بدراسة علم السكان:

يعتبر جون جرانت وجون سيلموش من أهم الرواد في مجال الديموغرافيا (علم السكان) ولكن يجب أن يكون جرانت هو المعلم الأول في موضوع علم السكان، وكان بحثه خاصة البحث عن أسباب الوفاة (بما في ذلك جدول الحياة الأصلي) هو أول إضافة حقيقية في تاريخ التركيبة السكانية حتى ساهمت إضافته في تنصيبه باسم الأب الديموغرافي لأنه لم يواجه أي تحد.

يعتبر سملش الراهب في علم السكان (الذي يعني علامة) هو المعلم الثاني في تاريخ التركيبة السكانية، وطريقته في جمع البيانات والإحصاءات وتنظيمها وتحليلها تتسم بالشمول، مما ساهم بشكل كبير في التركيبة السكانية عندما نشر مالتوس ورقته البحثية الشهيرة عن السكان في عام 1798  كان ذلك بمثابة نقطة تحول في التركيبة السكانية.

كما تعتبر دراسات (انداك) تجميع دقيق ومفصل لإحصائيات العالم المتوفرة حول سجلات المواليد والوفيات بعد أن قام بتحليل ودراسة النتائج المدرجة في هذه الإحصائيات، كان مالتوس أول شخص متخصص في التركيبة السكانية والمتخصص في البحث الديموغرافي لأنه هو أول محترف في التركيبة السكانية.


شارك المقالة: