الدولة الكارولنجية: هو مصطلح يطلق على الإمبراطورية الفرنجية أثناء حكم الكارولنجيين، حيث يعتبر الكارولنجيين هم مؤسسي فرنسا والإمبراطورية الرومانية، وقد تم خلال تلك الفترة تتويج البابا ليو الثالث شارلمان إمبراطور للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
حروب شارلمان:
اشتعلت الحرب بين الفرنجيين والإكويتين، واستمرت حملات على شكل حملات متواصلة حتى عام 763 ميلادي، وتوقفت تلك الحملات لمدة عامين؛ بسبب الانشغال بالحروب في بافاريا، وفي عام 765 ميلادي، وعادت الحروب من جديد، وتمكنوا في عام 768 ميلادي، أن يستولوا على إكوايتين، وتم خضع حكمها لرجال الفرنجة، وبقي الحال كما هو حتى أصبح شارلمان ملكاً مع أخيه كارلومان، وفي عام 769 ميلادي، قامت ثورة في إكواتيين، بقيادة الراهب “هونرولد”، فاستعد شارلمان للقضاء على الثورة، واستعان في أخيه كارل مان.
إلا أن كارلمان لم يقيل بمساعدة شارلمان في حروبه، وذلك لعدة أسباب ومنها الوراثة، مع أن ثورة إكواتيين لم تكن من الخطورة أو القوة التي يعجز شارلمان عن إخمادها، ونجح حينها الفرنجة في طرد هونرولد واتباعه من البلاد، ولجأ حينها هونرولد إلى إبن أخيه لوبوس حاكم جاسكونيا، وقام شارلمان هو وجنوده بعبور نهر الجارون، وطلب من لوبوس تسليم عمه أو الحروب، إلا لوبوس سرعان ما قدم فروض الطاعة والولاء، وقام بتسليم عمه إلى شارلمان، ومن ثم عاد إلى بلاده بعد حرب دامت سبع سنوات.
حروب شارلمان مع لامبارد في إيطاليا:
بداية تلك الأحداث في عهد شارلمان ترجع إلى عام 770 ميلادي، وذلك عندما تزوج شارلمان إبنة “دسيدريوس” ملك اللمباردبين في عام 756 ميلادي، وقد تم الزواج تحت إلحاح والدته، رغم معارضة البابا ستيفين الثالث، الذي اعتبر الزواج تحالفاً بين الفرنجة واللمباردبين، الذين يعتبرون أعداءً للباباوية، لكن سرعان ما أنفصل شارلمان عن زوجته؛ ممّا أراح البابوية، وفي عام 771 ميلادي مات كارلمان، وتوعلى شارلمان الحكم حينها، فغضبت زوجة كارلمان من شارلمان، لتجاهله حقوق أولادها في تولي الحكم والوراثة.
فذهبت إمراة كارلمان إلى طليقة شارلمان، فقامت بتحريض ملك اللمباردبين ضد شارلمان، ولكن ملك اللمباردبين لم يكن بحاجة إلى تحريض، فقد رأى في أن استيلاء شارلمان على ممتلكات أخيه خطر يهدده، كما رأى ضرورة عودة الأراضي البيزنطية التي تم منحها هبة للبابوية، وحدث حينها حرب بين شارلمان واللمباردبين.
شارلمان والآفار:
يعود أصل الآفار إلى أواسط آسيا، وهم لا يختلفون عن المغول، فهم صفر البشرة، وأصحاب عيون منحرفة، وعظام خدودهم بارزة، وقد اشتهر الآفار بالفروسية والرماية، فهم قبائل متعددة لكل قبيلة زعيم، فقد عاشوا بدواً رحل لا دولة لهم، وتم ظهورهم في أوروبا في النصف الثاني من القرن السادس ميلادي، فقد غاروا حينها على بانونيا، ومن ثم قاموا قاموا بتهديد القسطنطينية في عهد الإمبراطور هرقل عام 626 ميلادي، ومن ثم هددوا الإمبراطورية البيزنطية، ولم يهدوا إلا حتى حصلوا على الجزية.
وانتهى المطاف بالآفار، بالاستقرار عند نهر “ثييس”، والذي موجود شمالي مدينة بلغراد الحالية، وقد عاشوا على الرعي والغارات بغية السلب، وعندما ظهرت دولة بافاريا، حالت بينهم وبين إيطاليا وين العديد من الدول، وقد دكسدت الكنوز لدى الآفار، والتي نهبوها من جيرانهم على مدى قرنين من الزمان، وقد قاموا بوضع كنوزهم في مكان سُمّي “بالحلقة الكبيرة”، وأقاموا حولها تسعة أسوار لحمايتها، وقد ظهرت أخطار الآفار، عندما استنجد بهم دوق بافاريا في حوبة مع شارلمان، إلا أنهم لم يقوموا بخوض الحرب معه إلا في عام 788 ميلادي؛ وذلك لخروجهم من حروب كانوا مشاركين فيها.
وقام الآفار في عام 788 ميلادي، بالتحرك نحو بافاريا والحدود الفرنجية؛ ممّا أزعج ذلك شارلمان، واستعد لملاقتهم عند الحدود، إلا أن طال انتظارة، وبقي عام كامل ينتظرهم، ومن ثم أرسل تهديداً إلى خاقان الآفار، يطلب منه الانسحاب إلى بلاده، وأن يتصالح مع المسيحيين الذين يسكنون على الحدود، إلا أن الخاقان رفض، وبقيت الاستعدادات بين الطرفين قائمة، لخوض الحرب المرتقبة، ولم يطق شارلمان الانتظار، وقام بالتخطيط للحرب.
فقد كانت قوات الآفار بالقوات النظامية، فقد لجأ شرمان إلى طرق قتالية جديدة، فقد قام بتقسيم جيشه إلى فرق، تهاجم الآفار من أماكن متعددة، وقد قام شارلمان بنفسه بقيادة فرقة، وسار على امتداد الضفة الجنوبية لنهر الدانوب، وكما سارت المؤن في السفن، وعندما رأى الآفار ذلك، أصابهم الخوف والهلع، وقاموا بالتراجع، إلا أن الكثير منهم لقي مصرعة أثناء فراره، ووقع الكثير منهم أسرى.