اقرأ في هذا المقال
- الرموز المتداولة في علم العلامات والدلالة والرموز
- البنية الدلالية للرموز المتداولة في النظرية والتطبيق
من المسلم به عمومًا أن علم العلامات والدلالة والرموز هو علم معياري، أي إنه لا يضع فقط القواعد التي يجب اتباعها، بل هو تحليل شروط تحقيق شيء يكون الغرض منه مكونًا أساسيًا، لذلك فإن الرموز المتداولة فهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعلم العلامات؛ وعملها هو التحليل أو كما يفضل بعض العلماء أن يقال التعريف.
الرموز المتداولة في علم العلامات والدلالة والرموز
تساعد الرموز المتداولة في جعل ما هو غير ملموس ملموسًا والسبب الوحيد الذي يجعل الرموز المتداولة لها معنى هو إنه يتم غمرها بالمعنى، وهذا المعنى يعيش في الأذهان وليس في العنصر نفسه، وفقط عندما يكون الغرض أو السبب أو المعتقد واضحًا، ويمكن للرمز المتداول أن يسيطر على قوة عظمى كما يوحي العالم تشارلز بيرس، فإن الرموز المتداولة مثل الحروف الأبجدية والأعلام والأيقونات هي من صنع البشر، وبالتالي فإن معنى الرموز المتداولة سيعكس عادةً النوايا أو الأغراض التي تحفز على إنشائها.
على سبيل المثال كرمز متداول قد يمثل علم الدولة المبادئ المجردة التي تأسست عليها الدولة على سبيل المثال، الحرية والحرية للجميع، ومع ذلك سيكون من الخطأ الاستنتاج من هذا كما يعتقد العديد من علماء الإدراك أن كل المعنى يعيش في الأذهان في حين أن الرموز المتداولة قد تكون من صنع البشر والمعنى ليس كذلك.
حيث يؤكد علماء الاجتماع هذا مرة أخرى للتأكيد أن المعنى ليس من نتاج العقل، كما أن النموذج الثلاثي للنظام السيميائي الموضح في الأدبيات يؤكد أن المعنى ينشأ من الاقتران الوظيفي بين العوامل والمواقف، علاوة على ذلك كما أكد دو سوسور عام 1986، فإن هذا الاقتران لا يشمل الرموز المتداولة فحسب، بل يشمل أيضًا الإشارات والعلامات.
وتختلف العلامات كما استخدمها علماء علم العلامات والدلالة والرموز عن الرموز المتداولة من حيث أنها متأصلة في الأعراف الاجتماعية، لذلك فإن اختيار لون لتمثيل آمن أو خطير، أو اختيار رمز لتمثيل حفظ أو حذف يعود أصله إلى رأس المصمم، وفي مرحلة ما اختار شخص ما أحمر لتمثيل خطر، أو اختار صورة قرص مرن لتمثيل حفظ.
ومع ذلك بمرور الوقت يمكن أن يصبح اختيار المصمم هذا بمثابة اتفاقية اجتماعية، وفي هذه المرحلة لم يعد معنى اللون أو الرمز تعسفيًا، ولم يعد في رأس المراقب الفردي لها أساس في العالم الاجتماعي، وتم تأسيسها على أنها اتفاقية اجتماعية أو كتوقع ثقافي، ولا يجوز للأشخاص خارج الثقافة التقاط المعنى الصحيح.
واستخدم رولان بارت مصطلح علامة لتمييز هذا الدور في نظام سيميائي عن دور الرموز المتداولة التي يكون معناها مفتوحًا للتفسير من قبل المراقب، ومعنى العلامة ليس في رأس المراقب لأن الإشارة تم تحديد المعنى بها من خلال قواعد مسبقة من الأعراف الاجتماعية أو الثقافية، أو لأن العلامة تم تحديد معنها من خلال قواعد الأعراف الاجتماعية أو الثقافية.
والإشارات من وجهة نظر رولان بارت تختلف عن كل من الرموز المتداولة والعلامات من حيث أنها ترتكز بشكل مباشر على اقتران التصور والعمل مع العالم، لذا فإن قواعد المعلومات الخاصة بكبح السيارة لتجنب الاصطدام المحتمل أو اصطياد كرة طائرة أو لقيادة طائرة إلى هبوط آمن على مدرج، ليست في الأذهان.
على سبيل المثال توفر الهياكل في مجالات التدفق البصري على سبيل المثال الزاوية المعدل الزاوي وتاو ونسبة الأفق معلومات الحالة التي تسمح للأشخاص بالتحرك بمهارة عبر البيئة.
وإن مجال التدفق البصري والأشياء والأحداث المحددة بواسطة الهياكل الثابتة ليست في ذهن المراقب، وهذه العلاقات متاحة لجميع الحيوانات ذات العيون ويمكن الاستفادة منها في أنظمة التحكم الآلي مع أجهزة الاستشعار البصرية، وهذه الإشارات لها معنى في كل جزء مثل أي رمز أو علامة ولكنها ليست اختراعات بشرية.
ويمكن للبشر والحيوانات الأخرى اكتشاف معاني هذه العلاقات من خلال التفاعل مع العالم، ويمكنهم الاستفادة من هذه المعاني لتحقيق تفاعلات مرضية مع العالم مثل تجنب الاصطدامات وإمساك الكرات وهبوط الطائرات، لكن الإنسان لا يخلق المعنى في هذه الحالات.
وبالنسبة للإشارة ينبثق المعنى بشكل طبيعي من اقتران الإدراك والعمل في نظام سيميائي ثلاثي، وإنه ليس اختراعًا للعقل لكن يمكن للعقل اكتشافه، وفي مجال العلوم المعرفية، غالبًا ما يتم طرح النقاشات حول ما إذا كان البشر معالجين للرموز المتداولة، ومثل هذا المعنى يُبنى من خلال الحسابات العقلية أو ما إذا كان البشر قادرون على الإدراك المباشر.
ومثل هذا المعنى يتم انتقاؤه من خلال التفاعل مع البيئة، ويضع أحد الجانبين المعنى حصريًا في العقل، ومتجاهلاً أو على الأقل تقليل دور البنية في البيئة، يضع الجانب الآخر المعنى في البيئة، مما يقلل من القوى الحسابية الإبداعية للعقل.
ولقد أثبت علماء الاجتماع تأطير السؤال في أي من المصطلحات إنه عقبة أمام التقدم في العلوم المعرفية، وإن إدراك أن حلقة الإدراك والحركة يمكن إغلاقها من خلال الرموز المتداولة والعلامات والإشارات ويفتح الطريق إلى كل نهج مع وعد بفهم أعمق للإدراك البشري.
البنية الدلالية للرموز المتداولة في النظرية والتطبيق
تتناول هذه الدراسة البنية الدلالية للرموز المتداولة في النظرية والتطبيق، لذلك في هذه الدراسة يتم التركيز حول النظريات الرئيسية حول الرمز المتداول، والتي يُنظر إليها على أنها مصدر ثابت للدلالات الجديدة والتعبير، ثم يتم التركيز على موضوعات الرموز المتداولة في شعر ألكساندرو ماسيدونسكي، والتي تكتسب قيمة معبرة جدًا من خلال الاستخدام من الرموز المتداولة ذات الإنتاجية العالية.
وغالبًا ما تُترك البنية الدلالية للرموز المتداولة جانبًا، حيث عملت كعنصر مقارنة لكل من أولئك الذين حللوا جوانب معينة من الكناية، ولأولئك الذين كانوا مهتمين بدراسة مختلفة الهياكل والآثار المجازية، أولاً، لم يتم التعامل مع الرمز كشخصية مستقلة في الكتب الأدبية وفي الخطاب الرومانسي أو الكلاسيكي، ثانيًا، يمكن للوصف الدقيق للرقم أن لا يتحقق بسبب اختلاف تصنيف الرموز، وثالثًا، تأطير العلاقات المنطقية والدلالية بينها.
وقد كانت مصطلحات الرموز المتداولة ولا تزال أكثر صعوبة في إضفاء الطابع الرسمي عليها مما كانت عليه في حالة الكناية والاستعارة، والرمز المتداول هو شخصية ذات تردد عالٍ في النص الشعري، وغائب عن البلاغة العامة، ويشير العالم جي تودوروف إلى الرمز المتداول بين الرموز الرمزية حيث لا يتعامل جي تودوروف مع الرمز المتداول باعتباره ملف شخصية مستقلة، بل يفحص العلاقة الرمزية في تقرير تواصل الدوال، وكذلك يفعل العالم تشارلز بيرس الذي يشير إلى بعض الرموز الرمزية في كل من النصوص الكلاسيكية والأعمال الحديثة.