يُعَدُّ الزواج المبكر أحد التحديات الاجتماعية والصحية التي تشهدها معظم البلدان حول العالم. إن تأثيرات هذا النوع من الزواج على الصحة الإنجابية لا تُقَلُّ أهميةً عن تأثيراته على الجوانب الاجتماعية والنفسية، فالتزامن بين الزواج المبكر والصحة الإنجابية يعكس تداخلاً وثيقاً بين العوامل البيولوجية والاجتماعية.
تأثير الزواج المبكر على الصحة الإنجابية
1. ارتفاع معدلات الوفيات الرضعية
تظهر الدراسات أن النساء اللواتي يتزوجن في سن مبكرة قد يواجهن مخاطر أعلى للولادات المبكرة والأطفال ذوي الوزن المنخفض، مما يؤدي في بعض الحالات إلى ارتفاع معدلات الوفيات الرضعية. يعود هذا التأثير إلى عدة عوامل منها نقص النضج البيولوجي للجسم وعدم جاهزيته للإنجاب.
2. زيادة مخاطر الولادة المبكرة والمشاكل الصحية
عند الزواج المبكر، يكون لدى الفتيات نسبة أعلى من الخطر لتجربة الولادة المبكرة، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل صحية للأم والجنين، قد تتضمن هذه المشاكل مضاعفات خلال الحمل وما بعد الولادة، مثل فقر الدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الرضاعة الطبيعية.
3. ارتفاع معدلات الوفيات الأمومية
تُظهِر بعض الأبحاث أن النساء اللواتي يتزوجن في سن مبكرة قد يواجهن مخاطر أعلى للوفاة أثناء الولادة أو في فترة ما بعد الولادة، هذا يمكن أن يكون نتيجة لعدم الجاهزية البدنية والنفسية للأم لتحمل التحديات الصحية التي يشكلها الولادة.
4. تأثيرات نفسية واجتماعية
بالإضافة إلى التأثيرات الصحية البيولوجية، يمكن أن يترتب على الزواج المبكر آثار نفسية واجتماعية على الشابين، قد يواجه الأزواج الشباب صعوبات في التعامل مع المسؤوليات الزوجية والأبوية في سن مبكرة، مما يؤثر على صحتهم النفسية.
إن الزواج المبكر يمكن أن يتسبب في تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة الإنجابية للشابات والشبان، من أجل تحقيق تحسين في هذا الجانب، يجب أن تعمل الجهات المعنية على توعية الشباب بأهمية تأجيل الزواج حتى يكونوا جسدياً ونفسياً جاهزين لمسؤوليات الحياة الزوجية والأبوية، كما يلزم توفير الدعم الصحي والاجتماعي اللازم للأزواج الشبان والشابات لمساعدتهم على تجاوز التحديات الصحية والاجتماعية المرتبطة بالزواج المبكر.