السيميائية كطريقة لدراسة الوسائط وكيفية إلغائها

اقرأ في هذا المقال


تشير السيميائية إلى الطريقة لدراسة الوسائط وكيفية إلغائها وكذلك علم السيميائية هو وسيلة للوصول إلى كيفية نشر الإشارات وفهمها داخل الوسائط.

السيميائية طريقة لدراسة الوسائط وكيفية إلغائها

كان تشبع الصور في المجتمع من خلال وسائل الإعلام سبب الكثير من التعليقات النقدية في الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع، واستمر فحص الصورة هذا منذ أوائل القرن العشرين، حيث تطور النظر في كيفية استخدام الصور إلى نظام متميز، وتوفر الصور وسيلة للاتصال والتمثيل.

وتسمى دراسة هذه الرسائل علم السيميائية وربما يمكن وصف هذا الموضوع بشكل أفضل، وإن كان غير دقيق، مثل فحص العلامات وطريقة إنتاج الإشارات ونشرها واستهلاكها، ويمكن تصور العلم الذي يدرس حياة العلامات داخل المجتمع والذي سمي علم السيميائية يظهر ما يشكل العلامات، وما هي القوانين التي تحكمها.

ومن وجهة نظر دو سوسور تعتبر دراسة العلامات مهمة بشكل خاص في النظر إلى توليد ذكريات وسائل الإعلام كما هو الحال من خلال هيكلة ووجود وغياب بعض الإشارات التي تدل على أن تصور الماضي داخل المجال العام يتم إنشاؤه بواسطة وسائل الإعلام ومن خلالها تضع العلامات جمهورها في أوضاع معينة من التقدير والفهم، تمامًا كما يفهم الجمهور أنفسهم العلامات بطرق معينة، تكشف دراسة العلامات عن الطرق التي يتم بها استخدام العلامات وقبولها ورفضها مما يدل على أذواق ورغبات المجتمع الأوسع.

وتقع أصول علم السيميائية مع عمل اللغوي الفرنسي فرديناند دو سوسور ودراسته لدور اللغويات العامة، وحدد جدول أعماله طرق فحص العلامات، وحلل دو سوسور الإشارة إلى عنصرين أساسيين مكون الصوت الذي سماه الدال والمكون المفاهيمي الذي سماه المدلول وهذا المكون المفاهيمي، والمدلول ليس شيئًا ماديًا بل هو الفكر، أي فكرة الشيء، كما إنه ما يسمى بالذهن عندما يسمع الفرد أو يستخدم الدال المناسب، لذلك فإن فكرة القطة تدعى إلى الذهن كدلالة عند استخدام كلمة قطة كمؤشر.

وبالتالي فإن الدال يشكل الجانب المادي للغة، وفي حالة اللغة المنطوقة فإن الدال هو أي صوت ذي معنى يتم إصداره، وفي حالة اللغة المكتوبة فإن الدال هو أي علامة ذات معنى مكتوبة، وفي حالة الوسائط الدال هو أي صورة يتم نقلها إلى الجمهور.

ويمكن فصل الدلالات والمدلولات بهذه الطريقة عن طريق علماء علم السيميولوجيا في مواجهة العلامات في الحياة اليومية، إلا أنها تشكل كلًا علامة واحدة، كما تم تطوير دراسة السيميائية بشكل كبير من قبل الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس الذي حلل فكرة العلامات للكشف عن المكونات الأساسية.

أي العلامة أو الرمز حيث هو الفكرة التي تمثل شياً ما لأشياء أخرى في بعض الصفات، كما إنه يسرد خطاب لشخص معين أي إنه يشكل في تفكير ذلك المرء علامات معدلة أو ربما علامات أكثر تطوراً، تلك العلامة التي تخلقها أسمي مترجم العلامة الأولى، اللافتة تعني شيئًا ما، هدفه إنه يمثل ذلك الشيء.

ليس من جميع النواحي، ولكن بالإشارة إلى نوع من الفكرة، والتي تم تسميتها أحيانًا أساس التمثيل، وهذه النظريات مهمة لأنها تكشف الطريقة التي تنقل بها العلامات الأفكار والمواقف والمعتقدات إلى البشر في سياق التلفزيون والأفلام والصحف وأشكال الوسائط الأخرى.

علم السيميائية هو وسيلة للوصول إلى كيفية نشر الإشارات وفهمها داخل الوسائط

وتشرح السيميائية الطريقة التي تُستخدم بها الصور لتمثيل المعلومات ونقلها إلى الجمهور، يعتمد هذا بالطبع على افتراض أن الجمهور يمتلك المعرفة والتقدير الضروريين، والتكييف المجتمعي إذا صح القول لفك رموز هذه العلامات.

لذلك فإن العلامات التي يشاهدها الجمهور في وسائل الإعلام يمكن بناؤها لتشكيل معاني معينة، معاني قد تبدو غير مرتبطة بالإشارات نفسها، اعتبر الفيلسوف السير رولاند ورولان بارت هذا الجانب في دراسته للصور المنقولة للجمهور عبر وسائل الإعلام.

واقترح رولان بارت أن استخدام العلامات في المجتمع كان وسيلة للتعبير عن طريقة معينة لتطبيع العالم بما يتماشى مع منظور برجوازية، وقد أطلق على هذا التطبيع اسم أسطورة، وهو مؤشر على الطبيعة الملفقة للرسالة والقوة الإغوائية التي تتمتع بها على الآخرين، والأسطورة لا تنكر الأشياء، بل على العكس من ذلك وظيفتها هي التحدث عنها.

ببساطة طهّرهم يجعلهم أبرياء ويمنحهم تبريرًا طبيعيًا وأبديًا، ويمنحهم وضوحًا ليس توضيحًا للتفسير بل بيان الحقيقة إنه طبيعي وغني عن القول أنا مطمئن، لذلك فإن الإشارات كما تنقلها وسائل الإعلام، قادرة على إيصال الرسائل الاجتماعية والسياسية.

واعتبر رولان بارت على سبيل المثال الصورة من غلاف مجلة لرجل أسود يرتدي الزي العسكري إنه يحيي هذا الزي، ودرس رولان بارت كيف أوصلت الصورة لجمهورها رسالة ليبرالية ومتفهمة تضم ​​الشمولية والقبول، وبعيدًا عن صورة رجل أسود ينقل صورة رجل أسود تنقل الصورة نفسها مجموعة متنوعة من الرسائل إلى جمهورها.

حيث تعمل الصورة على نزع فتيل أي توترات حول عدم المساواة في المجتمع من خلال التأكيد على أن أي شخص بغض النظر عن العرق يمكن أن يفخر بالأمة، وبطريقة مماثلة عند عرض الصور في الصحف أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية، يستهلك الجمهور الصور ويربطها بجوانب المجتمع.

لذلك فإن العلامات هي نقطة سيطرة وكذلك تعريف، حيث يعمل إنتاج ونشر واستهلاك العلامات في المجتمع على تشكيل هيكل التفاهم وإعلامه، مع إشارة محددة إلى وسائل الإعلام، فإن الطريقة التي يتم بها عرض اللافتات للجمهور، أي زاوية الكاميرا والإضاءة والخلفية كلها من اختصاص عالم السيميولوجيا السير دانسي.

وتعد العلامات التي يتم نقلها عبر وسائل الإعلام مجالًا مهمًا للغاية للدراسة حيث يمكن أن تشكل أساس تصورات الجمهور وفهمه، ففي برنامج تلفزيوني على سبيل المثال يتعرض المشاهد لعدد من العلامات التي يتعين عليه فك شفرتها والتعرف عليها، وطبيعة هذا الاعتراف مبنية على المشاهد السابقة في البرنامج.

ولذلك فإن علم السيميولوجيا يوفر للمترجم وسيلة للوصول إلى كيفية نشر الإشارات وفهمها داخل الوسائط، وإنه يمكّن من تفسير المعاني الأساسية في الإنتاج الإعلامي وكيف يقبل الجمهور هذه المعاني أو يرفضها أو يعيد تعريفها، ومع ذلك وعلى العكس من ذلك يتم استخدام كلاهما عند تطوير النصوص.

كما ذكر السير كوفي عام 2006 فإن الكتابة المرئية نشاط عقلي عصبي يدمج الوعي مع اللاوعي، وبالتالي التصفية والتوضيح الأفكار، والسيميائية مشتق من الكلمة اليونانية القديمة سيميون، والتي تعني على نطاق واسع علامة أو العلامات.

والسيميائية هي علم بنية وعمل أي نوع من ترتيب العلامات والرموز المستخدمة في الاتصال، كما إنها أداة لتحليل وتفسير كل العلامات والرموز المستخدمة في الاتصال، بما في ذلك اللغات والكلمات والصور وإشارات المرور والأصوات والموسيقى والإعلان والهندسة المعمارية والأزياء والأدب والرسم والرسوم المتحركة على سبيل المثال لا الحصر، باختصار السيميائية تشمل جميع الهياكل ذات المعنى التي تشكل الخطابات الاجتماعية والفردية.


شارك المقالة: