أكدت السيميائية أن مقاييس التمثيل البصري المتكررة أسفرت عن محفزات رمزية مجزأة أكثر من المحفزات البصرية التي تمت ترجمتها، ولاحظ علماء الاجتماع إنه عندما يتم تقديم التمثيلات البصرية ذات الترميز مع ميزاتها، فإن الارتباطات الرمزية ترتفع بشكل أسرع وأكثر دقة في المنهج السيميائي.
السيميائية والتمثيل البصري
يوضح علماء الاجتماع تأثير السيميائية على التمثيل البصري حيث أن التغيير من الأنماط الرمزية إلى الأنماط المعدلة بصرياً تؤثر على ظهور الارتباطات البصرية، فعند رؤية مجموعات من العناصر التي تحتوي على ميزات التعبير الرمزي.
تتحول الارتباطات التعسفية للمعنى الرمزي وتتشكل بسرعة ودقة أكبر مما يحدث عند سماع العناصر بسماتها البصرية فقط، ويظهر هذا التأثير عبر شروط الملاحظات، وأكدت المقاييس المتكررة التأثيرات الرئيسية لنوع المنبهات وردود الفعل، وأسفرت السيميائية أن المحفزات الرمزية مجزأة أكثر من المحفزات البصرية التي تمت تصفيتها، ولم يكن هناك تفاعل كبير بين نوع السياقات وشروط التغذية الراجعة.
والسيميائية والتمثيل البصري مرتبط بالشكل الصحيح بالصورة الصوتية لمجموعات مختلفة من المعاجم المعروضة مع وبدون ترشيح الملامح الرمزية، ولاحظ العالم تشارلز بيرس إنه عندما يتم تقديم العناصر ذات التنغيم مع ميزاتها التمثيلية، فإن الارتباطات الرمزية ترتفع بشكل أسرع وأكثر دقة عبر شروط التحليل السيميائي.
وكتوضيح إضافي تم إجراء مقارنة منفصلة لارتباطات معنى الرموز لمجموعات من العناصر التي تمت تصفيتها برموز مختلفة من لغة الماندرين، ويحتوي نصف السياقات على رموز أولية مسطحة بينما احتوى النصف الآخر على رموز متغيرة صعودًا وهبوطًا.
ويمكن للمرء أن يتخيل أن الارتباطات الرمزية يمكن تسهيلها لمجموعات من العناصر ذات تمثيلات مختلفة مقارنة بالعناصر التي لها رموز مسطحة فقط، وإنه لم يحدث هذا التأثير ولم تظهر القياسات المتكررة أي تأثيرات رئيسية لأنماط الدرجة البصرية، ويجب أيضًا مراعاة أن العديد من اللغات لا تكوِّن رموز على الإطلاق في تمييز العناصر المعجمية، وبالتالي من منظور عام قد لا يكفي الترميز في تمييز الذخيرة الكبيرة من المعاجم.
نتائج ربط السيميائية بالتمثيل البصري
تُظهر نتائج ربط السيميائية بالتمثيل البصري تأثيرًا بديهيًا على ما يبدو وبعيدًا عن كفاءة المتعلمين وتجربتهم مع اللغة، حيث كانوا أكثر عرضة لتكوين ارتباطات تعسفية بمعنى الرموز مع أنماط التمثيل البصري أكثر مما كانت عليه عندما احتوت الرموز على أنماط بصرية فقط، وعلى وجه التحديد عند التحول من العناصر ذات السمات الرمزية إلى العناصر التي تتضمن ميزات التمثيل.
وتم تكوين الارتباطات الرمزية بشكل أسرع وأكثر دقة، وبالطبع لا تهدف هذه الملاحظات والاختبار أعلاه إلى عكس التطور، والغرض منها هو توضيح النقطة الأساسية التي مفادها إنه لا يجوز للمرء أن يفسر ظهور الإشارات الرمزية في السيميائية دون بعض الإشارة إلى أنواع التمثيل البصري التي توفرها طريقة التعبير، وإنه هذا ليس مبدأ مقبول بشكل عام.
فإن فكرة أن اللغة الرمزية في السيميائية تطورت من أساليب التمثيل البصري المستقلة منتشرة على نطاق واسع، ويجب على المرء أيضًا أن يلاحظ أن تعريفات الرموز التي توجه الكثير من العمل حول تطور اللغة تشير إلى علماء القرن التاسع عشر مثل تشارلز بيرس ودو سوسور الذين لم يفكروا في كيف يمكن لعمليات التمثيل البصري أن تشكل الإشارات والعلامات.
وباتباع هذا التقليد يتم توجيه خطوط القصة الخاصة بأصل اللغة إلى حد كبير من خلال الاعتقاد، والمشهور في النظرية اللغوية أن اللغة الرمزية مستمدة من الكفاءة العقلية أو القوة التي لا علاقة لها بعمليات التعبير مثل الإيماءات والتمثيل.
ومن هذا المنظور فإن ظهور اللغة الرمزية في السيميائية قد يبدو غامضًا ومحير، ويمكن أن يؤدي إلى التساؤل لماذا البشر فقط، أو إلى تكهنات حول التلميحات التطورية، على سبيل المثال فإن التحليلات اللغوية التي تركز على الفئات والوحدات المجردة تتجاهل الآثار الهيكلية لطرائق التعبير المختلفة، وفيما يتعلق بهذه التأثيرات، لاحظ علماء علم السيميائية أن العمل على لغة الإشارة والتمثيل البصري يُظهر أن الجوانب الحركية للإيماءات والنطق تعمل على تشكيل أنظمة الإشارات بشكل مختلف تمامًا.
وبالنسبة لفكرة أن الرموز تنشأ من القدرة العقلية، فقد أظهرت عقود من البحث أن التمثيل البصري لديه كفاءة أساسية في تعلم ومعالجة ودمج العلامات الرمزية، فهو يطور أنواع الرموز الصوتية المنتجة الموجودة في اللغة المنطوقة، وأحد الآثار المترتبة على ذلك هو أن الخصوصية السيميائية للغة الرمزية قد لا يمكن تفسيرها من حيث القدرات المعرفية وحدها.
وبناءً على هذه العوامل حددت العديد من أعمال علم التمثيل البصري تغييرات خاصة بالإنسان يمكن أن تكمن وراء ظهور العلامات الرمزية، والتي تنعكس في التولد من حيث التحول من الأنماط المتغيرة في الرموز إلى التمثيلات البصرية.
كما أشار علماء السيميائية فإن التشكيلات المفصلية للرموز تولد العديد من الميزات في الإشارات التي تخلق إشارات عشوائية بطبيعتها، ويمكن أن ترتبط هذه العلامات بسرعة بالمراجع المتزامنة في سياق تطور التمثيل البصري، ولا يبدو أن أي مرحلة من الإيماءات الأيقونية أو الرمزية الصوتية تسبق هذا التطور.
لكن مثل هذه المرحلة لا تبدو ضرورية وفي الواقع أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال يربطون بسهولة الكلمات المسموعة بالرموز، ويستخدمون هذه الرموز لتصنيف الأشياء أو أجزاء من الأشياء، ومن المثير للاهتمام أن التقارير تُظهر أيضًا أن الأطفال الرضع أقل نجاحًا في تكوين روابط رمزية عند تقديمهم أصوات لا يمكن التعبير عنها.
وبدلاً من ذلك يحضرون إلى كلام مألوف، وللحصول على أدلة على أن النشاط في المناطق اللغوية في الدماغ منظم من حيث أصوات الكلام، هذه القدرة على اكتساب الرموز ليست سهلة بشكل واضح، ولكن التواصل عن طريق العلامات المفصلية تمثيلياً هو كذلك.
ويمكن للمرء أن يتكهن فقط بما قد يكون قد تطور، ولو اقتصر البشر على المكالمات المتغيرة في الرموز، ومن النتائج المذكورة يمكن التخمين أن الإشارات التي يتم التحكم فيها في درجة الترميز بدون ميزات التعبير التمثيلي ستقيد التشكيل السريع للرموز الفعالة الدقيقة.
وفيما يتعلق بتكوين هذه السعة، ومن المؤكد أن العامل المحوري هو فصل اللغة الرمزية التي ساهمت في تحرير مسلك التمثيل الصامت مما يسمح بالتعديل المفصلي للرموز، على سبيل المثال يرى البعض أن هذا نتيجة للغة الرمزية المتغيرة التي نشأت منذ ملايين السنين.
وإن تطور أصل اللغة أدى أيضًا إلى فصل التقليد والمحاكاة والحركة والتمثيل التي دعمت التحكم المستقل في التمثيل البصري، وإنه قد لا تعمل علامات السيميائية في السجلات الأحفورية على فهرسة انفصال اللغة الرمزية، لذا فإن تاريخ هذا التغيير مع التطور المشترك مع السيميائية والتمثيل البصري لا يبدو مشكلة.