الصحة المدرسية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود

اقرأ في هذا المقال


الصحة المدرسية:

تهدف الوحدات الصحية في الدولة السعودية إلى العناية المتكاملة في المجال الصحي والاجتماعي للطلاب في مراحل التعليم المختلفة، من بداية الطفولة إلى سن الشباب في المدارس الثانوية، وتتطلع الدولة إلى النمو بالمستوى الصحي في مدارس المملكة.

فقامت وزارة المعارف في تأسيس إدارة الصحة المدرسية في عام 1374 هجري/ 1954 ميلادي لتتكفل الأطفال الناشئين وتسهر على صحتهم حتى يكملون دراستهم ويبدأون حياتهم العملية، وبدأت هذه الإدارة عملها في قيام الأطباء مع المساعدين بجولة عامة في المملكة وقاموا بالكشف الطبي على عدد كبير من الطلبة، كما أسست وحدات صحية في العديد من المناطق في كل من الرياض جدة ومكة والمدينة، ثم زاد عددها على مراحل وفقاً للإمكانيات المادية والفنية المتوفرة لديهم.

تم افتتاح وحدة صحية مدرسية في منطقة الدمام وبريدة في 1375 هجري/ 1955 ميلادي، وفي عام 1367/ 1956 ميلادي افتتحت كذلك في الباحة، وكذلك افتتحت وحدة صحية في كل من أبها وجازان وحائل والجوف، وفي عام 1378 هجري افتتحت الوحدة في كل من الأحساء والقنفذة وعنيزة، وفي عام 1959 ميلادي افتتحت الوحدات في كل من الخرج وسدير والوشم، ثم افتتحت وحدة صحية في كل من الأفلاج والحوطة والحريق. وقامت الوزارة في تخصيص وتعيين أطباء من الوحدات الصحية ليقوموا في التفتيش على طلاب المدارس وتفقد أحوالهم الصحية وعلاج المريض منهم.

قامت وزارة المعارف في عملية تزويد كل مدرسة بصيدلية تحتوي جميع أصناف الأدوية وألوان العلاج لتكون تحت تصرف الطبيب عند تفتيشه اليومي على المدارس. ولقد زودت هذه الإدارة كذلك من 4 أطباء عموميين في كل من مكةوالمدينة والرياض، والقصيم وكانت أعمالهم شاملة على التوسع في هذه الإدارة حتى تم تزويد 11 منطقة أخرى بوحدات صحية وبالأطباء والمساعدين والإسعافات العلاجية والأدوية المجانية.

زودت هذه الوحدات بالأجهزة العلمية الحديثة، وجهز الكثير منها بمعامل للتحاليل الأولية، وبأطباء في مختلف التخصصات بكونهم أطباء عموميين، متخصصين في أمراض الأسنان وآخرين بالعيون، والأمراض الباطنية وغيرها وقد زيد عدد الأطباء والأجهزة اللازمة في بعض الوحدات الطبية، حيث تم البدأ في تأسيس مستشفى للطلبة بمدينة الملك سعود العلمية في جدة يشمل ويتسع 100 سريراً، ويتكون من العديد من الأقسام العلاجية المختصة في الجراحة وأمراض باطنية وجلدية وعيون وغيرها، وقد تم تجهيز أثاث المستشفى ومعداته من مصانع ألمانيا، فكانت غاية في الجمال والرقي وافتتح هذا المستشفى في الشكل الرسمي في عام 1957 ميلادي.

وقد باشرت الوزارة في إعداد برامج صحية نفذت في تلك الوحدات الصحية وعلى سبيل المثال: برامج وقائية في بداية كل عام دراسي يكشف على الطلاب، ويفحصون فحص متكامل عن طريق مجموعة من الأطباء المختصين، ويقومون في إعطائهم اللقاحات اللازمة لتقوم في وقايتهم من الأمراض السارية والمعدية.

وبدأ هذا الوعي والتحصين الطلاب الجدد الذين قدموا إلى المدارس الابتدائية منذ عام 1382 هجري/ 1992 ميلادي، وتم العمل على تنفيذ ذلك البرنامج المدن الرئيسة مثل الرياض ومكة وجدة والدمام . كذلك تم القيام في الفحص الطبي على كل موظف عند تعيينه حسب الأنظمة.

برامج علاجية:

تشمل هذه البرامج على معالجة الطلاب والمدرسين من الأمراض التي أصابتهم، وتقوم في تقديم العلاج اللازم بناء على إمكانيات الوحدة الصحية، وإرسال الحالات المستعصية التي لا يتوافر علاجها في الوحدة الصحية إلى مستشفيات وزارة الصحة. حيث يوجه أطباء الصحة المدرسية النشاط الصحي في المدرسة من خلال قيامهم في فحص المرضى وفحص اللياقة، وفحص مدى النظافة في المدارس ويطلق على ذلك التربية الصحية أو التثقيف الصحي.

الوحدات الصحية في المناطق النائية والبوادي:

وجه الملك سعود حكومته إلى الاهتمام في المناطق النائية ومناطق البوادي من ناحية العناية الصحية، حيث قامت في تعيين لكل وحدة سيارة خاصة تمكن طبيب الوحدة من التفتيش على المدارس في المنطقة الموكولة له من قُراها وبواديها. يضاف إلى ذلك قيام الوزارة  في تزويد بعض المناطق التعليمية في وحدات متنقلة كما في منطقتين الرياض وجدة، والهدف من تلك الوحدات الصحية المتنقلة هو شمول الفائدة لكل أرجاء البلاد.

أصدرت الوزارة بياناً لجميع مدارس المملكة جاء فيه وجوب عمل دفتر خاص بعهدة الأدوية المدرسية وفق سجل خاص بينته الوزارة في عام 1380/ 1960 ميلادي. ولا يتم صرف أكثر من  نوع علاجي واحد في اليوم الواحد، ولا يوجد مانع في تقديم العلاج له في نفس اليوم ولكن بشرط حاجته له.

وعلى إدارة المدرسة أن ترفع في نهاية كل شهر جدول يبين العلاج المصروف من أول الشهر حتى نهايته، ويكون موقع من المريض والمشرف ويصدق عليه المدير، ويجب على الجمعية الصحية إذا لم يتواجد المسؤول في أي إجازة، فيجب تسلم ما بعهدته لهم. ولقد حرصت الوزارة كذلك على كل ما من شأنه التأثير في صحة الطلاب، وكان الدليل على ذلك قيامها في منع التدخين في الدوائر الرسمية وخاصة التعليمية لما في ذلك من تأثير في الطلاب.


شارك المقالة: