في عام 1948 ميلادي بدأت حركات التمرد في ميانمار وذلك بعد حصول الدولة على استقلالها من الحكم البريطاني، وكان سبب الصراع الداخلي في ميانمار؛ سببه صراعات عرقية، حيث قامت المجموعات العرقية بالقتال ضد القوات العسكرية الميانمارية، على الرغم من إصدار الدولة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، إلا أنّ الجماعات العرقية كانت مستمرة في التمرد وسعت في السيطرة على الحكم، الأمر الذي جعل ذلك التمرد يتحول إلى حرب أهلية واستمرت لفترة طويلة.
الصراع الداخلي في ميانمار
خلال وقوع ميانمار تحت حكم بريطانيا، ظهرت مجموعة من الجماعات التي تطالب بالاستقلال وطالبت التخلص من الحكم البريطاني وزادت حركة تلك الجماعات في الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد وعد اليابان لهم بتأسيس دولة بورما كدولة مستقلة ذات حكم ذاتي، في الواقع كانت اليابان كانت تسعى إلى تحويل بورما إلى دولة دمية تعمل لصالحها وقامت بتعيين حاكم من عندها، خلال تلك الفترة ظهرت الجماعات العرقية المتعددة والجماعات اليسارية مثل الحزب البورمي الشيوعي، والتي كانت تخوض صراعاً ضد اليابان وبريطانيا.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت الحكومة البورمية في مفاوضات مع قادة الجماعات العرقية في ولاية شان وتم الاتفاق في النهاية على توقيع اتفاقية بينهم وتم من خلال تلك الاتفاقية ضمان حقوق تلك المجموعات العرقية، كما منحت لشعب شان وتشين وكاشين حرية الانفصال عن ميانمار، في حال لم يتمكنوا من الحصول على حقوقهم، وبعد اغتيال القائد أونغ سان، لم تلتزم الحكومة البورمية بالاتفاقية، الأمر الذي أدى إلى زيادة الخلافات والصراعات وغضب المجموعات العرقية.
تم تقسيم الصراعات الداخلية في ميانمار إلى ثلاثة أقسام، والتي كان بدايتها في عام 1948 ميلادي وبعد حصول الدولة على الاستقلال واستمر حتى عام 1962 ميلادي، والفترة الثانية كانت أثناء فترة حكم الحكومة الاشتراكية والذي كانت بدايته في عام 1962 ميلادي واستمر حتى عام 1988 ميلادي أما التمرد الثالث فقد كان أثناء حكم الحكومة المدنية واستمر حتى عام 2001 ميلادي.
استمرت الصراعات في ميانمار وطالبت المجموعات العرقية في الحصول على الحكم، وقد كان لتلك الحرب تأثير كبير على الوضع الاقتصادي في ميانمار ونتج عنها موت أعداد كبيرة في الدولة، الأمر الذي أدى إلى تدخل دول العالم في حل الصراع وتم الاتفاق في النهاية على وقف إطلاق النار.