يعد الإمبراطور تساو تساو من الحكام الذين حكموا الصين خلال حكم سلالة هان الشرقية، وقد جمع قوة هائلة في السنوات الأخيرة من عهد الأسرة، كواحد من الشخصيات المركزية في فترة الممالك الثلاث، وضع تساو تساو القوانين وكان من الحكام الذين اهتموا بالشعر والثقافة.
الصين في ظل حكم الإمبراطور تساو تساو
عند سقوط سلالة هان الشرقية كان تساو تساو قادر على تأمين معظم شمال الصين وكانت تلك المناطق أكثر المناطق كثافة سكانية وازهاراً في الصين، كان تساو تساو أكثر نجاجاً وتمكن من استعادة النظام العام وإعادة بناء الاقتصاد، وتعرض تلاعبه بالإمبراطور زيان باعتباره دمية وصورة لانتقادات شديدة، حيث كانت شؤون الدولة واقعة تحت سيطرة تساو كاو، تجمعت المعارضة حول أمراء الحرب، كان تساو تساو ماهراً في الشعر وفنون الدفاع عن النفس، وقام بكتابة عدد من المجلات.
ولِد تساو كاو في تشياو في عام 155 ميلادي، والذي كان بدوره أحد الخصيان المفضلين للإمبراطور هوان، ذكرت بعض السجلات التاريخية، إنّ الاسم الأصلي لعائلة تساو سونغ كان شياو وأنه بالتالي أحد أقارب زياو دون، كان كاو معروفاً بمكره في سن المراهقة، حسب ما تم ذكره فأنّ تساو تساو كان مغرماً في الصيد والشعر، كان هناك رجل يسمى كساو تشاو ويقوم بتقيم الناس سياسياً، قام تساو كاو بزيارة له من أجل الحصول على تقييم ومساعدته سياسياً، في البداية رفض كساو تشاو وعلى الرغم من ذلك مع محاولة تساو تساو أخذ منه المعلومة قال له سوف تصبح وزيراً.
عندما بلغ تساو تساو العشرين من عمره، قام بتعيين كاو كاو قائد منطقة لويانغ وعند توليه المنصب، وضع صفوفا من الرهانات متعددة الألوان خارج مكتبه وأمر نوابه بجلد الذين انتهكوا القانون بغض النظر عن وضعهم، تم القبض على عم جيان شو والذي يعد أقوى الخصوم وأكثرهم سيطرة خلال حكم الإمبراطور لينغ، وهو يمشي في المدينة بعد حظر التجول المسائي من قبل رجال كاو كاو وتم عقابه وقام هذا جيان شو بترقية كاو كاو إلى حاكم مقاطعة دونجيو ظل تساو كاو في هذا المنصب لأكثر من عام، وفي عام 178 ميلادي تم فصله من منصبه؛ وذلك بسبب علاقاته العائلية البعيدة مع الإمبراطورة سونغ المشينة.
في عام 180 ميلادي عاد تساو تساو إلى المحكمة وتم تعينه مستشار عسكري، في عام 184 ميلادي قام تمرد العمامة الصفراء وتم بعد ذلك استدعاء تساو كاو إلى لويانغ وتم تعيينه قائد لسلاح الفرسان، وتم إرساله إلى ينجشوان في مقاطعة يو لقمع المتمردين، تمكن من تحقيق النجاح وتم إرساله إلى جينان كمستشار عسكري وذلك من أجل منع انتشار تأثير العمامة الصفراء في جينان، قام تساو تساو بحظر الطوائف غير التقليدية وقام بتدمير الأضرحة وقدم دعم للدولة الكونفوشيوسية، كما أساء إلى العائلات القيادية المحلية في هذه العملية وقام بتقديم استقالته وذلك خوفاً من تعرض عائلته للخطر، لكنه عاد إلى منزله في مقاطعة باي.
تم في ذلك الوقت حاول وانغ فين تجنيد تساو تساو وشارك في عملية الانقلاب ليتولى الحكم مكان الإمبراطور وانغ فين، إلا أنّ تساو تساو رفض، لم ينتج عن المؤامرة أي نتيجة وتم قتل وانغ فين، في عام 188 ميلادي بعد التقاعد عاد تساو كاو إلى مدينة لويانغ، تم تعيينه برتبة عقيد، وهو الرابع من بين ثمانية رؤساء للجيش الإمبراطوري حديث التأسيس وتم فيما تأسيس جيش الحديقة الغربية، لم يتم اختبار فاعلية هذه القوة الجديدة أبداً، حيث تم حلها في العام التالي، في عام 189 ميلادي توفي الإمبراطور لينغ ومن بعده الإمبراطور شاو، على الرغم من أن سلطة الدولة كانت تخضع بشكل أساسي للسيطرة الإمبراطورة الأرملة.
حروب تساو تساو
قام شقيق الإمبراطورة الأرملة الجنرال هي جين بالتآمر مع يوان شاو للقضاء على الحاضرين العشرة، استدعى هي جين وهو جنرال متمرس من مقاطعة لينك، وقام بقيادة جيش كبير للضغط على الإمبراطورة الأرملة لتسليم السلطة، تم اغتيال الإمبراطور هين، وبدأت الفوضى وبدأ جيش دونغ تشو تخلص بسهولة من أراضي القصر من المعارضة، بعد أنّ تم خلع الإمبراطور شاو، وتم وضع دونغ تشو الإمبراطور الدمية زيان إمبراطوراً في الصين، حيث يقال أنّ الإمبراطور زيان كان أكثر قدرة على تولي الحكم أكثر من الإمبراطور شاو.
تم رفض عرض دونغ زوه للتعيين قام تساو تساو بمغادرة لويانغ وتوجه إلى جنوب شرق مدينة كايفنغ، حيث تم بناء جيش، قام أمراء الحرب الإقليميون بتشكيل تحالفاً عسكرياً تحت قيادة اليوان تشاو ضد دونغ، انضم إليهم تساو كاو وأصبح أحد الأعضاء المقاتلين في التحالف، على الرغم من أن أمراء الحرب حرروا عاصمة لويانغ، إلا أنّ محكمة دونغ تشو تمكنت من الهروب نحو الغرب وأقاموا في أراضي تشانغآن واختطاف الإمبراطور شيان وانهار التحالف بعد ذلك بفترة والذي أدى إلى انهيار الصين خلال قيام حرب أهلية وتم قتل دونغ تشو في 192 ميلادي من قِبل يد لو بو.
من خلال الحروب القصيرة والحروب الإقليمية استمر تساو تساو توسيع إمبراطوريته، وفي عام 191 ميلادي، تم تعيين مديراً حدث قام بتطهير دونغ من قطاع الطرق، وعندما توفي مفتش مقاطعة يان ليو داي في العام التالي، تمت دعوته من قبل باو شين وضباط آخرين ليصبح حاكم مقاطعة يان، والحد من تمرد العمائم الصفراء القائمة في مقاطعة تشينغ التي غزت يان، على الرغم من الهزائم الكثيرة تمكن تساو كاو من إخضاع المتمردين مع نهاية عام 192 ميلادي، على الأرجح من خلال المفاوضات، في بداية عام 193 ميلادي، قاتل تساو كاو ويوان شاو ضد ابن عم الأخير يوان شو في عدة معارك مثل فينجو ودفعه إلى نهر هواي.
في عام 193 ميلادي قام والد تساو كاو بقتل تساو سونغ، قام تساو كاو بذبح الآلاف من المدنيين في شو خلال حملتين للانتقام من والدهن لأنه أخذ الجزء الأكبر من جنوده إلى مقاطعة شو من أجل هزيمة تاو تشيان، وقام بترك جميع أراضيه دون حماية، قامت بعد ذلك عدد من التمردات والمظاهرات وتم قمع تلك التمردات بشكل إجرامي، وعلى الرغم من ذلك استمرت التمردات والتي تطالب بإنهاء حكم تساو تساو والذي أدى بالنهاية إلى نهاية حكمه والذي لم يستمر طويلاً، إلا أنّه حاول خلال فترة العمل عل توسعة أراضي الصين وجعلها أقوى وعلى الرغم من ذلك كانت فترة حكمه من أكثر الفترات التي قامت فيها تمردات في الصين.
