الطائع لله عبدالكريم بن الفضل المطيع

اقرأ في هذا المقال


الطائع لله عبدالكريم بن الفضل المُطيع:

هو عبد الكريم بن الفضل المُطيع، أبو بكر، ولِدَ عام (320 هجري)، ووالدته أم ولد تُسمى (هزار). تنازل له أبوه المطيع عن الخلافة عام (363 هجري)، فكان عُمره ثلاثةَ وأربعين عاماً، فركب وعليه البردة ومعه الجيش، وسار بين يديه (سبكتكين)، وفي اليوم التالي خلع على (سبكتكين)، وعقد له اللواء، ولقبه نصر الدولة.

كان شديد الانحراف إلى الطالبيين، سقطت هيبة الخلافة في أيامه جداً حتى هجاه الشعراء، إذ كان يخرج لاستقبال عضد الدولة على غير عادة الخلفاء. وقبض بهاء الدولة البويهي عام (381 هجري)، على الخليفة الطائع لله وانطلق الناس ينهبون ويسرقون.

وكتب بهاء الدولة كتاباً على الخليفة يخلع فيه نفسه، وأشهد عليه، وأُعطيت الخلافة من بعده للقادر بالله، وبقي الطائع لله عند الخليفة الجديد حتى مات عام (393 هجري)، في يوم عيد الفطر، وقد صلَّ عليه الخليفة. كان أبيض مربوعاً، حسن الجسم، وكان أنفه كبيراً. وكان شديد القوة كثير الإقدام.

الحركة الثورية مع الروم في عهد الخليفة الطائع لله:

لمّا مات ملك الروم أرمانوس أنجبَ طفلين صغيرين ملكاً بعده، وكان يوم موته نقفور (الدمستق)، يغير على بلاد المسلمين فلما رجع وعلم بموت أرمانوس طمع بالحكم وسوّل له بعض القادة ذلك إذ لا يصلح الطفلان الصغيران لهذه المُهمة الكبير، فتزوج من أُمهما وتسلّم أمر السلطة، غير أنه قد حصلت جفوة بينه وبين أُم الملكين زوجته فراسلت (ابن الشمشقيق)
وحسّنت له أمر قتل نقفور والقيام بالأمر مكانه ففعل وتم له الوضع فقبض على أخي نقفور وهو (لاون) وعلى ابنه (ورديس) وسجنهما، ثم قام بالغارة على بلاد المسلمين، وبلغ طرابلس.

تمكّن خال الملكين الصغيرين أن يسقي (ابن الشمشقيق) السمّ ومات، وعظم أمر الملكين الصغيرين، غير أن (ورد بن مُنير) أحد عُظماء البطارقة قد طمع بالحكم وأراد أن يستعين بالحمدانيين في تحقيق أمره فراسل أبا تغلب الحمداني فوعده بالدعم، فجمع (ورد) جموعه وبدأ من قرب الثغور واتجه إلى الروم.

فسيّر له الملكان الصغيران جيشاً إثر جيش فكان (ورد) ينتصر في قتاله ويتابع سيره فلما اقترب من القسطنطينية خاف الملكان الصغيران عاقبة الأمر فأخرجا ورديس بن لاون من السجن وقدماه على الجيوش فهزم خصمه، وفرَّ (ورد) إلى بلاد المسلمين وراسل عضد الدولة غير أن الملكين قد راسلا أيضاً عضد الدولة الذي رأى أن يأخذ جانب الصغيرين فقبض على (ورد) وسجنه عام (369 هجري).

وبقي ورد في سجن المسلمين حتى عام (375 هجري)، حيث أطلق سراحه صمصام الدولة بشرط أن يطلق عدداً من سُجناء المسلمين، وأن يقوم بتسليمه (7) حصون من بلاد الروم وهي (برساتيقها)، وألا يقصد بلاد المسلمين ما دام حياً لا هو ولا أحد من أصحابه، فرجع إلى بلاد الروم، ولم يتمكن من الحكم وإن حصل على جُزءٍ سيطر عليه.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (164 – 165)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: