الظروف الطبيعية لحياة المجتمع عند كارل ماركس في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الظروف الطبيعية لحياة المجتمع عند كارل ماركس في علم الاجتماع:

إن المجتمع الإنساني جزء متمايز من الطبيعة، ولا يمكن بأي حال فصله عن بقية الطبيعة وهو دائماً في حالة تفاعل معها، وهذا الجزء من الطبيعة الذي يتفاعل معه المجتمع بصفة دائمة ومباشرة ويتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه في آن واحد، يسمى البيئة الجغرافية وتشمل الطقس والتربة والأنهار والبحار والنبات والحيوان وتضاريس الأرض والمعادن، والبيئة الجغرافية شرط ضروري لنشاط الإنسان الإنتاجي وبدون التفاعل مع الطبيعة لا يمكن أن يكون هناك عمل ولا نشاط إنتاجي.

والبيئة الجغرافية يمكن أن تمارس تأثيراً مزدوجاً على تطور المجتمع، فالظروف الملائمة مثل توفر المعادن والغابات والأشجار والطقس المناسب، تساعد على تطور المجتمع ومن جهة أخرى تؤثر الظروف الطبيعية المعاكسة تأثيراً ضاراً على التطور الاجتماعي، فعدم توفر المعادن مثلاً يعوق النمو الصناعي، كما أن الطقس القاسي في جفافه يعوق تطور الزراعة وهكذا.

إلا أنه لا يجب المغالاة في دور البيئة الجغرافية إلى حد افتراض أنها هي التي تحدد التطور الاجتماعي، فهناك بلاد تتطور اقتصادياً وسياسياً بنفس المعدل على الرغم من أن بيئاتها الجغرافية مختلفة، كما أن هناك بلاداً تشترك في نفس الظروف الجغرافية، ومع هذا فإنها تختلف في حالتها الاقتصادية والسياسية.

كما أن المجتمع قادر على تغيير هذه الظروف الجغرافية والتأثير فيها، وتعتمد درجة تأثر المجتمع  على البيئة الجغرافية على طبيعة النظام الاجتماعي، ومستوى الإنتاج والتكنولوجيا والعلم فيه، وعلى هذا فإن البيئة الجغرافية ليست هي المحدد للتطور الاجتماعي على الرغم من أنها شرط ضروري للحياة الاجتماعية وكل ما تفعله هو أنها تساعد على تطور المجتمع أو تعوق من هذا التطور.

إن وجود السكان شرط ضروري آخر لحياة المجتمع، فالإنتاج مستحيل بدون ناس، وعلى هذا فإن الظروف السكانية مثل كبر عدد السكان أو قلته، وارتفاع معدلات نموهم أو انخفاضه قد يؤثر على تطور المجتمع بالزيادة أو النقصان، إلا أن طبيعة السكان لا تلعب الدور الحاسم في التطور الاجتماعي، ذلك أن أمامنا أمثلة كثيرة لبلاد ذات كثافة سكانية عالية، ومعدل نمو سكاني سريع، ولكنها أكثر تخلفاً من بلاد أخرى ذات كثافة سكانية قليلة ومعدل نمو بطيء والعكس صحيح.


شارك المقالة: