العلاجات اللغوية لسوء الفهم في السيميائية

اقرأ في هذا المقال


يدرس علماء الاجتماع العلاجات اللغوية لسوء الفهم في السيميائية وذلك من خلال دراسة سوء الفهم الدلالي ومهارات استخدام اللغة بشكل جيد، وهناك أربعة أنواع شائعة من سوء الفهم الدلالي التجاوز والتجريد واللغة النسبية والمراوغة.

العلاجات اللغوية لسوء الفهم في السيميائية

هذا الموضوع يجب أن يقرأه اليوم أي شخص مهتم بجدية بالسيميائية، والقضايا التي يتم التعامل معها ذات أهمية قصوى في عالم من اللامبالاة السيميائية المعممة والمعلومات المضللة، كما إنه يوفر نهجًا نظريًا فلسفيًا للسيميائية اليوم يمكن مقارنته بشدة بالنهج التاريخي الفلسفي للسيميائية الموجودة.

ويستحق هذا العمل الرئيسي لسوزان بيتريلي وأوغوستو بونزيو الكثير من الثناء على نطاقه وتفاصيله الطموحة؛ وفي حدود هذه الدراسة أدرج علماء الاجتماع فقط بعض الأشياء الجيدة التي يكتبونها؛ وهدفهم في بوصلة موجزة هو إلهام العلاجات اللغوية لسوء الفهم في السيميائية.

سوء الفهم الدلالي ومهارات استخدام اللغة بشكل جيد

بينما يمكن أن تساعد لغة البشر في إنشاء معنى مشترك أي التواصل مع الآخرين، إلا أن هناك أشياء يمكن أن تعيق هذه العملية، فهل سبق أن ضاعت التوجيهات بسبب الطريقة التي أعطيت بها؟ يحدث سوء الفهم الدلالي عندما يخصص الناس معاني مختلفة لكلمة أو لفظ، وهناك أربعة أنواع شائعة من سوء الفهم الدلالي التجاوز والتجريد واللغة النسبية والمراوغة.

التجاوز

يحدث التجاوز عندما يعتقد الأفراد أنهم يفهمون بعضهم البعض لكنهم في الواقع يفتقدون معنى بعضهم البعض، وهناك نوعان من التجاوز الأكثر شيوعًا، الأول هو عندما يستخدم شخصان كلمات أو عبارات مختلفة لتمثيل الشيء نفسه، والثاني هو عندما يعطي الناس معانٍ مختلفة لنفس الكلمة أو العبارة.

ويمكن أن يتسبب التجاوز في العديد من مشكلات سوء الفهم التي قد تكون في بعض الأحيان غير ضرورية تمامًا، على سبيل المثال عندما يقول الناس أو يستخدمون كلمة قد تفهم بالنسبة لهم أن هذا سيء، أو قد يستخدم آخرون نفس الكلمة كسعادة، وهذه الكلمة يمكن أن تضع الناس في مشاكل أو نقاشات، وهناك العديد من الكلمات من هذا القبيل في اللغة.

التجريد

سلم التجريد هو نموذج يستخدم لتوضيح كيف يمكن أن تتراوح اللغة من ملموسة إلى مجردة، وبينما يتم اتباع مفهومًا في سلم التجريد، يتم فقد أو إهمال المزيد والمزيد من جوهر الكائن الأصلي، مما يترك مساحة أكبر للتفسير، ومما قد يؤدي إلى سوء الفهم، وتسمح عملية التجريد وترك الأشياء بالتواصل بشكل أكثر فاعلية لأنها تعمل كاختصار يمنع من امتلاك لغة لا يمكن إدارتها بالكامل مليئة بملايين الكلمات كل منها يشير إلى شيء واحد محدد، لكنه يتطلب من المرء استخدام السياق وكلمات أخرى في كثير من الأحيان لتوليد معنى مشترك.

وترتبط بعض الكلمات ارتباطًا مباشرًا بمفهوم أو فكرة أكثر من غيرها، فإذا طلب من المرء أن يذهب لالتقاط صورة لكتاب، يمكنه فعل ذلك، أما إذا طلب منه أن يذهب ويلتقط صورة عمل، فلا يمكنه ذلك لأن العمل كلمة مجردة تم تطويرها للإشارة إلى أي عدد من الاحتمالات من كتابة كتاب إلى إصلاح مكيف هواء إلى تسميد حديقة عضوية، ويمكنه التقاط صورة لأي من هذه الأشياء، لكن لا يمكنك التقاط صورة للعمل.

سلم التجريد

سلم التجريد في أدنى مستوى شيء ملموس للغاية، وفي هذا المستوى البشر في الواقع في لحظة تجربة المنبهات التي تأتي من خلال الحواس يدركون الشيء الفعلي، وهذا أمر ملموس لأنه بدون وسيط، مما يعني إنه في الواقع لحظة التجربة بينما يرتقوا إلى مستوى أعلى يعطون التجربة اسمًا.

بدلاً من التجربة المباشرة مع الشيء أمامهم أعطوا الشيء اسمًا والذي يأخذهم خطوة واحدة من التجربة المباشرة إلى استخدام رمز أكثر تجريدًا، وفي المستوى التالي الكلمة تشترك في خصائص مماثلة، وبينما يتم صعود السلم تصبح الكلمة أصلًا، ولوحظ إنه يصبح من الصعب بشكل متزايد تحديد معنى الرمز كلما تم صعود السلم وكيف يتم فقد مع كل خطوة المزيد من خصائص التجربة الملموسة الأصلية.

وعندما تكون المراجع المشتركة مهمة يجب محاولة استخدام لغة أدنى في سلم التجريد، وأن تكون ملموسًا عن قصد ومفيد عند إعطاء التوجيهات، ويمكن أن يساعد في منع سوء الفهم، وأحيانًا يستخدم المرء لغة مجردة عن قصد، نظرًا لأن اللغة المجردة غالبًا ما تكون غير واضحة أو غامضة، فيمكنه استخدامها كوسيلة لاختبار موضوع محتمل مثل طلب خدمة، أو تقديم تعليقات سلبية بشكل غير مباشر لتجنب إيذاء مشاعر شخص ما أو التلميح، أو تجنب تفاصيل عنوان خاطئ.

اللغة النسبية

اللغة النسبية هي اللغة التي تأخذ معنى بالمقارنة، ويحدث سوء الفهم الدلالي عندما يعطي الناس معاني للكلمات بناءً على تجاربهم الشخصية أي قريبها، فماذا يعني أن يكون المرء في الوقت المحدد، أو ما هو رخيص؟ فبالنسبة للبعض يعني الوصول في الوقت المحدد أو الوصول قبل 5 دقائق من بدء الحدث، بينما بالنسبة للآخرين في الوقت المحدد يمكن أن يصلوا بعد 30 دقيقة من بدء الحدث، وما تعنيه كلمة رخيص لشخص ما ربما يكون مختلفًا عن الرخيص بالنسبة لغيره، ويمكن أن تؤثر البيئة والخبرات الشخصية على المعنى الذي يتم أعطائه للكلمات.

المراوغة

المراوغات هي أقوال لها تفسيران معقولان أو أكثر وقد يكون هذا مشكلة عند محاولة خلق معنى مشترك مع الآخرين، فيما يلي بعض الأمثلة لتصريحات ملتبسة، في حين أنها ربما يتم معرفة ما هو المقصود، ويمكن عدم معرفة ما هو المقصود في التفسيرات الأخرى المحتملة:

1- الشرطة تبدأ حملة للقضاء على التسول.

2- دراسة جديدة للبدانة تبدو لمجموعة اختبار أكبر.

3- تم رفع دعوى ضد المستشفيات من قبل 7 أطباء.

4- فشل تزاوج الباندا، (طبيب بيطري يتولى المهمة).

اللغة التخريبية والانفعالية في السيميائية

تثير اللغة التخريبية في السيميائية ضوضاء نفسية لدى المستمع، مما يحد من قدرته على البقاء حاضرًا في المحادثة واستيعاب كل ما يقال، وعند الاتصال بالآخرين قد يكون الأمر محيرًا عندما يبلغ الناس عن الاستنتاجات كحقيقة أو عن الآراء كحقيقة.

وإذا فكر المرء يومًا في نفسه هل حدث ذلك حقًا، أم أن هذا بالضبط ما يعتقده ويشعر به؟ فقد واجه هذا السلوك اللغوي المضطرب فالبيانات الواقعية هي أقوال يمكن التحقق من صحتها أو خطأها، والاستنتاجات هي استنتاجات مستخلصة من حقيقة بيانات الرأي التي تعبر عن كيف يفكر المتحدث أو يشعر.

تجذب اللغة الانفعالية في السيميائية انتباه الناس وخيالهم من خلال نقل المشاعر والأفعال، ويمكن للغة الانفعالية أن تقود أيضًا إلى ردود فعل جسدية وكلمات مثل الارتعاش والحزن ويمكن أن يقود الناس إلى تذكر الأحاسيس الجسدية السابقة المتعلقة بالكلمة، وكمتحدث قد تكون هناك أوقات يكون فيها استحضار رد فعل إيجابي أو سلبي مفيدًا.

فاستحضار الشعور بالهدوء كالتحدث مع صديق قد يساعد على استقبال الأخبار المقلقة، ويمكن أن يساعد استحضار الشعور بالهياج والغضب في تحفيز الجمهور على اتخاذ إجراء، وعندما يتم التحدث مع صديق أو التحدث إلى جمهور، فإنه يتم أشراك في المقام الأول حواس الآخرين البصرية والسمعية.

ويمكن للغة الانفعالية أن تساعد في المحادثة أو أفراد الجمهور على الشعور بشيء أو شمه أو تذوقه وكذلك سماعه ورؤيته، ويعرف الكتاب الجيدون كيفية استخدام الكلمات بشكل فعال وعاطفي، فالقصة المكتوبة بشكل جيد سواء أكانت كتابًا أم سيناريو ستحتوي على جميع العناصر السابقة، ومع ذلك فإن بعض الكلمات شديدة الانفعال وتؤثر على قدرة الآخرين على الاستمرار في الاستماع.


شارك المقالة: