العلاقات العثمانية المملوكية
لقد كانت العلاقات بين الدولة العثمانية و دولة المماليك عبارة عن بداية النهاية في تاريخ الدولة المملوكية، حيث انهزمت دولة المماليك وانتهت على يد العثمانيين بشكل كامل في عام 1517م، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أنه سبق ذلك الحدث مشوار ورحلة طويلة من العلاقات التي تنوعت بين علاقات المودة والتقدير وبين علاقات التوتر التي أدت إلى ظهور الصراعات الدامية.
العلاقات العثمانية المملوكية وأشكالها
تعزيز العلاقات بين الدولتين
لقد تم تحديث علاقات المودة بين الدولتين المملوكية والعثمانية بعد انتهاء الخطر التيموري، والتي ازدادت قوتها وتماسكها خلال عهد المملوكي الأشرف برسباي، كما تطورت تلك العلاقات الوديّة بين الدولتين خلال فترة عهد السلطان جقمق، والتي تبلورت من خلال ظهور المراسلات، السفارات والهدايا بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية، حيث أرسل السلطان العثماني مراد الثاني إلى السلطان المملوكي هدية تتكون من عدد خمسين أسير من الأوروبيين، مجموعة بسيطة من الجواري، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الحرير.
العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية بعد فتح القسطنطينية
لقد قام المملوك محمد الفاتح بإرسال رسول للسلطان الأشرف إينال في عام 1453، والذي تم خلاله تهنئه فيها على جلوسه على دست الحكم في القاهرة، كما قام بإخباره بنجاحه في عملية فتح القسطنطينية، بالإضافة إلى قيامه بتقديم أسيرين من كبار المسؤولين البيزنطيين في القسطنطينية، كما أمر السلطان إينال بتزيين شوارع القاهرة، الحوانيت والأسواق لعدة أيام، بالإضافة إلى قيامه بالرد على رسالة السلطان بإرسال مبعوث للمباركة للفاتح بانتصاره.
تدهور العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة المملوكية
لقد تم انتهاء صفحة العلاقات الوديّة بين الدولتين تباعاً لحدث فتح القسطنطينية، وبالتالي ظهرت صفحة جديدة شاعت فيها العداوة على أثر تصادم المصالح، وبالتالي توسعت الدولة العثمانية في الأناضول وغيرها من المناطق، وفي نفس الوقت كانت دولة المماليك قد سيطرت على مدينة قيليقيا، ثم بدأ المماليك يتعاملون بشكل وأسلوب بارد بعد أن شعروا بزيادة شعبية العثمانيين بين المسلمين، وذلك على أثر فتح القسطنطينية، كما ظهر بروز قوي دولة إسلامية قوية بدأت بالنمو على حدودهم وتفتح طريقها الخاص بها.