العلاقة بين التعليم والثقافة:
لا بد من الإدراك الكامل أن النظم التابعة للتربية الأساس الكامل لبعض الأمور ذات النظم الإيجابية على المستوى الاجتماعي، إذ أن التربية التعليمية تسعى إلى تشكيل الثقافات المتنوعة، واكتشاف المواهب، والمعرفة التامة من قرب على القابليات والميول، والعمل على تزويد هذه الطاقات الفتية بالمهارات التي تمكن المرء من الرقي من مستوى كفاءته وعطائه الفعلي.
ومن هنا فإن أي خلل يحدث لنظام التربية الثقافية، ينعكس بشكل أساسي على كافة جوانب الحياة وجوانبها، لذلك نجد أن بعض الدول اعتبرت أن السبب في ذلك هو تعطيل النظام التربوي التعليمي، وعجزه عن إخراج المبدعين في النظام الثقافي، فتشكلت اللجان المتخصصة لإنقاذ ما أسمته بالأمة المعرضة للخطر.
ولا بد من المعرفة التامة بأن التعليم في حقيقته وجوهره هو ليس تلك العبر والأعمال اليومية التي يكتسبها الطالب في مدرسته، بل هو قبل ذلك فلسفة كاملة، تسهم في بنائها وتحقيقها كل المواد الدراسية والمعارف والممارسات، التي تبدأ مع الفرد ابتداء من طفولته التي تغرس فيها بذور مستقبل حياته السلوكية، وتنمي فيها حواسه، ومروراً بكل موارده الثقافية والعلمية والتدريبية، وانتهاء بمجموع الخبرات والمسالك المتراكمة التي يتحصل عليها في شيخوخته وينقلها إلى الأجيال المتداخلة من بعده.
وبالتالي يجب المعرفة التامة بأن التعليم هو أمر ثابت بشكل أساسي على التنمية وهو الرحم الذي تزرع فيه الأجنة وتتعهد، لتنطلق في جميع مجالات الحياة، وإلى هذا فإن العملية التعليمية في مختلف مراحلها، ينبغي أن تكون لها فلسفة وأهداف ومحتوى، متجهة نحو تطوير قدرات الإنسان العقلية والفكرية، حتى يتسنى للطالب مواكبة التطورات العلمية الهائلة التي تشهدها البشرية في هذه الحقبة من الزمن.
المعرفة القائمة على العملية التعليمبة:
ولا بد من المعرفة التامة بأن العملية التعليمية، تعتمد بشكل رئيسي على تطورات الثقافة، ويساهم بشكل نوعي وأساسي في ترفيع شأن الثقافة والمعرفة في المجتمع، لهذا فإن هناك علاقة مترابط جدلية بين التعليم والثقافة، والتعامل بها في وسط المجتمع.
وهذا الأمر الذي يوضح أمر التعليم لا بد من المعرفة بأنه يصنع من المحيط الاجتماعي الملائم لتطور الثقافة، لأن التعليم الذي يتجه إلى غرس القيم العليا في نفوس الناشئة، لاشك أن هذه العملية ستأثر إيجابياً في مستوى الوعي والاهتمام الثقافي لدى هذه الناشئة والجيل الذي ينتمون إليه، وعلى هذا نجد أن التعليم في كل بلد، يعكس أوضاع ذلك البلد التاريخية والاجتماعية والفكرية والنفسية.