الهوية الدولية والثقافات الفرعية

اقرأ في هذا المقال


الهوية الدولية والثقافات الفرعية:

يتكرر الحديث باستمرار عن الهويات والثقافات الفرعية مع عملية المناقشة للحديث عن مجموعات معينة في الإصلاح الثقافي، ومن دون وجود أي مقابل لهذه العملية نجد المناقشة تلتف نحو وضع كل من الهويات الفرعية.

والثقافات في مجموعة واحدة من قبل معظم أطراف المناقشة الثقافية، وهو ما يحمل مغالطة علمية من منظور الدراسات الثقافية والأنثروبولوجية ويحمل خطيئة من منظور بناء الشعوب وتشكل المجتمعات.

تنتشر عملية التشدد حول ممارسة البيان عن الثقافات الدولية والهوية الثقافية في مختلف الدول، وازدادت هذه العملية غموضاً بأمور سياسية وثقافية خلال السنوات الأخيرة، الملزمة مع ازدياد تعقيد روابط الدولة بالمجتمع، وما نالت مؤسسات الدولة من استرخاء في حصر المبادئ والقيم الكبرى التي يجب أن تؤسس عليها هذه العلاقات الثقافية.

انتشرت خلال السنوات الأخيرة مجموعة كبيرة من الأمور الثقافية التطبيقية الشاملة في عملية التوضيح عن أمر من أمور الهويات المتحيزة، بينما لم نلاحظ أي عملية جادة بالزام الأفراد بالثقافات المتحيزة للجماعات الثقافية، كذلك الثقافات الفرعية للمجتمعات المحلية في المدن والقرى والبادية وما تبقى من المخيمات، وقد يتساءل البعض ما الفرق بين الثقافات الفرعية التي ندعو لازدهارها وبين الهويات الفرعية.

كذلك نوضح بشكل ميسر وبسيط أن كافة الهويات الفرعية، إذ تكون عبارة عن أمور ثقافية قاتلة في مجال نهضة الأفراد من الناحية الثقافية، كذلك تعتبر الهوية جزء من السيادة ولا تتفرق ولا تقبل التجزئة، وهي خلاصة التجارب عبر المدد الطويلة بين الأرض والتاريخ والإنسان، ولا يمكن أن نأتي في بضع سنوات لإجراء جراحات وتعديلات في نسيجها، الهوية مفهوم مركزي نامي يستقبل ويتشكل عبر المدد الطويلة.

الثقافات الفرعية كجزء من الحقوق الأساسية للجماعات الثقافية:

أما بالنسبة لأمر الثقافات الفرعية فهي تعتبر جزء مهم ورئيسي من أهم أجزاء منظومة الحقوق الأساسية للجماعات الثقافية، وهي بذلك تعتبر أحد المصادر الأساسية لقوة الدولة والمجتمع، كذلك إنه التنوع المبدع الذي قد يقود ازدهاره إلى قوة مضافة للمجتمع والدولة، لكن حينما نستطيع التجسير بين الثقافات الفرعية والهوية المركزية بمعنى أن يكون هناك قدرة وإرادة على إعادة تعريف الثقافات الفرعية تحت قيم الهوية المركزية.

ويجب أيضاً على كافة الأفراد من الناحية الثقافية، عملية المعرفة والشمول بأن هناك بالفعل أمور ثقافية رفيعة في عملية التخطيط والعمل على تنفيذ أمر الثقافات الفرعية، باعتبارها مساندة للهوية المركزية من دون ان تنحرف إلى مطب الهويات الفرعية، وهذا يحتاج اشتغالاً علمياً ومؤسسياً في حقول الثقافة والإعلام والتعليم.

كذلك يجب معرفة أمر مهم جداً، وهو مبني على خاصية التفريق بين عملية الثقافات التي تزدهر بين العناصر البنائية في ثقافات الأمم المختلفة.

كذلك عملية تواجد أي قيمة ثقافية مضافة إلى الأمور الثقافية الأصلية، التابعة للهوية المجتمعية، تلك التي تشكلت عبر المدة الطويلة بفعل الإنسان والأرض والتاريخ، حيث يجب التميز بين الحل الترقيعي في صناعة الهويات وبين سيادة الهوية الواحدة وازدهار الثقافات الفرعية من خلالها.

ولا بد من معرفة أمر مهم وهو الخطاب الثقافي المسيطر على المضامين الإعلامية المعاصرة في زمننا هذا، إلى الأمر الأهم من ناحية ضرورة الاستفادة من التطورات الثقافية التكنولوجية في وسائل الإعلام للتبادل الثقافي التجاري العالمي للإعلام والاتصال، وأيضاً مجموعات العمليات التي تساهم في عملية إحداث تقارب ثقافي بين المجتمعات الإنسانية، داخل المجتمع الواحد الذي يعاني من أزمات الاندماج الثقافي الاجتماعي.

الأمور الثقافية التي يكون الهدف منها تحقيق الشراكة المستقبلية، أي بمعنى قيام شراكة تقوم على تقديم الحلول لما يتعرض له العالم من مشاكل ثقافية مجتمعية وصراعات قائمة ومنتظرة، إلى جانب بناء استراتيجية للنفع المتبادل بدلاً عن استراتيجية الكسب والخسارة.

الأمر الثقافي الذي يتطلب ضرورة تأهيل كل مجتمع ثقافي، من خلال استغلال الموارد المتاحة من أجل بناء أمور معرفية إنسانية منافسة قائمة على أمر التعدد والاندماج وتفعيل دور الإبداع الاجتماعي في تسريع تحلل البنى التقليدية، ذلك من خلال جعل الثقافات الفرعية قائمة على مجموعات من عناصر بنائية لقوة المجتمع والدولة وليس عناصر استفزاز ولعب على الرموز الثقافية.

المصدر: آثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2016موجز تاريخ العالم، هربورت جورج ويلز، 2005تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيدول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابري


شارك المقالة: