العلاقة بين الخصوبة السكانية والإنجاب

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الخصوبة السكانية والإنجاب

تعتبر الخصوبة السكانية وعدد الأطفال الفعلي قضيتين معقدتين لهما جذور ثقافية وسلوكية وأيديولوجية عميقة تتغير تدريجياً مع التحول الديموغرافي، فضلاً عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الأخيرة، تغير سلوك الخصوبة السكانية على سبيل المثال في إيران، حيث تختار العديد من العائلات الإيرانية حاليًا إنجاب أطفال أقل من والديهم في 24 من أصل 31 محافظة إيرانية، يكون معدل الخصوبة أقل من مستوى الإحلال الذي يبلغ 2.1 ولادة لكل امرأة، ومن الملاحظ أن إيران لديها حاليًا أقل معدل خصوبة في الشرق الأوسط.

كما أشارت الدراسات السابقة إلى عوامل مختلفة تؤثر على الخصوبة السكانية حيث يعد تأجيل الزواج والإنجاب أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الخصوبة السكانية لأي دولة في العالم إلى ما دون مستوى الإحلال، مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية كمشاركة المرأة في القضايا الاقتصادية، وزيادة مستويات التعليم، وزيادة توفير الرعاية الصحية من تم تحديد الحكومة كعوامل أخرى تؤثر على الخصوبة السكانية القوى الرئيسية التي تؤثر على الخصوبة السكانية لأي دولة.

تشير العديد من الدراسات إلى أن سلوك الإنجاب في العديد من المجتمعات هو دالة على تفضيلات الخصوبة السكانية وتسلط هذه الدراسات الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث في تفضيلات الخصوبة السكانية لدى الأزواج، في المجتمع الإيراني التقليدي مثلاً، كان إنجاب المزيد من الأطفال الذكور ذا أهمية كبيرة لمعظم العائلات، حيث تم استخدام الطفل الذكر للدلالة على المكانة الاجتماعية الأعلى والقوة الاقتصادية الأكبر للبطريرك والأسرة، وأظهرت دراسة أجراها خوشنيفيس أن إصرار الوالدين على تكوين جنس محدد للأطفال يميل إلى زيادة معدل الخصوبة السكانية.

أظهرت الدراسات التي أجراها ميلر على السكان الأمريكيين وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين دوافع الإنجاب وتفضيلات الخصوبة السكانية، ووفقًا لميلر، هناك نوعان من دوافع الإنجاب: إيجابية وسلبية، حيث تغطي دوافع الإنجاب الإيجابية (PCM) أسباب الرغبة في إنجاب طفل، مثل مباهج الحمل والولادة والرضاعة، الأبوة التقليدية الشعور بالحاجة والاتصال، القيم الآلية للأطفال والرضا عن تربية الأطفال.

تغطي دوافع الإنجاب السلبية (NCM) أسباب عدم الرغبة في إنجاب طفل مثل الإجهاد الأبوي، والخوف والقلق من الأبوة، بالإضافة إلى تحديات رعاية الأطفال ومضايقات الحمل والولادة، دراسة ميلر (1995) في أظهرت الولايات المتحدة أن (PCM) يرتبط بمزيد من الرغبة في الإنجاب، وعدد مثالي أعلى من الأطفال، وفترات أقصر بين الولادات كما وجد أن (NCM) مرتبط عكسيًا برغبة الإنجاب والعدد المثالي للأطفال.

بالنظر إلى انخفاض معدل الخصوبة السكانية في معظم الدول والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصحة الأم والطفل في العقد الماضي، فإن إجراء مزيد من البحث حول دور دوافع الإنجاب في تفضيلات الخصوبة لدى النساء والعدد الفعلي لأطفال النساء في سن الإنجاب كمحددات لـ إن مستقبل البلاد للخصوبة وصحة الأم والطفل لهما أهمية أساسية وللمساهمة في هذا الهدف، استقصت هذه الدراسة دوافع الإنجاب وعلاقتها بتفضيلات الخصوبة السكانية والعدد الفعلي للأطفال في النساء في سن الإنجاب.


شارك المقالة: