التشابه بين العلامات والتفردات والمغزى

اقرأ في هذا المقال


دراسة العلامات والتفردات والمغزى تعتمد على نماذج التمثيل المتعددة، والمستعملة في عملية بناء المعنى، كما تعتمد على قرارات النمذجة التي يتم اتخاذها أثناء تصميم الأنطولوجيا.

العلامات والتفردات والمغزى

تعتمد العلامات والتفردات والمغزى على نماذج التمثيل المختلفة المستخدمة لنمذجة مجال صنع المعنى، ويمكن أن تتضح مع مفاهيم مثل الوقت والإجراءات والخطط والسببية، واصطلاحات التفردات تُعرف أيضًا باسم وصف المفهوم وتعتمد على قرارات النمذجة التي يتم اتخاذها أثناء تصميم الأنطولوجيا.

على سبيل المثال غالبًا ما يكون على مصمم الأنطولوجيا أن يقرر ما إذا كان سيصمم تمييزًا معينًا عن طريق إدخال فئة منفصلة أو عن طريق إدخال علاقة سمة مؤهلة، كما أن مصطلحات التفردات تسمى عدم تطابق المصطلح، ويحدث عندما تتم الإشارة إلى نفس المفهوم أو السمة أو العلاقة بمصطلحات مختلفة أو يتم وصفها بواسطة تعريفات مختلفة، والتي تكون متكافئة لغويًا.

ومصطلحات المغزى يحدث هذا النوع عندما يشير المصطلح إلى مفاهيم تعتمد على السياق، ويرجع ذلك أساسًا إلى وجود متجانسات في اللغة الطبيعية، مثل الكلمة خشب والتي يمكن أن تعني مجموعة من الأشجار أو المادة التي تشكل المادة الرئيسية لجذع وفروع الشجرة.

ويمكن أن تظهر مصطلحات المغزى في أنطولوجيات مختلفة تتعلق بنفس المجال من أجل تفعيل المصطلح بطرق مختلفة، على سبيل المثال يمكن وصف مفهوم العام بأنه فترة زمنية مقسمة إلى 12 شهرًا في منطقتين مختلفتين، إذا اعتبر علم الوجود الأول الشهر على إنه فترة زمنية مدتها 30 يومًا، في حين أن الأنطولوجيا الثانية تعتبر الشهر فترة زمنية يمكن أن يكون لها عدد من الأيام بين 28 و31، فإن المصطلح سنة في الأنطولوجيا الأولى هو مرادف لمغزى المصطلح المماثل في الأنطولوجيا الثانية.

والتشفير يحدث ذلك عندما تقوم الأنطولوجيات المختلفة بترميز القيم بطرق مختلفة، ويمكن لعدم التجانس وخاصة عدم تجانس الأنطولوجيا أن يعيق بشكل خطير محاولات مشاركة المعرفة وإعادة استخدامها تلقائيًا.

وفي الواقع من أجل التعرف على ما إذا كان مفهومان من مصادر المعرفة غير المتجانسة متشابهين، لا يمكن الاعتماد فقط على المصطلحات التي تشير إليهم وعلى أوصافهم، وهناك حاجة إلى فهم كامل للمفاهيم من أجل تحديد ما إذا كانت معنوية وذات صلة أم لا.

تقييم التشابه بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى

هناك الكثير من الأدبيات حول قياس التشابه بشكل عام والتشابه بين الكلمات بشكل خاص، ويعتمد عمل السير تفيرسكي على وجهة نظر نفسية للتشابه، حيث يتم التعامل مع التشابه على إنه خاصية تتميز بالإدراك البشري والحدس.

وتم تطوير العديد من مقاييس التشابه أو وظائف المسافة الدلالية في الذكاء الاصطناعي، وتم توفير العديد من هذه لتقييم التشابه بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى، حيث يتم تمثيلها كمتجهات لقيم السمة ويتم تحديد مقاييس التشابه من حيث تلك المتجهات.

وفي الآونة الأخيرة كان هناك بعض الأعمال التي تتعامل مع التشابه بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى ومع ذلك فإن هذه المقاييس يمكن أن تفسر التشابه البنيوي فقط، ولكن يمكنها أن تقول القليل جدًا عن التشابه في المعنى، أي التشابه بين المفاهيم بدلاً من الكائنات.

والتشابه الدلالي بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى هو شكل من أشكال الارتباط الدلالي باستخدام تمثيل الشبكة، وهي مشكلة حظيت باهتمام كبير في مجال الذكاء الاصطناعي وتشير إلى أن التشابه في الشبكات الدلالية ويمكن تقييمه فقط على أساس أسس التصنيف.

ودون مراعاة أنواع الروابط الأخرى، تتمثل إحدى أسهل الطرق لتقييم التشابه الدلالي بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى في التصنيفات وفي قياس المسافة بين العقد المقابلة للعناصر التي تتم مقارنتها، أي كلما كان المسار أقصر بين العقد، كلما كان التشابه بينهما أكثر.

وفي هذه الفكرة هي أساس بعض التعريفات للاختلافات المحددة للتحليل العنقودي، مثل القياس الفائق ومسافات الأشجار والاختلافات القوية بين روبنسونيان، وبتعبير أدق فإن الاختلاف فوق القياس يفي بعدم المساواة فوق القياس.

وتوفر نظرية الانحراف هذا توصيفًا فريدًا للتصنيفات الهرمية بواسطة القياسات الفائقة، ثم يتم إعادة إنتاج الاختلاف كمجموع أوزان جميع حواف المسار الفريد الذي يربط بين شكلين معينين، وقد تكون مفيدة في سياق مجموعات الأنطولوجيا فقط إذا كان الوزن مرتبطًا بكل مفهوم ومن أجل مراعاة مقدار الخصائص الموروثة.

وأخيرًا تميز الاختلافات النتشية التصنيف الهرمي للأفراد، ويعمم النموذج الهرمي التسلسلات الهرمية من خلال السماح بفئات غير مفككة في كل مستوى معين، لذلك يجب مراعاة الاختلافات بين العلامات والتفردات فقط في حالة تداخل المفاهيم في الأنطولوجيا.

وتوفر المفاهيم في علم الوجود عالي المستوى الأساس لتقييم التشابه الدلالي بين مفاهيم العلامات والتفردات والمغزى، وفي الواقع الفكرة هي حساب المسارات كتلك التي تربط كل مفهوم بأقرب سلف له في علم الوجود ذي المستوى الأعلى، وهناك مشكلتان رئيسيتان في قياسات التشابه بناءً على تقييم التصنيف.

وهي تفترض أن الروابط التصنيفية تمثل مسافات موحدة، بينما في التصنيفات الحقيقية يوجد تباين واسع في المسافة التي يغطيها ارتباط واحد، وهو يقوم على افتراض أن المفهومين اللذين تتم مقارنتهما لهما سلف مشترك داخل التصنيف.

وتمت معالجة المشكلة الأولى بعدة طرق، لا سيما من خلال استخدام مقاييس المسار المرجح، حيث يمكن أن يعتمد حساب الترجيح لكل رابط على العديد من العوامل المختلفة، مثل أنواع الروابط الموجودة وعمق الارتباط في التصنيف، وكثافة المفاهيم في الجوار المباشر للرابط.

وتحد المشكلة الثانية من إمكانية تطبيق هذا النوع من المقاييس على تلك المفاهيم التي لها سلف مشترك لكليهما، وتمت دراسة وظائف التشابه الدلالي بين العلامات والتفردات والمغزى لمقارنة المفاهيم داخل وبين الأنطولوجيات.

لكن العمل الأحدث يتيح المقارنة بين المفاهيم في الأنطولوجيا المختلفة، وتحدد وظيفة التشابه فئات الكيانات المتشابهة باستخدام عملية المطابقة على مجموعات المرادفات والأحياء الدلالية والسمات المميزة.

وقام دو سوسور بالتحقيق في مقاييس التشابه في علم الوجود بناءً على عرض من طبقتين من الأنطولوجيا، وهذا الرأي يفصل الأنطولوجيا إلى مستويات معجمي ومفاهيمية، وكلاهما يستخدم في تقييم التشابه، وتستخدم العديد من الأنظمة الحالية المطابقة المعجمية ومجموعات المرادفات باستخدام تصنيفات المصطلحات.

ويقوم دو سوسور بتقييم كل من التطابقات المعجمية والدلالية باستغلال محتوى وهيكل الأنطولوجيات، ويعتبر جزئيًا بنية الأنطولوجيا من حيث أنها تقيم التشابه بين المفاهيم على أساس علاقة الطبقة الفرعية والطبقة الفائقة والسمات المرتبطة بالمفهوم.

ويستخدم بعض المناهج المشفرة في مفاهيم الأنطولوجيا، مثل الميريولوجيا والعلاقات الجزئية بالكلية أو السمات النموذجية والمميزة للمفاهيم، وتشمل الميزات الأخرى للبنية الأنطولوجية وتعريفات المفاهيم المستخدمة في حسابات التشابه الدلالي:

1- قياسات مسافة المسار.

2- ترجيح مقاييس المسار على أساس كثافة مفهوم العمق في التصنيف.

3- تقاطع أمثلة المفهوم.

4- محتوى المعلومات.

5- السمات النموذجية والمميزة.


شارك المقالة: