العلماء في العهد الأموي

اقرأ في هذا المقال


العلماء في عهد عبد الملك:

اختلفت المواقف التي اتخذها علماء الدولة الأموية حول عبد الملك بن مروان، فمنهم من تبعه كعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير، وهناك من ابتعد عنه كحسن البصري، وكان بعض العلماء قريبون منه ويعطونه النصائح كقبيصة بن أبي ذؤيب، ومن أشهر العلماء الذين خالطهم واحتكوا فيه:

قبيصة بن ذؤيب:

كان من عداد علماء المدينة وقد نشأ فيها، وعندا انتقل عبد الملك بن مروان إلى دمشق ذهب معه، واختاره عبد الملك للذهاب معه لأنه قريب منه جداً ولمعرفته به منذ أيام المدينة، وكان قبيصة يتميز بأنه ذو روح مرنه تقدِّر الأحوال وتوازن بين المصالح، وعادةً صاحب هذه الروح تحت الملوك والسلاطين مرافقته وتختاره في كل شي ولأنه قادر على الصبر في أي موقف.
وكانت مكانة قبيصة بن ذؤيب عالية عند عبد الملك بن مروان، وجمع عدداً من المهام التي كلَّفه بها، فكان هو الخاتم والبريد، وكان قبيصة يأتي إلى عبد الملك بأي وقت يريده ولم يكن يحجبه أحد في الليل أو في النهار، وكانت الأخبار تأتي له أولاً فيقرأها ثم يرسلها للخليفة، فبهذا يكون قبيصة وزيراً ومستشاراً لعبد الملك بن مروان.

عطاء بن أبي رباح:

دخل عطاء بن أبي رباح إلى مجلس عبد الملك بن مروان وكان جالساً على السرير، وكان حوله الأشراف وكان حينها في مكه أثناء الحج، فلمَّا رآه عبد الملك قام ليسلِّم عليه، وأجلسه بجانبه إلى السرير، فقال له عطاء: اتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في اهل الثغور فإنهم حصن للمسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك مسؤول عنهم، واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق دونهم بابك.

علوم اللغة في العهد الأموي:

بعد أن اختلط العرب بالفرس والروم ودخولهم للإسلام اضطروا لوضع قواعد للغة العربية؛ للمحافظة عليها من الخطأ، فكانت في البصرة مدرسة النحويين وكان يرأسها ابو الأسود الدؤلي، وأصدر كتاب المكمل، وحصل أن زادت المفردات وظهر الغلظ، وكان مختلفاً عمّا استحدثته الشريعة الإسلامية والنظم الإدارية والسياسية التي شهدها الناس حينها.
وازدادت هذه المصطلحات بما نقلوه من الشعوب الأخرى ومن ميادين العلوم، كالطب والرياضيات والفلسفة والكيمياء، وأدى ذلك للبحث عن مفردات جديدة باللغة العربية، من حيث المعاني وأصولها والاشتقاق، فظهرت حينها معاجم اللغة العربية، وكان أول من نجح في جمع أول معجم هو الخليل بن أحمد الأزدي وهو أيضاً أول من استخرج العروض، وكان من كتبه: كتاب العين، كتاب النغم، كتاب العروض وكتاب الشواهد.


شارك المقالة: