العلوم التاريخية الإيطالية في عصر النهضة:
كان الاهتمام في عصر النهضة في إيطاليا كبير جداً، حيث اتصفت الدراسات التاريخية في إيطاليا بالصفة الزمنية، حيث انتقلت من اهتمام رجال الدين إلى العالميين، ومن أبرز المؤرخين الإيطاليين “لورنزو فاللا”، والذي كان من روما، القسيس الذي كتب كتابه الشهير “منحة قسطنطين”، ومن مؤرخي عصر النهضة في إيطاليا “ليوناردو بروني” والذي ألف كتاب “تاريخ فلورنسا”، وهو أول كتاب يحتوي على أسس المنهج الحديث، في البحث في الاهتمام بالزمان والأشياء والأشخاص، بعقلانية حسب المدرسة الحديثة.
ومن علماء إيطاليا في التاريخ، الكاتب ” بييرو جوفي شارديني”، والذي ألَّف كتاب تاريخ إيطاليا، و”نيقولا ميكيافيلي”، صاحب كتاب “تاريخ فلورنسا”، وكتاب “الأمير”، في كتابه الشهير في طبيعة الحكم في إيطاليا، وفي استبداد الحكم فيها، وكما وصف واقع إيطاليا والحاجة الماسة لتوحيد الإمارات، وإنقاذها من التجزئة والتقسيم السياسي.
اللغات الإيطالية في عصر النهضة:
إن اللغات الوطنية كانت حلقة اتصال بين العصر الحديث وعصر النهضة، وهي تعتبر من أبرز مظاهر عصر النهضة في إيطاليا، فحاول عدد من الكتاب والأدباء، التحرر من قيود العصور الوسطى، من خلال الكتابة إلى شعوبهم، ونشأت في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا عدة لغات مستقلة اعتمدت اللغة اللاتينية، وظهرت في شمال أوروبا عدة لهجات، وحاول علماء كل لغة إيجاد كلمات وعبارات جديدة، وعملوا على الرفع من مستواها.
وأصبحت هذه اللغات فيما بعد صالحة لتدوين العلوم والآداب، والعمل على نشر الأفكار الجديدة التي اشتهرت بها النهضة، وأدى نمو اللغات في أوروبا، إلى ظهور طبقة من الأدباء في فرنسا وإيطاليا وعدة مدن أوروبية. وأصبحت لهجة “توسكانيا”، أساس اللغة الإيطالية؛ لأنها كانت بعيدة كل البعد عن التأثر بلهجات البرابرة الجرمان، وذلك في فترة العصور الوسطى، وذلك بحكم موقع الجغرافي “توسكانيا” في إيطاليا، وظهر شعراء بارزين في توسكانيا، اهتموا بالشعر العامي المحلي.
وكان أول كاتب إيطالي، كتب باللغة الإيطالية الحديثة هو “اليجييري دانتي”، صاحب الكتاب الشهير “الكوميديا الإلهية”، والذي تم تم كتابته باللغة الإيطالية، وهو كتاب تدور أحداثه عن العالم الآخر، والذي تأثر في كتابته برسالة الغفران لأبو العلاء المعري، حيث يصور دانتي في كتابه الخطيئة و الإثم والعقاب، والذي يقع في تسعة درجات.