متى فتح العثمانيون أوترانتو؟
وقع الفتح العثماني لأوترانتو بين عامي (1480) و (1481) في مدينة أوترانتو الإيطالية في بوليا جنوب إيطاليا، فتحت قوات الدولة العثمانيّة المدينة وحاصرتها وقلعتها، بعد عام استسلمت الحامية العثمانيّة المدينة بعد حصار من قبل القوات المسيحيّة وتدخل القوات البابويّة بقيادة الجنوي باولو فريغوسو،كان الهجوم على أوترانتو جزءًا من محاولة فاشلة من قبل العثمانيّين لغزو إيطاليا وقهرها، في صيف عام (1480)، قامت قوة قوامها قرابة (20) ألف تركي عثماني بقيادة جيديك أحمد باشا بفتح جنوب إيطاليا.
أحداث فتح أوترانتو:
كان الجزء الأول من الخطة هو الاستيلاء على ميناء أوترانتو، انتهت الحرب التي استمرت (15) عامًا بين جمهوريّة البندقيّة والسلطنة العثمانيّة، القوتان الأكثر هيمنة، من حيث التجارة والقوة العسكرية، على كامل البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك البحر الأسود، ممّا أدى للتو إلى سلام القسطنطينيّة.
أعلن السلطان محمد الفاتح نفسه “قيصر الروم” بعد أنّ سيطر على اسطنبول عام (1453) بعد الميلاد، وأعاد الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، لكنه منع الروم الكاثوليك، غزو ايطاليا حصار في (28) يوليو، وصل أسطول عثماني مكون من (128) سفينة، بما في ذلك (28) قوادسًا، بالقرب من مدينة أوترانتو في نابولي.
جاء العديد من هذه القوات من حصار رودس، تراجعت حامية ومواطني أوترانتو إلى قلعة أوترانتو، في (11) أغسطس، بعد حصار دام (15) يومًا، أمر جيديك أحمد بالهجوم الأخير، عرض الأتراك على الأسرى إعادة نسائهم وأطفالهم من قيود العبوديّة إذا اعتنق الرجال الإسلام، وهددوا الرجال بقطع رؤوسهم إذا رفضوا الموافقة، ما زال الرجال يرفضون، في (14) أغسطس، في الوقفة الاحتجاجية للسيدة العذراء، تمّ اقتياد (800) رجل خارج المدينة وقطع رؤوسهم على يد الأتراك.
تمّ جمع رفاتهم لاحقًا وهي محفوظة حتى يومنا هذا في كاتدرائية أوترانتو، تمّ تقديس شهداء أوترانتو بشكل جماعي كقديسين من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في (12) مايو (2013)، يُزعم أن رفاتهم مخزنة اليوم في كاتدرائيّة أوترانتو وفي كنيسة سانتا كاترينا فورميلو في نابولي، تعرض التأريخ المسيحي التقليدي للنقد من قبل المؤرخين اللاحقين، تساءلت المنحة الحديثة عما إذا كان التحول قد فرض كشرط للرأفة.
على الرغم من أنّ إحدى الروايات العثمانيّة المعاصرة تبرر المذبحة على أسس دينية، إلا أنّ إيلينيا رومانا كاسيتا تكتب أنّه يبدو بالأحرى أنه كان عملًا عقابيًا كان هدفه التخويف، في أغسطس، هاجمت (70) سفينة من الأسطول فيستي، في (12) سبتمبر، تمّ تدمير (Monastero di San Nicholas di Casole)، الذي كان يؤوي إحدى المكتبات الأكثر ثراءً في أوروبا.
بحلول أكتوبر / تشرين الأول، تم شن هجمات على المدن الساحلية ليتشي، وتارانتو، وبرينديزي، ومع ذلك، وبسبب نقص الإمدادات، لم يقم القائد العثماني، جديك أحمد باشا، بتعزيز تقدم قوته، بدلا من ذلك عاد مع معظم قواته إلى ألبانيا تاركا وراءه حامية من (800) مشاة و (500) من سلاح الفرسان للدفاع عن أوترانتو، كان من المفترض أنه سيعود مع جيشه بعد الشتاء.
استجابة كاثوليكية منذ (27) عامًا فقط بعد سقوط القسطنطينيّة، كان هناك بعض الخوف من أن روما ستعاني من نفس المصير، تم وضع خطط للبابا ومواطني روما لإخلاء المدينة، كرّر البابا سيكستوس الرابع دعوته عام (1471) لحملة صليبيّة، استجابت العديد من دول المدن الإيطاليّة والمجر وفرنسا بشكل إيجابي لهذا، لم تفعل جمهورية البندقيّة لأنّها وقعت معاهدة سلام باهظة الثمن مع العثمانيّين عام (1479).
في أبريل (1481)، دعا سيكستوس الرابع إلى شن حملة صليبية إيطالية لتحرير المدينة، وحاصرت القوات المسيحيّة أوترانتو في مايو، قام الملك فرديناند الأول ملك نابولي بتربية جيش بقيادة ابنه ألفونسو دوق كالابريا، تم توفير وحدة من القوات من قبل الملك ماتياس كورفينوس ملك المجر، بين أغسطس وسبتمبر، حاول الملك فرديناند من نابولي بمساعدة ابن عمه فرديناند الكاثوليكي ومملكة صقليّة، دون جدوى، استعادة أوترانتو.
حاصرت القوات المسيحيّة المدينة في (1) مايو (1481)، كان السلطان التركي محمد الفاتح يستعد لحملة جديدة على إيطاليا لكنه فقد حياته في (3) مايو، منعت قضايا الخلافة المستمرة العثمانيّين من إرسال تعزيزات إلى أوترانتو، بعد المفاوضات مع القوات المسيحيّة، استسلم الأتراك في أغسطس وغادروا أوترانتو في سبتمبر (1481)، منهيين بذلك (13) شهرًا من الاحتلال، انخفض عدد المواطنين، الذي قيل أنّه كان حوالي (20.000)، إلى (8000) بحلول نهاية القرن، خوفًا من هجوم آخر، غادر العديد منهم المدينة في العقود التالية.