الفرق بين التغير الاجتماعي والتغيير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


غالبًا ما يتم تكرار العديد من المصطلحات المماثلة في بنية اللغة أو الاتصال أو الكتب أو أثناء محادثات الناس، حيث يعتقد الكثير من الناس أن هذه المصطلحات لها نفس المعنى، لكن اللغويات تقول أن التغير البسيط للكلمة يجعلها تحمل معاني جديدة أخرى.

الفرق بين التغير الاجتماعي والتغيير الاجتماعي:

يشير التغير إلى التحول المفاجئ في ظروف معينة، وهو مظهر واضح جدًا يظهر على الشيء، ويمكن أن يحدث لجميع أمور الحياة والمخلوقات المختلفة بما يعرف بالظواهر الكونية. أما التغيير فهو تحول منهجي متعمد يتم تخطيطه حرفيًا بطريقة تقلل من المخاطر والسلبيات التي قد تنجم عن عملية التحول.

في العصر الحديث وبعد التطورات الكبيرة على جميع مستويات الحياة البشرية وهناك وجود حاجة ملحة لتوجيه عمليات التحول في مناطق مختلفة من العالم بطريقة تلبي النتائج توقعات ورغبات ومصالح من هم في السلطة والنفوذ، لذلك فإن العلوم الإنسانية تحوز على اهتمام أغلب الأفراد وذلك لما لها من تأثير كبير على عملية التغيير المنهجية، وبشكل خاص على المستوى الأخلاقي للأفراد، مما دفعه إلى تطويرها وتعزيزها ودعمها بكل الوسائل المتاحة.

بشكل عام ، يعني “التغير” انعكاسًا مفاجئًا وقطعيًا لشيء ما من حالة إلى أخرى، وتعتمد النتائج على ارتباطها بالظروف المحيطة به، أما “التغيير” فيشير إلى التحول القائم على التفكير والبصيرة السابقة ، والنتائج التي يتم حسابها قدر الإمكان ، وكذلك الخطأ في ذلك التحول. إنه في مساحة ضيقة ويسهل التحكم فيه.

يرتبط مصطلح “التغير” بإضافات محددة وهو “المجتمع” المصطلح المعقد الناشئ “التغير الاجتماعي” هو المصطلح الأكثر استخدامًا على حساب أنواع التغير الأخرى في مختلف المجالات الاجتماعية، يعود ارتباط المجتمع بمصطلح “التغير” إلى حقيقة أن “التغير الاجتماعي” هو تغير شبه شامل للتغيرات التي تحدث في مختلف المجالات الأخرى. وهذا يعني أن المجتمع يشبه المرآة التي تنعكس فيها جميع التغيرات التي تحدث في مجالات أخرى أخلاقياً ونفسياً وسياسياً واقتصادياً.

التغير الاجتماعي: ظاهرة تحدث في أي وقت ومكان معين، ويعرفها الباحثون على أنها أنظمة أو مؤسسات اجتماعية أخرى، في اللغة أو في المعتقدات أو المواقف، مثل الفروق التي تحدث في ظاهرة اجتماعية على مدى فترة زمنية والتي يمكن ملاحظتها وتقديرها والتي تحدث بسبب عوامل خارجية.

التغير الاجتماعي: في الواقع هو انتقال البيئة الاجتماعية من شكل إلى آخر، وفي الغالب ما تكون الحالة التي انتقل منها المجتمع حالة استقرار وبالذات استقرار نسبي، وذلك بغض النظر عن طبيعة هذا الاستقرار والثبات، من التخلف أو الخطأ  وليس بالضرورة أن يكون التغير الاجتماعي تطورًا، ومن الممكن أن يكون الأمر أكثر من مجرد انحدار المجتمع إلى الأسوأ، ولكنه بشكل عام آلية جماعية غير واعية يتخذها المجتمع لحماية نفسه من التهديد أو الخطر الذي يؤثر على البنية الاجتماعية أو الأخلاقية أو القيمية.

على عكس “التغير الاجتماعي“، يتم تعريف “التغيير الاجتماعي” على أنه نشاط الآلية العاطفية والشعورية الذي يهدف إلى إحداث تغيير معين في البيئة الاجتماعية ، أو في أحد جوانبها ، أو عدة جوانب أخرى، وفي العادة يقف وراء عملية التغيير فاعل يهدف إلى تغيير أمر أو سلوك أو قيمة اجتماعية أو عادة اجتماعية أو نمط من أنماط الحياة المختلفة.

من هو الفاعل في حدوث التغيير الاجتماعي؟

الفاعل الذي يقوم بإجراء وتوجية هذا التغيير إلى شيء يريده هو، لذلك ليست هناك حاجة لتوجيه التغيير إلى الإيجابي أو إلى الصواب او السلوك الصحيح، حيث قد يتم توجيه رغبة الفاعل لخلق “عيب” ، أو تكريس السلوك أو الاعتقاد أو القيمة لخدمة مصالحه بغض النظر عن تأثير هذا التغيير على المجتمع على المدى القصير أو الطويل.

الفاعل في عملية التغيير الاجتماعي من الممكن أن يكون فرد أو منظمة أو مؤسسة أو مجموعة أو جماعة، ولا يمكن أن يكون التغيير الاجتماعي للفرد واحد إلا في حالات واستثناءات نادرة الحدوث وله القدرة على التخطيط والتنفيذ للمخططات التغييرية وذلك لا يتم إلا من خلال مجموعة من الأفراد أو جماعة أو مؤسسة أو من خلال وسائل الإعلام المختلة، حيث أنه من الصعب على فرد واحد إن يحدث تغيير في مجتمع كامل إلا إذا كان هذا الفرد مميز ومختلف مع إمكانيات وقردرات استنائية تمييزه عن الآخرين في داخل المجتمع.


شارك المقالة: