المفهوم العام للثقافة وعلاقته بالحضارة

اقرأ في هذا المقال


المفهوم العام للثقافة وعلاقته بالحضارة:

لا بد لنا من المعرفة التامة بوجود تفاوت كبير بين المفهوم العام للثقافة والمفهوم العام للحضارة، فقد يبدأ المفهوم العام للثقافة بعملية التمهيد المبدئي الذي اشتمل على مجموعة من الفنون والأخلاق التابعة للفلسفة، ولا بد أن تبقى الثفاقة تتعلق بعلاقة الفرد بتلك الحضارة التي تعايش فيها، فكافة ميادين الثقافة إما تأتي على نمط تأكيد أو رفض أو شك أو تأمل، وتستمر هكذا خلال الزمن في نضال ثقافي مستمر.

أما بالنسبة للحضارة فقد تم اعتبارها بمثابة مجموعة من الأمور التي تعمل على استمرار الحياة ذات البُعد الثقافي الموحد، الذي يعتمد على التبادل بين الفرد والطبيعة، ومن خلال الحضارة قد لا نرى إنساناً واقعاً في مشاكل سواء كانت دينية أو ثقافية أو اجتماعية، إنما يتم اعتبار الثقافة والحضارة أمران مهمان لكافة أفراد المجتمع، وظيفة الفرد في هذا الأمر أن يتعامل مع الطبيعة ويغير العالم من خلال اعتماده على احتياجاته.

مدى تأثير الثقافة على الفرد:

كذلك لا بد لنا أن ندرك مدى تأثير الثقافة على الفرد ومدى تأثير الفرد على نفسه، بينما تم اعتبار الحضارة بمثابة الذكاء الذي يطغى على الطبيعة أو العالم الخارجي، وبالنسبة للثقافة اشتمل مفهومها على الأمر الذي يكون به الفرد مثقفاً، أما الحضارة فتعني العمل وصناعة الأحداث صناعة دقيقة، وكذلك تم اعتبار الثقافة بمثابة الخلق المستمر للذات، أما الحضارة فقد تم اعتمادها على أنها أسس التغيير المستمر للعالم.

تم اعتبار الفرد الطرف الحامل للثقافة واعتبار المجتمع حامل للحضارة، وقد برز المعنى العام الثقافة باعتباره القوة الذاتية التي ينم اكتسابها عن طريق التنشئة، أما بالنسبة للحضارة فقد اعتبرت بمثابة قوة طاغية على الطبيعة عن طريق العلم والمعرفة، فالتكنولوجيا والمدن جميعها تنتمي إلى الحضارة بشكل رسمي، ووسائل الحضارة جاءت على نمط الفكر والثقافة، ولا بد بالمعرفة بأن الثقافة والحضارة لا بد أن ينتمي أحدهما للآخر كما ينتمي الفرد إلى الأصل الذي جاء منه.

والحضارة تمثل أساليب تطور الأمور الكامنة التي وُجدت منذ الزمن القديم، وعلى الفرد أن يطور الحضارة تماماً كما أن عليه أن ينمو ويكبر.


شارك المقالة: