الفرق بين المشكلات الاجتماعية والاعتلال الوظيفي

اقرأ في هذا المقال


هناك علاقة نظرية بين الاعتلال الوظيفي والوَهن التنظيمي وقد تناول هذا الموضوع “روبرت مرتون” ليوضِّح هذه العلاقة النظرية بين الاعتلال الوظيفي والوَهن التنظيمي بشكل أكثر وضوحاً للباحثين فيه .

الفرق بين الاعتلال الوظيفي والوَهن التنظيمي والعلاقة بينهما:

يَشير الوَهن التنظيمي إلى: الزَّلل أو التَّصدّعات التي تحصل في أداء مهمَّة النَسق الاجتماعي فتتعطّل وظيفته أو مهمته البنائية.

بينما يُشير الاعتلال الوظيفي إلى: عدم اتساق عمل أَحد أجزاء النَسق الاجتماعي مع عمل باقي أجزائه حَسب ما يتطلّبه النَسق.

كيف يحدث الوَهن التنظيمي؟

وقد يحصل الوَهن التنظيمي بسبب وقوع عِدّة اعتلالات وظيفية، ويحصل الاعتلال الوظيفي بسبب تعارض أو تدخّل بعض المُعتقدات السلوكيَّة كمتطلبات وظيفية خاصَّةً بالنَسق الاجتماعي. ويوضّح “مرتون” هذه الحالة بقوله: أنَّ تحديد الاعتلال الوظيفي عادةً ما يكون لفظياً دون الإشارة إلى آثار وتبعات، والاعتلال كأنْ يُقال أنَّ سرعة الحِراك الاجتماعي سريعة أو بطيئة مِمّا جعلت اعتلالاً وظيفياً في النَسق الاجتماعي. وقد يحصل اعتلال وظيفي بسبب نشاط أو خمول قائم في وظيفة جزء واحد من النَسق فيُسبِّب اعتلالاً وظيفياً لبقية أجزائه وهذا يعتمد على واقع البناء الاجتماعي لأنَّ للنَسق وظيفة واحدة ومتكاملة وعلى أجزائه أنْ تُنسّق وظائفها لخدمته، ولكنْ إذا حدث تعطّل لأحدها فإنَّها تُحدِث اعتلالاً ببقيتها.

الاعتلال لا يُمثِّل حالة لا أخلاقية أدبية:

في الواقع إنَّ الاعتلال الوظيفي لا يُمثِّل حالة لا أخلاقية أو غير أدبية أو اجتماعية غير مرغوب فيها، بل تَعطّل في أداء النشاط المنسوب للنَسق. مثال على ذلك الدراسات العليا لا تأخذ بعين الاعتبار نوع الطائفة الدينية للطالب بل ما يقدّمه من تقدم ونجاح فيها، بيد أنَّ الدّراسات العليا تَخدم التقدّم الاجتماعي والثقافي فتنشط النَسق العلمي والثقافي. أي أنَّ أَحد وظائف النَسق الفرعي يُسبب اعتلالاً وظيفياً لنَسق فرعي في نَسق آخر، ويُنشط وظيفة نَسق فرعي مُكمّل له.

ومِمّا لا شكَّ فيه يقول “مرتون” إذا كَثُرت الاعتلالات الوظيفية وتراكمت على مَرّ الزمن فإنَّه في نهاية المَطاف يحصل التغيّر الاجتماعي، وهنا يُوضّح “مرتون” فيقول: أنَّ الاعتلالات الوظيفية تُمثّل وَهناً تنظيمياً وهو أَحد أوجه المشكلات الاجتماعية التي تَحدث في المجتمع.


شارك المقالة: