الفلسفة الاجتماعية للتخطيط الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


لا يمكن القيام بالتخطيط مهما كان نوعه بدون الاستناد إلى فلسفة معينة، فالسياسية التخطيطية تختلف من مجتمع ﻵخر، ومن عنصر ﻵخر وفقاً لتغير اﻷهداف والحاجات والغايات والمعايير.

يكون التخطيط الاجتماعي من أجل الجموع لا من أجل قلَّة مسيطرة:

فينبغي أن يكون التخطيط من أجل رفاهية فئات المجتمع جميعاً، فالعدالة الاجتماعية تقتضي التضحية ببعض الحاجات الثانوية من أجل الحاجات اﻷساسية، فالتخطيط هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية.

أركان العدالة في التخطيط الاجتماعي:

  • جميع النظم الاجتماعية يجب أن تهدف إلى تحسين المستوى العقلي والجسدي واﻷخلاقي للطبقة اﻷكثر عدداً وأشد حرماناً.
  • جميع المزايا المكتسبة يجب أن تزول بدون أي استثناء.
  • يجب أن يمنح كل فرد بحسب قدرته، وأن يعطي لكل قدرة حسب إنتاجها.

مقومات التخطيط الإيجابي للصالح العام:

  • أن تكون الخطة نابعة عن حاجات ضرورية مُعترَف بها.
  • أن توجَّه لصالح الفئات اﻷشد حرماناً.
  • أن تهدف إلى تعديل جوهري في نظم ثبت فسادها.
  • أن تُحقق المساواة الفعلية.
  • أن تُحوّل الصراع الطبقي إلى تعاون، وتحويل استغلال اﻹنسان ﻹنسان آخر إلى استغلال لقوى الطبيعة من أجل صالح اﻹنسانية جميعاً.

يخضع التخطيط الاجتماعي لتيار القوى الاجتماعية:

ويعتبر هذا عنصراً هاماً من عناصر الفلسفة الاجتماعية للتخطيط، والمقصود بذلك أن لا يقوم التخطيط على تصورات خيالية، بمعنى أنه يجب أن لا يقوم على الخيال والمثل العليا بعيدة المنال.
أو على الحرية العشوائية، وإنما يسير وفقاً لمستلزمات الحتمية الاجتماعية، ويتم رسم خصائص الظواهر الاجتماعية، وأهمها خاصيتي الالتزام والتلقائية، ﻷن أي تخطيط لا ينحني لتيار القوى الاجتماعية.

اعتماد التخطيط الاجتماعي على الحاجات الاجتماعية:

بمعنى أن التخطيط الاجتماعي يجب أن يقوم على فلسفة تعتمد على شرعية الفعل الذي يدعو إلى التخطيط، واﻷفعال الشرعية هي في جوهرها حاجات اجتماعية، ومعنى هذا أن التخطيط ينبغي أن يعتمد على الحاجات الاجتماعية.
وعليه يمكن الوقوف على الحاجات الاجتماعية عن طريق المعطيات اﻹحصائية، ولكن يجب الحذر في استخدام اﻹحصاءات غير الموثوق بها، ﻷن اﻹحصاءات سلاح ذو حدين، إذا لم تكن على درجة كاملة من الدقة، أصبحت أداة مُضلّلة.
فالمعطيات اﻹحصائية الدقيقة تساعد المُخطّط في إصدار أحكام حقيقة، وتساعده في تحديد الحاجات الاجتماعية من واقع الخصائص الاثنوجغرافية للتقاليد الشعبية ولطبيعة البنيان الاجتماعي للمجتمع موضوع التخطيط.

قيام التخطيط الاجتماعي على أساس الاستغلال اﻷمثل للموارد:

فالاستغلال اﻷمثل للموارد ضروري للتخطيط، فالحاجات الاجتماعية يلزمها تحديد دقيق للموارد واﻹمكانيات المادية والفنية في المجتمع موضوع التخطيط. ويستلزم ذلك الوقوف على أمرين هاميين:
اﻷول: ما هو المقصود من وجهة النظر الاجتماعية بالموارد؟
الثاني: ما هو المقصود بالاستغلال الأمثل لهذه الموارد؟


شارك المقالة: