القانون الجنائي في علم الجريمة

اقرأ في هذا المقال


قانون العقوبات أو القانون الجنائي أو الجزائي هو مجموعة من القوانين المتعلقة بالجرائم الجنائية، ويتميز القانون الجنائي عن القانون المدني بأنّه نظام من القوانين معني بمعاقبة مرتكبي الجرائم، وبالتالي عندما يتنازع شخصان في قضية مدنية على حقوقهما فإنّ الملاحقة الجنائية تتضمن أن تقرر الحكومة ما إذا كانت ستعاقب فردًا على فعل أو تقصير، بحيث أنّ الجريمة هي أي فعل أو امتناع عن فعل ينتهك قانون يحظر الفعل أو الإغفال.

الرموز الجنائية

كل ولاية تقرر السلوك لتصنيف الجريمة، وبالتالي كل دولة لديها قانونها الجنائي الخاص، وقد اختار الكونجرس أيضًا معاقبة سلوك معين وتقنين القانون الجنائي الفيدرالي في العنوان 18 من قانون الولايات المتحدة، وتختلف القوانين الجنائية بشكل كبير بين الولايات والحكومة الفيدرالية، في حين أنّ بعض القوانين تشبه القانون الجنائي للقانون العام، فإن قوانين أخرى مثل قانون العقوبات في نيويورك تحاكي عن كثب قانون العقوبات النموذجي (MPC).

تقنين الإجراءات الجنائية

قام الكونجرس بتدوين القانون الجنائي الفيدرالي والإجراءات الجنائية في العنوان 18 من قانون الولايات المتحدة مع الفقرات من 1 إلى 2725 التي تتعامل مع الجرائم، ويحدد العنوان 18 سلوكًا مختلفًا كجرائم فيدرالية مثل الحرق العمد واستخدام الأسلحة الكيميائية والتزوير والاختلاس والتجسس والإبادة الجماعية والاختطاف، وعادة ما تنص هذه القوانين على عقوبة قصوى مناسبة للفرد المدان، كما قامت الحكومة الفيدرالية أيضًا بتدوين الإجراءات المحددة التي يجب أن تتم أثناء الإجراءات الجنائية في القواعد الفيدرالية للإجراءات الجنائية.

أركان الجريمة

يرتكب الفرد جريمة إذا كان يتصرف بطريقة تحقق كل عنصر من عناصر الجريمة، وكما يحدد القانون المنشئ للجريمة عناصر الجريمة، وبشكل عام تشتمل كل جريمة على ثلاثة عناصر:

1- أولاً الفعل أو السلوك أي الفعل الإجرامي.

2- ثانيًا الحالة العقلية للفرد في وقت الفعل أي النية الجرمية.

3- ثالثاً العلاقة السببية بين الفعل والنتيجة أي عادة إما علاقة سببية قريبة أو لكن للسببية.

في الملاحقة الجنائية تتحمل الحكومة عبء الإثبات لإثبات كل عنصر من عناصر الجريمة بما لا يدع مجالاً للشك، ووفقًا للمحكمة العليا فأنّه عندما لا ينص القانون على حالة عقلية معينة فإنّ المحكمة تستنتج القصد الجنائي الضروري للفصل بين السلوك غير المشروع والبريء.

أنواع الجرائم

يمكن تقسيم الجرائم عمومًا إلى أربع فئات:

1- الجنايات.

2- الجنح.

3- الجرائم غير المكتملة.

4- جرائم المسؤولية الصارمة.

تقرر كل ولاية والحكومة الفيدرالية نوع السلوك الذي يجب تجريمه، وفي القانون العام كانت هناك تسع جرائم كبرى وهي: القتل والسرقة والقتل غير العمد والاغتصاب واللواط والحرق العمد والفوضى والسطو، والعديد من الجنح من مثل الاعتداء والضرب والسجن الباطل والحنث باليمين وترهيب المحلفين.

ويعد قانون الولايات المتحدة أكثر شمولاً بكثير من القانون العام، ومع ذلك فإنّ الكونجرس لديه سلطة محدودة لسن القوانين الجنائية، ونظرًا لأنّ هذه السلطة مخصصة عمومًا للولايات، فإنّ القوانين الجنائية للولاية مثل قانون العقوبات في نيويورك أكثر تعقيدًا بكثير من قانون الولايات المتحدة، وينص قانون العقوبات في نيويورك على تسعة مستويات من الجنايات وتتراوح من الاحتيال على الرهن العقاري من الدرجة الرابعة إلى الإرهاب.

إرشادات إصدار الأحكام

وضعت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات إرشادات مختلفة لإصدار الأحكام، وتستخدم المحاكم الفيدرالية إرشادات الأحكام الفيدرالية، بينما ستنظر محاكم الولاية في إرشادات إصدار الأحكام الخاصة بالولاية.

المسؤولية عن المتواطئين

عند مشاركة عدة أطراف فإنّ الخطوة الأولى التقليدية هي تصنيف المشاركين وفقًا للفئات التالية:

1- ناظر من الدرجة الأولى: أي أولئك الذين يرتكبون جريمة فعلاً (أي الجاني)، والجناة ليسوا شركاء وهذا القسم لا يخصهم.

2- مدير من الدرجة الثانية: أي أولئك الذين ساعدوا الجاني أو نصحه أو أمر به أو شجعه على ارتكاب جريمة فعلية. المحرض يعتبر شريكا.

3- الشريك قبل الوقوع: أي أولئك الذين ساعدوا الجاني أو نصحه أو أمره أو شجعه على ارتكاب الجريمة، دون أن يكون حاضرًا بالفعل في لحظة ارتكابها، والملحق (قبل الحقيقة) يعتبر شريكًا.

4- ملحق بعد الحقيقة: أي أولئك الذين يساعدون فردًا مع معرفة الفرد بأنّه مجرم في محاولة لعرقلة اكتشاف الفرد أو اعتقاله أو محاكمته أو عقابه، والملحقات (بعد الواقعة) مذنبة بارتكاب جريمة منفصلة لذلك لا يتعلق هذا القسم بها.

لإدانة شريك يحتاج المدعي العام إلى إثبات الفعل الإجرامي المطلوب والنية الإجرامية، أي يجب على المدعي العام إثبات أنّ الشريك قد تصرف لدعم الجاني، وكانت لديه الحالة العقلية اللازمة أثناء القيام بذلك، ومن المهم ملاحظة أنّ بعض الولايات القضائية تسمح بمحاكمة المتواطئين بشكل مستقل عن الجاني الرئيسي، وبالتالي يمكن العثور على متواطئ مذنب بارتكاب جريمة أشد من الرئيسي، وفي بعض الولايات القضائية يمكن إدانة الشريك بينما تتم تبرئة الجاني المزعوم.

بأثر رجعي

يعاقب قانون بأثر رجعي الأفعال بأثر رجعي، ويحظر الدستور صراحة هذه الممارسات.

معاقبة من أجل المركز

لا يجوز للقانون معاقبة أي شخص لمجرد وضعه، كما أوضحت المحكمة العليا في قضية روبنسون ضد كاليفورنيا 370 الولايات المتحدة 660 (1962)، فإنّ أي قانون يجرم حالة الشخص يوقع عقوبة قاسية وغير عادية في انتهاك للتعديل الثامن والتعديل الرابع عشر، فعلى سبيل المثال لا يمكن لدولة أن تعاقب فردًا على كونه بلا مأوى وهو ما قد يعتبر جريمة، ولكن يمكن أن تعاقب شخصًا بلا مأوى على التعدي على ممتلكات الغير أو التسكع وهو ما ينطوي على سلوك ما.

الدفاعات

هناك عدد من الدفوع المتاحة للمتهم في الدعوى الجنائية، وتوضح القائمة التالية بعض الدفاعات الشائعة التي يعتمد عليها الأفراد:

1- فشل الإثبات: أبسط دفاع للفرد في دعوى جنائية هو الادعاء بأنّ الادعاء لم يثبت أو لا يستطيع إثبات عنصر من عناصر الجريمة.

2- الأخطاء: في ظروف معينة يمكن استخدام خطأ الفرد كوسيلة للدفاع.

3- خطأ في القانون: خطأ يتعلق بالوضع القانوني أو تأثير بعض المواقف.

4- خطأ في الحقيقة: خطأ يتعلق بحقائق بعض المواقف.

5- التبريرات: هذه دفاعات كاملة.

6- الدفاع عن النفس: استخدام القوة لحماية النفس من محاولة إصابة شخص آخر.

7- الدفاع عن الممتلكات: يجوز لأي شخص استخدام القوة لحماية ممتلكاته من جناية تقع في الداخل.

8- الدفاع عن الآخرين: حق الشخص في حماية الغير بقوة معقولة ضد المعتدي الذي يسعى إلى إيقاع القوة على الطرف الثالث.

9- الضرورة: يشار إليها أحيانًا باسم اختيار الشرور، بحيث يسمح دفاع الضرورة للفرد بالانخراط في سلوك غير قانوني بخلاف ذلك إذا تجنب الفرد بذلك ضررًا أكبر.

10- الأعذار: هذه دفاعات جزئية.

11- الإكراه: يجوز للفرد أن يتذرع بالإكراه إذا أجبره شخص آخر على التورط في سلوك غير قانوني بالقوة أو بالتهديد باستخدام القوة.

12- التسمم: يمكن للفرد الذي كان مخمورا لا إراديًا أن يدافع عن السكر كدفاع عن كل جريمة، ويمكن للفرد الذي سُكر طواعية أن يدافع عن السكر كدفاع فقط عن الجرائم التي تتطلب حالة عقلية معينة.

13- الجنون: لا يمكن للفرد المجنون أن يشكل الحالة العقلية المطلوبة وبالتالي لا يمكن إدانته.

المصدر: رؤوف عبيد، أصول علمي الإجرام والعقاب (دار النهضة العربية، القاهرة 1985).إيناس محمد راضي (19-9-2015)، "الجريمة"، University of Babylon ، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017. أ. د. محمد جبر الألفي (20-10-2016)، "ماهية الجريمة الجنائية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.سعد الراشد (27-1-2015)، "أسباب الجريمة وطرق مكافحتها"، الجماهير، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2017.


شارك المقالة: