القضايا التي يهتم علم الاجتماع السياسي في دراستها:
- الطابع الاجتماعي للنظام السياسي: اهتم علم الاجتماع السياسي بتحديد خصائص النظام السياسي والعلاقات المتبادلة بينه وبين نظم المجتمع الأخرى، والظروف التي تؤدي بالنظم السياسية عامة، أو بطراز معين منها إلى الثبات أو التغير، فالنظام السياسي في أي مجتمع ليس نظاماً يعمل في فراغ، أو أنه يعمل في ضوء عملياته الداخلية فقط، فهو يوجد في قلب مجتمع، وتتحدد وظائفه وأهدافه وخصائصه في ضوء طبيعة المجتمع وثقافته، ومن ثم فإن تحليل النظام السياسي وما يرتبط به من سلوك سياسي وما يعمل داخله من جماعات سياسية يصبح تحليلاً أوسع وأشمل إذا ما تم في ضوء السياق العام للمجتمع.
- دراسة بناء القوة: أصبح مفهوم القوة أحد المفهومات المحورية في دراسات علم الاجتماع السياسي، ويتأسس فهم علم الاجتماع السياسي لمفهوم القوة على فكرة أن التفاعل الاجتماعي بين الناس في المجتمع يشتمل على ممارسة القوة، فكما ذكر أحد علماء الاجتماع، فإن كل سلوك اجتماعي ما هو إلا ممارسة للقوة، وكذلك كل جماعة اجتماعية.
- التحليل المقارن للنظم السياسية: أدت الدراسات التي أجريت حول خصائص النظم السياسية وبناء القوة إلى الاهتمام بطبيعة الاختلافات بين النظم السياسية التاريخية والمعاصرة، وقد أدى هذا الاهتمام بدوره إلى تطور اتجاه نظري وامبيريقي داخل علم الاجتماع السياسي يهتم بالمقارنة بين أشكال النظم السياسية المختلفة، ولا يمكن تحقيق هذه المقارنة إلا من خلال مجموعة من المحكات يمكن في ضوئها إجراء المقارنة، ولقد ميز أيزنشتات على سبيل المثال بين ثلاث مجموعات من المحكات تفيد في عملية المقارنة بين النظم السياسية، تتصل المجموعة الأولى بطبيعة النظام السياسي وخصائصه، وتتصل المجموعة الثانية بأسلوب عمل النظام السياسي، وتتصل المجموعة الثالثة بأهداف النظام السياسي.
وهكذا تبدو علاقة العلوم السياسية وثيقة بعلم الاجتماع، فاهتمامات عالم السياسة تدور حول الأسباب الاجتماعية للاختلافات بين الأيدولوجيات السياسية، وآثار التغير الاجتماعي على النظم السياسية، وما يتبع ذلك من سياسات فضلاً عن اهتمام علم الاجتماع السياسي بمشكلات الثقافة السياسية كالثورة والحرب الأهلية والتدخل العسكري في السياسة، ويرجو عالم السياسة من دراسات علم الاجتماع تفسير الظواهر السياسية المعنية بينما يحاول عالم الاجتماع أن يوسع دائرة تفسيراته، بحيث تتناول ظواهر المجتمع في نطاقها الأوسع والتي تبدو فيها القوة السياسية، كمجرد عنصر واحد قد يتساوى من الناحية التحليلية مع القوة الاقتصادية والقوة الدينية على سبيل المثال.
وبذلك فإنه من الصعب تصور إمكانية إعداد المظاهر كلها هنا وحدة لا تتجزأ، كما أن معالجة هذه الموضوعات تفترض من ناحية أخرى ثقافة من نوع خاص يفتقر إليها الباحثون عادة في علم السياسة.