اللسانيات الحاسوبية وميدان التأويل في علم الدلالات

اقرأ في هذا المقال


يُنظر إلى النصوص على أنها غامضة بشكل كبير في كل من تركيبها ودلالاتها، والهدف من اللسانيات الحاسوبية كان هو العثور على تفسير للمدخلات الأكثر اتساقًا بالمعرفة التي كانت موجودة بالفعل في النظام، وكلما عرف النظام زادت قدرته على الفهم وتم تجسيده في النموذج الدلالي لعلم الدلالات لحل الغموض.

اللسانيات الحاسوبية وميدان التأويل في علم الدلالات

يشير علماء الاجتماع إلى أن اللسانيات الحاسوبية كانت ولا تزال ميدان التأويل في علم الدلالات، حيث يعود الفضل لها في النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة في علم الدلالات من خلال معالجة اللغة الطبيعية، وتقنيات اللغة البشرية والأساليب التجريبية القائمة على الإحصاءات المعجمية التي تم تحقيقها جزئيًا على الأقل عن طريق تغيير المشكلة التي يتعين حلها.

وحتى في أوائل التسعينيات تم أخذ المشكلة المركزية في علم الدلالات لفهم اللغة الطبيعية كمشكلة فرعية من مشاكل الذكاء الاصطناعي حيث يجب فهم أقوال المستخدمين المنطوقة أو المكتوبة أو المستندات الكاملة بالمعنى العميق لهذا المصطلح، عن طريق اللسانيات الحاسوبية.

باستخدام تحليل نحوي كامل وصحيح متبوعًا بالتحويل إلى تمثيل المعنى وعندها يمكن استخلاص جميع الاستنتاجات اللازمة، وكان من السهل بناء الأمثلة التي أظهرت أن أي شيء أقل من هذا النوع من الفهم الكامل يمكن أن يؤدي إلى أخطاء كحجز رحلة خاطئة وترجمة مضللة، وعلماء الاجتماع بنوا أنظمة ضيقة ولكن عميقة يمكنها أن تفعل الشيء الصحيح لبضع أمثلة.

لكن الأساليب لم يتم توسيع نطاقها وغالبًا لأنها افترضت مسبقًا وجود مصادر معرفية كبيرة، والتي كان إنشاءها يعتبر مشكلة منفصلة وطويلة الأمد، وجاء الابتعاد عن هذا النموذج مع الإدراك المتزايد أن هناك العديد من تطبيقات اللغة الطبيعية المفيدة التي يمكن فيها تحمل درجة معينة من الخطأ كنماذج اللسانيات الحاسوبية.

ويتضمن ذلك تصنيف النص وتوجيه المستندات وتلخيص النص وإيجاد إجابات للأسئلة في ملف جمع الوثائق، ومع ذلك كان وجهة نظر معنى النص والتفسير في اللسانيات الحاسوبية لعلم الدلالات تناقش ثلاث وجهات نظر حسابية لمعنى النص وكيف لديهم طرق تم استخدامها ضمنيًا في أبحاث اللسانيات الحاسوبية على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وشرح علماء الاجتماع لماذا يجب أن تكون وجهة النظر الحالية متضائلة وتغيرت حيث وجدوا من خلال مجموعة بحثية أن استخدام كلمة نص للإشارة إلى أي كلام كامل باختصار أو طويل في سياق حسابي يمكن أن يكون النص مستندًا غير تفاعلي، مثل مقال إخباري أو تشريع قانوني أو مذكرة يكتبها الكاتب لأشخاص آخرين.

وهو ما يجب أن يخضع لنوع من المعالجة بواسطة الكمبيوتر، أو يمكن أن يكون النص نطقًا بلغة طبيعية مستخدم في حوار تفاعلي منطوقًا أو مكتوبًا على الآلة الكاتبة مع شخص آخر أو الكمبيوتر، ومصطلح معنى النص إذن على عكس مجرد معنى الكلمة أو معنى الجملة يشير إلى المعنى الكامل في السياق أو الرسالة لمثل هذه النصوص على جميع مستويات التفسير بما في ذلك النص الفرعي، وهناك ثلاث وجهات نظر متميزة حول المكان الذي يكمن فيه معنى النص بالضبط ويتم إيجاده في:

1- المعنى الموجود في النص.

2- المعنى الموجود في الكاتب.

3- المعنى الموجود في القارئ.

وغالبًا ما تؤدي هذه الآراء المختلفة لمعنى النص إلى مناقشات محتدمة في علم الدلالات والسيميائية والنظرية الأدبية وفلسفة اللغة، ومع ذلك في اللسانيات الحاسوبية توجد وجهات النظر الثلاثة في الأدبيات البحثية لعلم الدلالات بدرجات مختلفة من الشهرة في أوقات مختلفة من تاريخ المجال، ونادرًا ما يكون الباحثون صريحين بشأن وجهة النظر التي يتبنونها.

وغالبًا لا يميزون بين العروض على الإطلاق أو ينزلقون ذهابًا وإيابًا بينهما ومعهم، والبروز المتفاوت لوجهات النظر المختلفة يعكس درجة بروز ونجاح نماذج وأساليب بحثية مختلفة لللسانيات الحاسوبية في تأويل علم الدلالات.

دور السانيات الحاسوبية في تطوير علم الدلالات

ومع تطور علم الدلالات كانت وجهات النظر السائدة قد تحولت من وجهة النظر العامة التي تعتبر الأقل تطوراً إلى الأكثر تعقيدًا بعبارات أوسع كانت مشكلة تحليل النص صعبة للغاية، ولذلك تم استبدالها بطريقة أسهل من خلال تحليل اللسانيات الحاسوبية.

حيث كان نموذج التحليل الموضوعي السائد في العقد الماضي أو نحو ذلك في اللسانيات الحاسوبية قائم على تطبيق الأساليب الإحصائية وطرق التعلم الآلي على النصوص الكبيرة غير التفاعلية، ويتم تمثيل النموذج وتحريكه بواسطة أسس للمعالجة الإحصائية للغة الطبيعية، وفي هذا النموذج فإن وجهة النظر الضمنية هي أن معنى النص هو موضوع موضوعي في النص.

ويتم تحديده فقط من خلال التأثير المشترك لكلمات النص وكل سياق للآخرين، أي أن النص يمثل تمثيلًا لمعناه الخاص، تمامًا مثل أي شكلية دلالية، وهذا يتمم الحفاظ على المعنى إلى حد ما، من خلال عمليات مثل التلخيص والترجمة إلى لغة طبيعية أخرى.

وتشكل وجهة النظر هذه على سبيل المثال أساس التطبيقات التي تعتمد عليها إحصائيًا الأساليب المعجمية القائمة، وبالتالي يُنظر إلى النص على إنه مشكلة موضوعية، مع القليل من الاعتبار أو عدم الاعتبار على الإطلاق لمؤلفها أو جدواها، كما إنها تصل فقط من وكالة الأنباء أو من أحد مستخدم مجهول ثم يُستخرج المعنى من النص عن طريق المعالجة.

بينما تركز اللسانيات الحاسوبية في علم الدلالات بشكل أكبر على أنظمة الحوار التفاعلي، وتم افتراض مستخدم يتحدث مع الآلة سعياً وراء بعض المهام التي لعبت فيها الآلة دورًا مثل دور المعلم أو وكيل السفر أو الخادم المنزلي، وتم اعتبار وظيفة الكمبيوتر هي معرفة ما هو أو ماهية المستخدم حقًا وما يريد من المعنى الحرفي لما يقولون.

فمن خلال تطبيق تحليل اللسانيات الحاسوبية كتأويل لعلم الدلالات وغيرها من النظريات اللغوية على أقوال المستخدمين، ومن خلال تطوير نماذج المستخدم التي يمكن أن تكون تستخدم للتفكير في خطط المستخدم وأهدافه، وأكثر ما كان معروفاً حول مستخدم معين كان من الممكن تحديد معانيها بشكل أفضل.

وتم تجسيد النموذج وقيادته بواسطة كوهين مورجان ونوايا بولاك في الاتصال ونماذج المستخدمين وفي أنظمة الحوار، لذا فإن وجهة النظر الضمنية لللسانيات الحاسوبية هي أن معنى النص هو في كاتب أو مستخدم ويعني النص أو المنعطف ما يظن المستخدم إنه يعنيه أو ينوي أن يعنيه.

والقارئ سواء كان إنسانًا أو الكمبيوتر قد يحدد أو لا يحدد ما هو معنى النص الذاتي، ووجهة النظر التي ربما تكون مرتبطة بالنقد الأدبي أكثر من اللسانيات الحسابية هي أن معنى النص موجود في قارئ النص، وهذا النص يعني ما يعتقده القارئ أو المجتمع التفسيري، وبشكل عام في هذا الرأي لا ينصب التركيز فقط على المعنى بل على التفسير.

مما يعني ضمنيًا منظورًا وسياقًا وجدول أعمال كل منهما يجلب القارئ إلى فعل قراءة أي نص معين، ونتيجة لهذا هو أن المعنى أو التفسير يعتمد جزئيًا على الأقل على ماهية القارئ لما يعرف أو يؤمن أو لا يعرف أو يؤمن، أو في المصطلحات الحسابية بناءً على ما هو موجود أو ليس موجودًا في قاعدة معارف النظام.

وهذا الرأي ضمني في بحث فهم اللغة المستقلة عن التطبيق الذي سيطر على اللسانيات الحاسوبية من منتصف السبعينيات إلى أوائل منتصف الثمانينيات، والتي كانت متجذرة في نموذج الذكاء الاصطناعي القائم على المعرفة التقليدية لإنشاء وكلاء أذكياء مستقلين.


شارك المقالة: