اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة

اقرأ في هذا المقال


يناقش جمهور علماء السيميائية وعلماء علم اللغة دراسات حول مفهوم اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة، وكذلك يقومون بتقديم معلومات حول اختلاف كل من اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة.

اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة

يشير علماء الاجتماع إلى أن اللغات تتغير باستمرار حيث أن تطور اللغة هو سلسلة من حالاتها المختلفة عبر الزمن، حيث يتضمن التطور حالتين مختلفتين على الأقل: حالة أولية وحالة نهائية، كما أن التطور له هيكل أي حالتين متتاليتين للغة مترابطتان مع بعضهما البعض من خلال بعض الممارسات المنتظمة، ويمكن ذكر هذه التطابقات كسلسلة من القواعد، ويتم التمييز بين نوعين من الحقائق:

1- التناقضات النموذجية والنحوية بين الوحدات اللغوية التي تتعايش في حالة معينة من اللغة (اللسانيات المتزامنة).

2- التطابق بين الحالات المتتالية للغة (اللسانيات غير المتزامنة).

ويريد علماء الاجتماع أن يتم اكتشاف بالطبع كيف ترتبط اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة ببعضها البعض، والجواب متناقض فاللسانيات غير المتزامنة مسؤولة عن التركيب المتزامن للغة وفي نفس الوقت غير ذات صلة به، وهناك العديد من الأمثلة على العلاقة المتبادلة بين الظواهر المتزامنة وغير المتزامنة لدو سوسور، وهذا الاشكال من خلال تغييرين صوتيين:

1- تغيير حرف العله.

2- السقوط النهائي.

وتظهر المقارنة بين حالتين من تطور اللغة حيث أن القواعد المتزامنة لتشكيل الجمع كانت مختلفة في كليهما، وتم وضع علامة الجمع ببساطة عن طريق الإضافة وتميزت صيغة الجمع بالتعارض بين أحرف العلة، وعلى الرغم من أن صيغة الجمع في اللغة القديمة قد تطورت من صياغة الجمع في اللغة الحديثة، فان الأولى كانت مستقلة منطقياً عن الأخيرة والبيان المتزامن لقاعدة تكوين الجمع في اللغة القديمة لا علاقة له بالتغييرات الصوتية أو بقاعدة تكوين الجمع في اللسانيات غير المتزامنة.

ويوضح هذا المثال أن الحقائق المتزامنة مستقلة عن الحقائق غير المتزامنة، ومن ثم ينقسم علم اللغة إلى فرعين: علم اللغة المتزامن وعلم اللغة غير المتزامنة، فاللغة كأداة اتصال هي نظام متزامن لذلك يكون التزامن منطقياً قبل عدم التزامن، والدراسة المتزامنة للغات هي المهمة الأساسية لعلم اللغة وشرط أساسي ضروري للدراسة الرقمية، واللسانيات المتزامنة لها الأسبقية على اللغويات غير الزمنية، ولا ينبغي الخلط بين التزامن مع ثابت، ويحتوي أي نظام متزامن عفا عليها الزمن على ابتكارات تتكون من كلمات مصاغة حديثًا.

واستخدامات مجازية جديدة للكلمات، وما إلى ذلك، وتحدث الانحرافات عن المعايير الصوتية والنحوية والمعجمية التي قد تمثل بقايا الماضي وجراثيم التطور المستقبلي، ولا علاقة لهذه الظواهر اللغوية فهي تميز الجوانب الديناميكية للنظام المتزامن، لذلك فإن مصطلح علم اللغة الثابت والذي يستخدم أحيانًا كمرادف لعلم اللغة المتزامن غير مناسب، ووفقًا للتمييز بين الطبقتين السيميائية في اللغة، يتكون علم اللغة المتزامن من جزأين:

1- علم الأصوات أي دراسة طبقة التشكيل في اللغة.

2- القواعد أي دراسة طبقة الإشارة في اللغة، ويتم آخذ مصطلح القواعد بالمعنى الواسع، ولا يغطي فقط مفهوم القواعد بالمعنى الضيق، ولكن أيضًا الدلالات وكل ما يتعلق بدراسة الوحدات اللغوية التي تشكل طبقة الإشارات في اللغة.

اختلاف اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة

تتغير اللغة ليس فقط بمرور الوقت ولكن أيضًا في الفضاء وفيما يتعلق بالتقسيم الطبقي للمجتمع اللغوي إلى طبقات اجتماعية ومجموعات عرقية، ووفقًا لتنوع اللغة في مناطق جغرافية مختلفة، فإن علماء الاجتماع يميزون اللهجات المختلفة للغة، وينطبق مصطلح اللهجة على كل شكل إقليمي للغة معينة دون أي إشارة ضمنية إلى وجود شكل أكثر قبولًا للغة مختلفًا عن اللهجات، وهذا الاستخدام لمصطلح اللهجة لا يعني حكمًا على القيمة، على سبيل المثال يتحدث كل شخص لهجة من منطقة إلى أخرى، ولا يشعر المتحدثون بهذه اللهجات أبدًا أنهم يتحدثون أي شيء سوى شكل من أشكال اللغة يكون مقبولًا تمامًا في جميع المواقف.

ومصطلح اللهجة له ​​استخدام مختلف تمامًا، عند تطبيقه على لغات مثل الروسية أو الألمانية أو الإيطالية، فإن المصطلح المستخدم حاليًا يعني حكمًا على القيمة: تتناقض اللهجات مع لغة وطنية على سبيل المثال، الألمانية لها لهجات مختلفة، ولكن هناك شكل من أشكال الألمانية ليس كذلك لهجة ولكن لغة، وهناك ألمان لا يتحدثون أي لهجة ألمانية إلا اللغة الألمانية، وفي هذا المعنى تتناقض اللهجات مع لغة ليس كأشكال معينة من النظام اللغوي بشكله العام ولكن كأشكال خاصة ذات شكل معين مقبول على الصعيد الوطني.

وتنشأ اللسانيات المتزامنة وغير المتزامنة نتيجة لانخفاض وتيرة الاتصال والحميمية بين مختلف شرائح السكان مفصولة عن بعضها البعض بسبب مواقع جغرافية مختلفة، لكن تضاؤل ​​وتيرة الاتصال والحميمية قد يكون نتيجة التقسيم الطبقي الاجتماعي والعرقي للمجتمع اللغوي.

لذلك من المناسب استخدام مصطلح اللهجة للتمييز ليس فقط بين أنواع مختلفة من اللسانيات في الفضاء ولكن أيضًا بين الأصناف المشروطة بالتقسيم الطبقي الاجتماعي والعرقي لمجتمع لغوي، حيث في الأدب اللغوي الحالي مصطلحات اللهجة الاجتماعية واللهجة العرقية تستخدم بهذا المعنى، ومن الأمثلة على اللهجات الاجتماعية والعرقية لهجة الطبقة العاملة في إنجلترا واللغة الإنجليزية السوداء في الولايات المتحدة.

ويمكن رؤية لهجات اللسانيات المتزامنة وغير المتزامنة ليس فقط من منظور متزامن ولكن أيضًا من منظور غير متزامن، وذلك إذا تم القيام بدمج منظور الفضاء مع منظور الوقت، فيمكن التمييز بين أربعة أنواع من الأنظمة اللغوية التي تعكس أنواعًا مختلفة من التجريد من الزمان أو المكان على النحو التالي:

1- نظام لغوي مع استبعاد الزمان والمكان (نظام لغوي أحادي اللون).

2- نظام لغوي مع استبعاد الوقت والمساحة (نظام لغوي متعدد الألوان وأحادي اللون).

3- نظام لغوي يتضمن الوقت ومساحة مستبعدة (نظام لغوي أحادي متعدد الألوان).

4- نظام لغوي يشتمل على الزمان والمكان (نظام لغوي متعدد الألوان).

ويتعلق النوعان الأول والثاني من الأنظمة اللغوية باللسانيات المتزامنة، ويتعلق النوعان الثالث والرابع من الأنظمة اللغوية باللسانيات غير المتزامنة، وتفسر ضرورة وجود نظام سيميائي ثانوي في اللغات الطبيعية بالقدرة المحدودة للذاكرة البشرية.

واللغات الطبيعية غنية جدًا بعدد كبير من العلامات المختلفة التي بدون عناصر التشكيل سيكون من المستحيل تذكر جميع العلامات، ولا يمكن حفظ الإشارات واستخدامها في اللغات الطبيعية إلا لأنه يمكن تمثيل أي علامة كسلسلة من عناصر التشكيل، التي يكون عددها محدودًا للغاية ويمكن الوصول إليه، أما بالنسبة للغات الاصطناعية.

فهي لا تمتلك عددًا كبيرًا من العلامات، فهي لا تحتاج إلى نظام من عناصر التشكيل، بالطبع تعتبر اللغات الاصطناعية ذات الطبقتين السيميائية ممكنة من حيث المبدأ، ولكن يجب اعتبار هذه اللغات الاصطناعية نظائر للغات الطبيعية وكذلك اللسانيات المتزامنة واللسانيات غير المتزامنة.


شارك المقالة: