على عكس ما قد يظنه الكثير من الناس تجاه اختيار اللون الزهر للفتيات حديثات الولادة، واختيار اللون الأزرق للصبية أنه مجرد دعايات تسويقية لا أكثر، غير أن دراسات وبحوث مستجدة تفترض أن هذا الأمر يتعدى ذلك ويستند في الواقع إلى حقائق علمية.
اللون الزهر للبنات والأزرق للفتية ليس مجرد خرافة:
تقول الدراسة التي أُجريت مؤخرًا أن الإناث يولدن وهن يفضلن اللون الزهري بالفطرة، وذلك وفقًا لاختبار قامت بإجرائه خبيرة في علم النفس في جامعة نيوكاسل هي “الدكتورة آنيا هيلبرت”، وقد أجرت الدكتورة آنيا دراستها تلك على مئتين وثمانية أشخاص، حيث طُلب إليهم أن يختاروا لونهم المفضل بسرعة فائقة من بين مجموعة من الخيارات، وقد بيّنت الدراسة أن معظم الأشخاص الذكور اختاروا اللون الأزرق على أنه لونهم المفضل، بينما قامت النساء بينهم باختيار اللون الأزرق المظلل بالأحمر، وقد اختار رجال آخرون اللون الأزرق القريب من الأخضر.
لقد أشارت الأخصائية يازو لينغ، والتي قامت بالإشراف على الدراسة كذلك، إلى أن الأمر هذا ليس خرافة، بل أنه قد يرجع إلى قدرة النساء البيولوجية والفائقة على التمييز بصورة أفضل من الرجال بين اللونين الأحمر والأزرق، وذلك وفقاً لمجلة “تايم”، وقد لفت لينغ إلى أن ذلك يعود إلى توزيع العمل والمهام بين الرجال والنساء في العصور الغابرة، حين كان الرجال يخرجون للصيد، في حين كانت النساء يجمعن الفاكهة والخضار، الأمر الذي طوّر لديهن القدرة على تمييز الألوان بدرجاتها المختلفة.
هذا وقد أشارت التقارير والدراسات إلى أن تفضيل الرجال اللون الأزرق كان ذا خلفية طبيعية، فالسماء الزرقاء والبحر والماء وما إلى ذلك من لون أزرق طبيعي يحيط بنا جعله اللون المفضل للجميع، بينما كان ميل الفتيات للون الوردي أوضح، عززه التأثير والتركيز المتزايد عبر حقبات طويلة من الزمن على ارتباط هذا اللون بالأنوثة والنعومة والصحة الجيدة؛ إذًا فالأمر برمته تجاوز كونه مجرد خرافات كما يعتقد الكثير من الناس.
دون إغفال وجود نظريات أخرى تفترض أن الإناث يمتلكن القدرة على تمييز اللون الأحمر ودرجاته بصورة جيدة بسبب علاقتهن بالأطفال، وقدرتهن على تحديد حالات الطفح الجلدي الناجم عن الحمى التي تحوّل الجلد إلى اللون الأحمر، كما أن التأثير الثقافي هو الذي أسس لتلك التراكمات النفسية التي عززت ارتباط اللون الوردي وظلال الأحمر بالفتيات اللاتي يتمتعن بالصحة والحيوية.
أخيرًا أشير إلى أن تلك الدراسة قد شملت مجموعات من البريطانيين والصينيين؛ وذلك لكي يتجنب الدارسون خرافات التأثيرات الثقافية والعرقية على تحديد الألوان المفضلة، ويعتزم الفريق العامل على الدراسة تطويرها لتشمل جنسيات إضافية وفئات عمرية متنوعة.