السبب الرئيسي لعدم وجود نظرية عامة منطقية عن الموقع الحضري الأمثل، أنه ينطلق من الطبيعة الديناميكية المتغيرة في الاقتصاد الحضري، المدينة في تغير مستمر وتبدل مظاهرها بشكل دائم، كما أنه يوجد مجموعة من المبادئ والعوامل المهمة التي تمر بها المنطقة الحضرية وتساعد في تقسيمها.
المبادئ الأساسية للموقع الحضري:
يجب أنّ تتوافر في الموقع الحضاري مجموعة من العوامل التي تساعد على نشوء وتقسيم المناطق الحضرية ومن هذه العوامل:
1- توفر وسائل النقل حيث يتأثر قرار الموقع بشكل كبير في توفر وسائل النقل ونوعيته في المدينة الصناعية، من أجل عملية الإنتاج من دون انقطاع من المواد الأولية والعمال وحركة المنتجات البحرية والعمل على تأمين وصولها إلى الأسواق، وبالنسبة للتجار المفرد يجب أن يتوفر في نظام نقل يؤمن الوصول إلى المستهلكين و إلى المحلات و مخازنهم، وتُعد تكاليف النقل مختلفة ومتغيرة بين المواطنين، ولكنها ليست نفسها بالنسبة لجميع المنشآت فهناك منشآت أكبر من منشآت أخرى، وبالتالي تكون تكاليف الإنتاج فيها أقل في ما يتعلق بـكلفة النقل، وكلما زادت أهمية تكاليف النقل في علاقتها بمجموع سعر البيع، كلما تزداد درجة الانتشار المكاني المنشآت المتنافسة في المدينة الحضرية.
2- اعتماد متبادل للقرارات، ويكون ذلك في اشتراك العديد من المنشآت في اتخاذ الموقع نفسه، وما ينتج عنه من احتمال وجود اقتصاديات التكتم في المدينة الحضرية الأمر الذي يشكل عنصر جذب للمنشآت الأخرى في هذه المدينة الحضارية.
3- التنافس على عناصر الإنتاج، إنّ اختلاف تكاليف أجور العمل في المناطق الحضرية الواحدة يكون أقل نسبياً من الاختلاف بين المدن والأقاليم الحضرية، وذلك ناتج عن عدم القدرة النسبية من أجل انتقال العمل جغرافياً، في ما بين المناطق ولكن انتقال العمال يتصف بالحرية أكثر وأكبر في ما بين الأعمال المتماثلة ضمن المنطقة الواحدة ويرتبط ذلك الانتقال بشكل كبير بمعدل تفاوت الأجور في أي حرفة ضمن المناطق الحضرية الواحدة، والتي تكون متساوية أو تميل إلى المساواة في أغلب الأحيان.
4- انتشار سكان المدينة، حيث أنه من النادر ما يكون هذا الانتشار متساوي فلا يكون على الأغلب في شكل تجمعات وما يترتب عليه من وجود عدة أسواق ثانوية، وفي مثل هذه الحالات تعمل القوة الاقتصادية على تشجيع اختيار موقع أكبر سوق ثانوي، وبالتالي فإن التوزيع المكاني غير المتساوي للسكان يكون حافز للمنشآت من أجل التركيز في المراكز المختلفة الحجم، بدل من أنّ تكون موزعة بشكل متساوي في أرجاء المدينة كما قام العالم (مليفن كرينهن) تلخيص عمل القوة الاقتصادية التي تؤثر في درجة أعلى درجة تركز المكان في الصناعة في المدينة الحضرية أو المركز الحضاري.