المداخل النظرية لدراسة المشكلات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الكثير من المشكلات الاجتماعية ظاهرة واضحة للعيان ولا يختلف عليها الناس، فالفقر مشكلة والكُل يَعلَم هذا ويَبغضه، والأُميَّة مشكلة وغالبية الناس تعلم هذا وتستنكره، والجرائم بِكُل أنواعها جزء من المشكلات الاجتماعية التي توجد في كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، والجميع يَستنكرها بدرجةٍ أو بأخرى.

المداخل النظرية لدراسة المشكلات الاجتماعية:

انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في كثير من المجتمعات مشكلة خطيرة والكبار في تلك المجتمعات يحاولون جاهدين إيقافها…الخ، جميع هذه المشكلات وغيرها مشكلات ظاهرة وواضحة ولكِنْ هناك أنواعاً من المشكلات الاجتماعية مَخفيَّة وغير واضحة للكثيرين وهذا لا يعني أنَّها غائبة أو غير موجودة أو غير خطيرة. وتتباين اتجاهات العلماء في تفسير أسباب المشكلات الاجتماعية لِسبَبين:

1- تبني المُفَسِر لاتجاه فكري واحد يتم في ضوئه تحديد وتفسير المشكلة الاجتماعية.

2- تبايُن واختلاف الظروف الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لعلماء هذه المدارِس أو الاتجاهات.

اتجاهات العلماء في تفسير أسباب المشكلة الاجتماعية:

السبب الأول: كل عالِم يتبنَّى مدرسة فكريّة معينة تُملي عليه اختيار نموذج معين يَتِم في ضوئه تحديد مشكلة الدراسة ومنهج التحليل والإطار النظري المستخدم في تفسيرها. وباعتبار أنَّ التغير الاجتماعي سِمة المجتمعات فإنَّه تِبعاً لذلك تختلف التفسيرات بحسب ظهور مدرسة جديدة تُفَسِر الواقع الاجتماعي من خلال الفترة الزمنيّة التي نشأت فيها وتلغي اتجاه المدرسة السابقة، ومن هنا يَحدُث ما يسمَّى بالثروة العِلميّة.

السبب الثاني: ظهر علم الاجتماع في ظِلّ ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية دفعت المفكرين الاجتماعيين لتطوير نظرياتهم ومفاهيمهم، ولذلك يُعَدّ علم الاجتماع نتاجاً اجتماعياً لهذه الظروف. بالإضافة إلى أنَّ عُلمائِه ينتمون إلى جذور اجتماعية واقتصادية وسياسية مُتباينة وهم الذين صاغوا تلك النظريات والمفاهيم أمثال علماء “مدرسة شيكاغو”.


شارك المقالة: