المداخل في دراسة التحضر

اقرأ في هذا المقال


هناك اختلاف بين علماء الاجتماع في تحديد أهم المداخل في دراسة التحضر وظواهره، ولكن بعض العلماء حددوا هذه المداخل وسنذكرها في هذا المقال.

المدخل الديموغرافي أو الإحصائي في دراسة التحضر:

يتجه هذا المدخل إلى الاهتمام بحجم وكثافة السكان والطريقة التي تمَّ توزيعهم فيها، ويهتم أيضاً بخصائص السكان ومعدلات الزيادة الطبيعية والهجرة، كما لاقى هذا المدخل اهتمام الكثير من علماء علم الاجتماع الحضري، ومن هؤلاء العلماء كنجزلي دافيد، والذي يرى من وجهة نظره أنَّ التحضر هو نسبة السكان الذين يعيشون ويتركزون في مناطق حضرية بالنسبة إلى الإجمالي العام للسكان في الدولة خلال فترة زمنية.

المدخل الجغرافي أو البيئي في دراسة التحضر:

من خلال هذا المدخل يتم قياس التحضر، عن طريق سيطرة الإنسان على البيئة الطبيعية، والعمل على استثمار الموارد البشرية، فالأفراد في المجتمع يعيشون في بيئة مكانية، كما أنَّ النشاط الحضري لا يكون فقط داخل المدينة بينما من الممكن أن يمتد إلى مناطق أخرى.

المدخل التاريخي في دراسة التحضر:

هذا المدخل تمَّ استعماله منذ زمن طويل وبعيد، وبالأخص في علم الاجتماع والاقتصاد والجغرافيا، ويكون ذلك من خلال تقديم إطار واحد من أجل تصنيف المدن.
كما أنَّه تعددت المتغيرات التي تمَّ استخدامها من أجل التمييز بين المراحل المختلفة، منها ما اعتمد على الطابع الثقافي ومنها ما اعتمد واتبع البُعد الوظيفي وبعضها على العامل الجغرافي.

المدخل الاقتصادي في دراسة التحضر:

كان لهذا المدخل ارتباط وثيق بالانتقال والتغير والتحول من نظام الاقتصاد التقليدي، الذي كان يعتمد بشكل كامل على الصيد والزراعة إلى نظام الاقتصاد الحديث المتطور والثورة الصناعية والإدارية والتجارية والخدماتية، كما هو الحال في الانتقال من نظام الاقتصاد المعيشة إلى نظام اقتصاد السوق.

المدخل السياسي والإداري في دراسة التحضر:

هذا المدخل يتبع البعد السياسي للمدينة باعتبارها مركز إداري ومركز للحكومة والمؤسسات المختلفة في داخل الدولة وبالإضافة إلى وجود السفارات وبشكل خاص في عواصم الدول السياسية، كما أنَّ ظاهرة التحضر تتماشى مع نمو وتطور الوظيفة السياسية للمدينة، كما تعتبر المدينة هي البُعد الحيوي للمدينة وتكون بشكل ظاهر في الدول النامية ودول العالم الثالث.

المدخل الاجتماعي الثقافي في دراسة التحضر:

ويعتبر هذا المدخل مهم كون أنَّ المتغيرات الاجتماعية لها دور مهم وكبير في تشكل ظاهرة التحضر، كما يعرف البناء الاجتماعي الحضري أنَّ له أهمية في تكون الشكل الحضري المنتشر والسائد في العلاقات الاجتماعية غير الشخصية والتفاعلات بين الأفراد.
ودرجة التجانس والتآلف الثقافي في المراكز الحضرية، بدوره يؤثر على طبيعة ممارسة الأفراد لأدوارهم الاجتماعية وكما يؤثر على طبيعة العلاقات الاجتماعي السائدة والمنتشرة في داخل المجتمعات الحضرية، طريقة تكيف الأفراد الوافدين من المجتمع الريفي.


شارك المقالة: