المدخل الاجتماعي للخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


المدخل الاجتماعي للخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي:

أثبتت أغلبية البحوثات والدراسات المتوفرة على أن العوامل الاجتماعية لها دوراً ظاهراً في الصحة والمرض، وفي طريقة تقديم الخدمة الصحية نفسها، والإشارة على ذلك أن المكانة الاجتماعية مثلاً تعين نوع المرض، ونوع الخدمة الصحية التي يحصل عليها المريض.

كما أثبت التراث في علم الاجتماع وعلم وظائف الأعضاء الطبي على تأثير العوامل الاجتماعية على سلامة الفرد، ولذلك فقد تعقبت الدراسات المتوفرة أساس تلك العوامل وأرادت إحصاء آثارها الجوهرية، ومن بين تلك الدراسات كاسل تايرولر، للتأكيد على مدى تأثير التحوّل الاجتماعي العنيف أو الشديد على الصحة، وأرادت دراسات أخرى البحث عن مصادر الضغوط الاجتماعية، وآثارها على الصحة والمرض، ومن تلك الدراسات التي أجريت على الآرامل في عمر يجتاز الخمسين وأكثر، للتحقق من تأثير ضغط اجتماعي محدد، هو  وفاة أحد من العائلة على معدل الإصابة بالمرض، وبيّنت الدراسة ازدياد نسبة الإصابة بأمراض القلب بعد موت أحد الأهل بستة أشهر فقط.

وفي الحقيقة إن الصحة والرعاية الصحية لا نستطيع معرفتها وإدراكها حق المعرفة إلا عن طريق وضعها في السياق الاجتماعي الأكبر لمحاولات الفرد المستمرة التعايش مع شؤون حياته، ولذلك فلا أهمية للطب ولا لعمله العلاجي، ما لم نضع في حسابنا أهمية العوامل الاجتماعية والنفسية، مثلما ننظر للعوامل البيولوجية وأغلبية النشاط الطبي، وهذا ما يؤكد عليه العالم تالكوت بارسونز من أن وجهة النظر الطبية ترجع المرض إلى مسببات فسيولوجية وبيولوجية، ولكن تغيرت هذه الفكرة بالفعل، وبدأت تنظر إلى المسببات الاجتماعية، كما صار مفهوم المرض مفهوماً بيولوجيا واجتماعياً.

أهمية المدخل الاجتماعي للخدمة الصحية:

ولقد أكد المدخل الاجتماعي للخدمة الصحية أهميته لمعرفة وإدراك طبيعة العلاقة بينه وبين الصحة والمرض، فهو يوجه أهميتها بصورة أساسية إلى احتياجات حياة العائلة والعمل والأنشطة الاجتماعية بشكل عام، كما يدل على الهدف الضروري للتعايش الاجتماعي مع المرض، وينبهنا إلى ضرورة الإعداد بالنظرة الاجتماعية في معرفة عواملة ومسبباته وآثاره، وبالتالي فإنه نادى بأهمية إعداد الأطباء وتجهيزهم بالمعرفة والإدراك الاجتماعي والحصول على مقررات دراسية في علم الاجتماع وعلم وظائف الأعضاء، بل إن من الأفكار الطبية ما طالب بأهمية التأهيل الاجتماعي للأطباء والممرضين، حتى يدرك كلاهما شبكة الارتباطات والأبنية الاجتماعية للمؤسسة الصحية، والسلوكيات والأداء المتفاعل بينهما وبين المريض.


شارك المقالة: