المدخل المقارن والتاريخي في دراسة التنظيمات في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المدخل المقارن في دراسة التنظيمات في علم الاجتماع:

يمكن في الواقع دراسة التنظيمات من خلال المدخل المقارن، أي بدراسة مقارنة بين الأنساق والملامح التنظيمية في عدة دول، ويؤكد بعض الباحثين أن أحسن الأساليب لدراسة البيروقراطية في بريطانيا وأمريكا، تتمثل بمقارنتها بالبيروقراطية كما تمارس في مجتمعات أخرى تختلف عن هذه المجتمعات من حيث المستوى الاقتصادي والإطار الأيديولوجي.

وسوف يسهم هذا المدخل في توسيع مستوى التحليل السوسيولوجي من ناحية، كما أنه سوف يقضي على ظاهرة التمركز الثقافي وتركيز أغلب دراسات التنظيم والبيروقراطية داخل المجتمعات الأمريكية والبريطانية.

ويمتد المدخل المقارن ليشمل اجراء مقارنات بين الأنساق التنظيمية داخل ثقافات متنوعة، وبين الأنواع المختلفة من تنظيمات العمل وغير العمل داخل المجتمع الواحد.

المدخل التاريخي في دراسة التنظيمات في علم الاجتماع:

ويمكن اجراء دراسة مقارنة على مستوى تاريخي عبر الزمن، ويؤكد نيكوس أن أغلب النظريات المعاصرة في التنظيمات نظريات تتجاهل البعد التاريخي، فالعديد من دارسي التنظيمات قاموا بدراستها كما أو كانت موجودة خارج إطار لا زمني، وبقول آخر لم تبذل محاولات لربط دراسات التنظيم البناء الثقافي والاجتماعي داخل المجتمعات المدروسة، مما أدى بالباحثين إلى اطلاق تعميمات تتخطى الحدود المكانية والزمانية للمجتمعات المدروسة.

ويرجع الكاتب نيكوس افتقاد المنظور التاريخي والثقافي في أغلب دراسات التنظيم إلى طبيعة المنظور الضيق الذي يتبناه أغلب الباحثين في قضية التنظيمات، حيث يحاولون دراسة التنظيمات من منظور سيكولوجي أو بالاستعانة بعلم النفس الاجتماعي، من خلال التركيز على السلوك الفردي والجماعات الصغيرة وظواهر القيادة والإشراف.

ويشير الكاتب نيكوس إلى أن هناك حاجة إلى دراسة التنظيمات من خلال منظور سوسيولوجي تاريخي، حيث تدرس التنظيمات على مدى فترات تاريخية متعاقبة، وتطورها وتأثرها بالظروف التاريخية المحيطة، والواقع أن هناك كمية هائلة من المعلومات في هذا الصدد، ولكنها معلومات تتسم بالسرد والوصف، وتفتقد إلى التحليل السوسيولوجي وإلى إيجاد العلاقة بين طبيعة الخصائص التنظيمية السائدة خلال حقبة تاريخية معينة وبين البناء الثقافي والاجتماعي القائم في هذه الحقبة.

ويرجع هذا إلى أن هذه المعلومات قد جمعت عن طريق المؤرخين، وليس عن طريق علماء اجتماع مهنيين، وفي هذا الإطار تبرز الحاجة إلى تطوير إطار سوسيولوجي يمكن من خلاله معالجة هذه المادة بأسلوب تحليلي متعمق.


شارك المقالة: