المدن الإيطالية في القرون الوسطى:
كان لكل مدينة إيطالية في القرون الوسطى تاريخها، وكان حاكم روما البابا، يحكم جميع الاراضي المحيطة بها، حيث كانت مدينة البندقية الإيطالية جمهورية مستقلة لوحدها، يحكمها دوغ ومجلس، حيث كان سكان البندقية يعملون في التجارة، وقد أصبحوا من أغنى سكان إيطاليا، وقد عملوا على بناء القصور والكنائيس، وعملوا على تزيينها بأجمل الرسومات والنقوش، وقبل نهاية القرن الخامس عشر ميلادي، أصبحت مدينة البندقية من أقوى المدن، وأصبحت وقتها تحكم جزيرتي قبرص وكيرت، أما بالنسبة لمدينة فلورانس الإيطالية، فقد كان سكانها حرفيون يعملون في صنع النسيج الصوفي، الذي كان يعتبر من أجود المنسوجات، وعملوا على تصدير تلك المنسوجات لجميع دول العالم؛ ممّا جعلهم من الأثرياء، وأصبحوا بعدها مُلّاكاً لأهم البنوك الأوروبية.
ورغم ذلك الازدهار والثراء الذي حصلت عليه المدن الإيطالية، إلا أن لم كان هناك الأمان والسلم في تلك المدن، حيث كانت تنشب نوع من الحروب والنزاعات في تلك المدن، كما كانت تنشب نزاعات بين سكان المدينة الواحدة، ونشأت مجموعة من العصابات التي كان تقوم بجرائم القتل والنهب، ورغم ذلك بقي الفنانون الإيطاليون على القيام بأعمالهم من رسومات ومنحوتات، وتأليف القصص الرومانسية، وقد زاد اهتمام الطليان في القرن الخامس عشر ميلادي، بالفنون وبالآثار الرومانية، كما عملوا على دراسة علم الفلك والهندسية والتشريح.
توحيد المدن الإيطالية:
بقيت المدن الإيطالية مقسمة قرابة ثلاثمائة عام، حيث كانت مدينة البندقية خاضعة لحكم النمسا، وبقيت بعض الدويلات الصغيرة تابعة لحكم بابا الرومان، وقام بعد ذلك مجموعة من الطليان بالتخطيط لمحاولة استقلال إيطاليا، ففشلت المحاولات الأولى لإيطاليا في سعيها للاستقلال، وبعد ذلك قام الجندي الإيطالي “غاريبالدي” والسياسي الإيطالي المحنك “كافور”، بتحرير إيطاليا من ذلك الاستعمار، حيث أول ما تم تحريره من المدن الإيطالية هي مدينة صقلية، ومن ثم زحفوا غلى البر الرئيسي، وعملوا على هزيمة الجيش النمساوي، وتمنكوا من تحرير بعض المدن الإيطالية، والعمل على توحيدها.
وفي عام 1866 ميلادي تم ضم مدينتي البندقية وروما لباقي المدن الإيطالية المتحررة، وتم تنصيب “فيكتور إمانويل” ملكاً في إيطاليا، ومن ذلك التاريخ أصبحت إيطاليا دولة مستقلة، إلا أنها لم تستطيع الحصول على الدول التي كانت تسعى لضمّها، أثناء مشاركتها فرنسا وبريطانيا في الحرب العالمية الأولى، وعندما شاركت إيطاليا في الحرب العالميبة الثانية، تعرَّضت إيطاليا للهزيمة.
