اجتهد علماء الاجتماع والجغرافيا في تقديم تعريف واضح لمفهوم المدينة، حيث أنَّ المدينة هي الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع الحضري، ولكن لا يوجد تعريف شامل يمكن استخدامه على كل المجتمعات الحضرية.
أسباب التباين في تعريفات المدينة:
1- اختلاف التوجيهات النظرية والفكرية ومواقف العلماء المهتمين في دراسة علم الاجتماع الحضري.
2- اختلاف آراء وتخصصات العلماء المهتمين بدراسة المدينة، سواء كان التخصص علم الاجتماع أو علم الجغرافيا أو علم السكان أو علم التاريخ.
3- اختلاف أحجام وأشكال المدن، حيث أنَّه يوجد أشكال وأنماط مختلفة للمراكز الحضرية، فمنها المدن الكبيرة والمدن المتوسطة والمدن الصغيرة والعواصم والمدن الضخمة فيصبح من الصعب وضع مفهوم شامل لها.
4- اختلاف وتعدد المؤشرات التي يعتمد عليها العلماء لتعريف مفهوم المدينة.
مفاهيم المدينة:
مفهوم المدينة عند ماكس فيبر: أنَّ المدينة تتكون من مجموعة من المساكن المتباعدة، وتُعَد مكان مغلق للإقامة ويجب أن تتوفر في المدينة مجموعة من المقومات هي: الحصون القلاعية، الأسواق، المحاكم، حكومة ذاتية، إدارة مستقلة يتم اختيارها عن طريق الانتخاب.
مفهوم المدينة عند لويس ويرث: تُعَد المدينة موطن مخصص للإقامة ويكون كبير الحجم نسبياً ودائم؛ من أجل الأفراد المختلفين اجتماعياً.
مفهوم المدينة عند جون فريدمان وروبرت وولف: المدينة عبارة عن عالم اجتماعي صغير، وبالتالي فهي ظاهرة متعددة الخصائص والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المتنوعة، وتُعَدّ المدينة نسق اجتماعي في داخل هذا النسق تفاعلات واعتماد متبادل بين سكان المدينة.
والمدينة كنسق فرعي من حيث المكان تعمل على أنَّها جزء من الكل الاجتماعي الشامل، تعمل كمكان مركزي في داخل التدرج الهرمي للأماكن الحضرية لتنظيم المناطق المجاورة والبعيدة في أماكن اجتماعية واقتصادية وثقافية.
مفهوم المدينة عند روبرت بارك: تُعَدّ المدينة مكان ونظام أخلاقي، ومن ثمَّ يرى أنَّه يجب وصف المدينة من خلال التحليل الوظيفي من أجل إظهار الإمكانيات الحياة الثقافية والأخلاقية.
كما أنَّ بارك قام بوصف إيكولوجية المدينة بأنَّها لا تعني الاقتصار على التقسيم المكاني الداخلي في المدينة أو العمل على وضع خطة للمدينة والأماكن الموجودة في داخلها، بل اكتشاف تأثير الظواهر الفيزيقية في خبرات السكان في المدينة من ناحية إنسانية وعاطفية ودورها في تشكيل المدينة.