تعتبر مشكلة النمو المتزايد في المستوطنات العشوائية في أكثر المجتمعات الحضرية على مستوى العالم من أهم وأكبر المشكلات التي تعاني منها المجتمعات الحضرية، كما تُعَد مصدر للعديد من المشكلات الحضرية و تعتبر مناطق نشأت في الأساس بطريقة عشوائية وغير مخطط لها بطريقة حضارية.
نشأة المستوطنات العشوائية الحضرية:
نشأت المستوطنات العشوائية الحضرية بطريقه غير مخطط لها بشكل حضاري، وتتميز بأنها ذات طبيعة مختلفة من الناحية العمرانية، وتفتقر المستوطنات العشوائية للمرافق والخدمات الحضرية الأساسية وتضم في داخلها أعداد كبيرة من الفقراء الريفيين المهاجرين إلى المناطق الحضرية.
على الرغم من أنّ نمو المناطق المستوطنات العشوائية يمثل ظاهرة عامة على مستوى المدن الكبرى في البلدان والمجتمعات النامية، ولكن مسمياتها تختلف من منطقة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر ففي الهند يطلق عليها أحياء الباسطي، حيث أنّ هذه المناطق تتحول في فترة قصيرة من مباني مؤقتة، قد صُنعت من الصفيح أو الكرتون أو الخشب إلى أحياء دائمة توجد على الحدود الخارجية في المناطق الحضرية وتكون هذه الأحياء بشكل مجاور لمشروعات البناء أو المناطق البعيدة في أنحاء المدينة.
مشكلة الفقر الحضري التي تزداد بشكل سريع في في البلدان النامية والمجتمعات النامية في الفترة الأخيرة أصبحت خطر يهدد البنية الحضارية من ناحية الاقتصاد الحضري والقومي من ناحية أخرى، إلّا أنها ليست التحدي الوحيد الذي يواجه حكومات الدول في المجتمعات النامية.
هناك مشكلات حضارية أخرى لا تقل خطورتها عن مشكلة الفقر الحضري، وفي الأغلب ترتبط معظم المشاكل بالفقر الحضري أو ناتج عنها ويأتي على رأس هذه المشكلات النمو المتزايد في المناطق العشوائية أو ما يطلق عليها مستوطنات واضعى اليد و مدن الصفيح والأكواخ.
وذلك النمو المتزايد في المناطق الفقيرة أو الخربة، حيث أنّ هذه المناطق تعاني من تدهور واضح في الأوضاع والظروف البيئية والسكانية والاجتماعية، وتدني المستوى الاجتماعي والثقافي لسكانها كما أصبحت مشكلة النمو المتزايد في المستوطنات العشوائية أحد أهم التحديات الخطيرة التي تواجه حكومات المجتمعات النامية.
ولا تقتصر خطورة هذه المشكلة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي فقط أيضاً على الصعيد السياسي والأمني، يرتبط بها مشكلات حضارية كثيرة منها: الجريمة والعنف والمخدرات وعمالة الأطفال والبطالة والمشكلات البيئية والنمو المتزايد في القطاع الاقتصادي غير الرسمي.
وهذه المشكلات الحضرية في الأغلب تعبر عن واقع متخلف والتبعية الذي تعيشه هذه البلدان في مرحلة ما بعد الاستقلال، وأنّ فهم المشكلات الحضرية التي تعاني من هذه المستوطنات وتحليلها يتطلب وضعها في سياق المجتمعي والعالمي.
مع الوضع في الاعتبار أنّ عواملها وأسبابها متداخلة ومتشابكة وتتمثل خطورة مشكلة النمو المتزايد المستوطنات العشوائية في استقطاب جهود المنظمات والهيئات العالمية والإقليمية والمحلية التي تتخصص في المعالجة لهذه المشكلة.
وتكمن خطورة مشكلة النمو المتزايد في المستوطنات العشوائية في استقطاب جهود المنظمات والهيئات العالمية والإقليمية والدولية والمحلية، التي تتخصص في معالجة وإيجاد الحلول التي تساهم في إعادة ضبط عمليات النمو الحضري، والعمل على تدعيم الخطط والبرامج الحضرية وذلك من أجل الحفاظ على نوعية الخدمات الاجتماعية والمرافق العامة التي تحظى بها المدن والمراكز الحضرية.