المسلمات الوظيفة البنائية في علم الاجتماع:
على الرغم من أن هناك العديد من علماء الاجتماع الذين يميلون إلى الجانب الذي يعرف باسم الوظيفية، مثل روبرت مرتون وجورج هوماتز وتالكوت بارسونز وماريون ليفي وروبرت بليز وغيرهم من علماء الاجتماع، وعلى الرغم مما يوجد من تفاوت بين هؤلاء العلماء إلا أنه يمكننا القول بصفة عامة أن الاتجاه الوظيفي، يستند على ستة أفكار رئيسية أو مسلمات محورية هي:
1- يمكن التأمل إلى أي شيء سواء كان بشرياً أو اجتماعياً، وسواء كان شخصاً أو مجموعة صغيرةً أو تنظيماً رسمياً أو مجتمعاً أو حتى العالم بأسره المتصلة، فجسم الإنسان نسق يتكون من مختلف الأعضاء والأجهزة، والجهاز الدوري فيه مثلاً عبارة عن نسق يتكون من سلسلة من الفئات، وكريزما الذات نسق يتكون من فئات مختلفة، مثل السلوك والحالة الانفعالية والعقلية، وكذلك المجتمع والعالم.
2- لكل نسق احتياجات أساسية، لا بدّ من الوفاء بها وإلا فإن النسق سوف يفنى أو يتغير تغيراً جوهرياً، فالجسم الإنساني مثلاً يحتاج للأكسجين والنتروجين، وكل مجتمع يحتاج لأساليب لتنظيم السلوك (القانون)، ومجموعة لرعاية الأطفال (الأسرة).
3- لا بدّ أن يكون النسق بصورة دائمة في حالة اعتدال، ولكي يتحقق ذلك فلا بدّ أن تلبي أجزاءه المختلفة حاجاته، فإذا اختلت وظيفة الجهاز الدوري، فإن الجسم سوف يعتل ويصبح في حالة من عدم الإعتدال.
4- كل عضو من أعضاء النسق قد يكون وظيفياً، أي يساهم في إنجاز اعتدال النسق وقد يكون مؤذاً وظيفياً، أي يقلل من اعتدال النسق وقد يكون غير وظيفي، أي عديم القيمة بالنسبة للنسق.
5- يمكن تحقيق كل احتياج من احتياجات النسق، من خلال عدة متغيرات أو بدائل، فاحتياج المجتمع لرعاية الأطفال مثلاً، يمكن أن تقوم بها الأسرة أو دار الحضانة، واحتياج المجموعة إلى التماسك قد تتحقق، من خلال التمسك بالتقاليد أو عن طريق الشعور بالتهديد من عدو خارجي.
6- وحدة التفسير ينبغي أن تكون الأنشطة أو النماذج المتكررة، فالتفسير الاجتماعي الوظيفي، لا يريد أن يبيّن كيف ترعى أسرة محددة أبنائها، ولكنه يركز بكيفية إنجاز الأسرة كنظام لهذا الهدف.
وهدف الوظيفية أو التفسير الوظيفي، هو بيّان عن كيفية إسهام أعضاء النسق في تحقيق النسق ككل للتواصل أو في الإضرار بهذا التواصل، فعلم الاجتماع الوظيفي قد يريد أن يوضح ويبيّن عن دور وسائل الاتصال الجمعي في المجتمعات المركبة في تحقيق المجتمع لتوازنه.