وهي مجموعةُ الصُّعوباتِ ومظاهرُ سوءِ التكيُّف الاجتماعي التي يتعرَّض لها الفرد ومظاهر الانحراف والشُّذوذ في السلوك الاجتماعي. فتقلِّل من فاعِلِيَّته وكفاءتهِ الاجتماعية وتحدُّ من قدرتهِ على بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، وعلى تحقيق القبول الاجتماعي المرغوب فيه، فهي صعوبات وانحرافات سلوكيَّة ترتبط بعلاقات الفرد بالآخرين، وبالقِيَم والعادات والتَّقاليد والقوانين السَّائدة بالمجتمع.
أمثلة على المشكلات الاجتماعية
الإجرام والميوعة والتَّحلُّل من الأخلاق، والرفض الاجتماعي والنَّزعة الفردية والسَّلبية الاجتماعية، والسَّرقة والاختلاس، والغش، والاغتصاب، والقتل والكذب والتَّزوير، والرَّشوة وتعاطي الخمور والمُخدّرات، ترويج الإشاعات والجرائم الجنسيَّة، التَّشرد وضعف الوازع الديني، الأنانيّة وعدم التّفكير بمصالح الآخرين، وعدم اللَّمبالاة بما يجري في المجتمع، والتواكُل…..
وهناك أنواع أخرى من المشكلات الاجتماعية التي تحول بين الفرد والتَّكيّف.
ومن هذه الأمثلة، نخلص إلى تعريف مُجمَل للمشكلة الاجتماعية يستند إلى بعض التعريفات التي طرحها عدد من علماء الاجتماع العرب والأجانب ومن بينها التعريفات الآتية:
١- يُعرّف (غيث)المشكلة الاجتماعية بأنّها: ” الانحراف عن القواعد والمعايير التي حدَّدها المجتمع للسُّلوك الصحيح، ويكون هذا الانحراف على درجة مُهَدّدة لكيان الجماعة”.
٢- يُعرِِّفها ( لندبرج) بأنّها: ” أيُّ سلوكٍ انحرافي غير موافَقٍ عليهِ، لهُ من الدَّرجة ما يعلو فوق تسامح المجتمع به”.
٣- يُعرِّفها ( ليموت) بأنّها: ” انحراف يتمّ داخل إطار المجتمع، ويدور في دوائر تبدأ من الفرد وتنتهي بالجماعة”.
الظروف المؤثرة في طبيعة المشكلات التي تتعرض لها المجتمعات
تختلف المجتمعات في طبيعة المشكلات التي تتعرّض لها وبالنظر إليها وطريقة معالجتها، وذلك تبعاً للظروف الآتية:
- درجة التغير الاجتماعي الذي يتعرّض له المجتمع.
- طابع البناء الاجتماعي للمجتمع.
- حجم المصادر الطبيعية التي يعتمد عليها.
- درجة التقدُّم العلمي والتكنولوجي.
- نوع التنظيم الاجتماعي السائد.
المشكلات الأسرية وكيفية حدوثها
إنَّ تغيُّر نمط العلاقات داخل الأسرة في ظلّ عصر تكنولوجي سريع التغيُّر خلق احتمالات مُتعدّدة وكبيرة للتفكُّك والمشكلات الأسرية، وهذا التفكُّك الذي يُشكِّل عتبة التفكّك الأكبر في المجتمع، إذ إن اتّجاهات أعضاء الأسرة وقِيَمِها ومعاييرها تُشكِّل انعكاساً للثقافة الكبرى، والثقافات الفرعية المُنبثقة عنها.
وإذا أمعنَّا النظر في المشكلات الأسرية وجدأا انّها تتمثّل بالصور الآتية:
- اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين، ممّا يؤدّي إلى الاختلاف والتَّوتر، وأحياناً إلى التفكُّك الأُسري.
- تدني مستوى التّربية لدى الأطفال نتيجة الجهل والإهمال، ممّا يؤدي إلى الإنحرافات السلوكيّة لديهم.
- كثرة الإنجاب وبالتالي عدم القدرة على القيام بالرّعاية والتّوصية الكافية نحو الأبناء.
- حصر حرية الزوجين في ظلّ نمط الأسرة المُمتدّة.
- الاتّجاه التقليدي عند الأزواج نحو السيطرة الكاملة على الأسرة، وما يُرافق ذلك أحياناً من الميل إلى تعدُّد الزوجات.
أسباب الصراع بين الزوجين
يمكن أن تُرَدُّ أسباب الصراع بين الزوجين إلى ما يلي:
١- أن تكون المعايير والمُفاضلات الشَّخصية للزَّوج في صراعٍ مع معايير الزوجة ومُفَضلاتها.
٢- أن يكون أداء الدَّور بالنسبة للزوج لا يتَّفق مع توقعات دور الزَّوجة.
٣- أن يكون أداء الدَّور بالنسبة للزَّوجة لا يتَّفق مع توقُّعات دور الزوج.
الأشكال الرئيسة للتفكك الأسري كما وصفها العالم وليام جود
- انحلال الأسرة تحت تأثير الرَّحيل الإرادي لأحد الزوجين بالانفصال أو الطلاق أو الهجر.
- القوقعة الفارغة التي يعيشها أفراد الأسرة تحت سقف واحد، وعلاقتهم مع بعضهم في إطار الحدّ الأدنى من الالتزام وتبادل العواطف.
- الغياب الاضطراري المؤقّت أو الدائم كالموت أو السجن.
- الظروف المرضية أو الاضطرابات العقلية عند أحد أفراد الأسرة لاسيما تلك التي يصعب علاجها.
ويتوقّف قدر كبير من احتمالات تفكّك الأسرة على مدى التَّسامح إذا لم يمارَس هذا التَّسامح بناءً على تجارب الحياة، فإن المؤثّرات قد تزداد وتؤدّي إلى التفكُّك، كما أنَّ حيرة المرأة وقلقها يجعلها تخلط بين واجبين مختلفي الوظيفة أو العمل المهني، وبناء الأسرة ورعايتها، وتنشغل بالعملين دون إعطائهما الاهتمام الكافي والإتقان المطلوب.
أسباب التوترات العائلية
أسباب التوترات العائلية تكون متنوعة وتعتمد على العديد من العوامل، مثل عدم وجود تواصل فعال بين أفراد العائلة والتفاوت في القيم والثقافات. قد تنشأ التوترات أيضًا نتيجة للضغوط المالية أو التحديات الشخصية مثل مشاكل الصحة النفسية. التغيرات الحياتية، مثل الانتقالات الوظيفية أو الفقدان، يمكن أن تلعب دورًا في زيادة التوتر. علاوة على ذلك، التنافس بين الأفراد ونقص المشاركة في اتخاذ القرارات يمكن أن يزيد من التوترات العائلية. يجدر أيضًا بالذكر أن تغييرات في هيكل العائلة ونقص التفاهم والاحترام قد يسهمان في تفاقم الوضع.
- عدم وجود الاتّفاق على القِيَم الأساسية والتّضارب بين المعايير.
- الاختلاف الواضح بين الأجيال داخل الأسرة الواحدة.
- الاختلاف بين أعضاء الأسرة في الخبرات الحياتية.
- الاختلاف بالرأي في عمل المرأة وحقوقها وواجباتها.
- الخلافات في طرق تربية الأطفال ومسؤولية الأب والأم تجاههم.