المشكلات البيئية الحضرية

اقرأ في هذا المقال


إن المشكلات الحضارية مثل: الفقر والجريمة والعنف والبطالة والنمو المتزايد والمستوطنات العشوائية تعتبر تحديات مهمة، تواجهها المدن النامية والمدن الكبرى في العالم المتقدم صناعياً، وتزداد المشكلة ومعدلاتها في وجود التحديات التي تفرضها العولمة، وتُعد المشكلات البيئية الحضارية تحدي خطير يواجه العالم بشكل كبير يفوق الفترات الزمنية الماضية.

المشكلات البيئية الحضرية:

حيث بينت البيانات الإحصائية المتواجدة على مستوى العالم أنّ هناك أكثر من 1.1 بليون نسمة في العالم يعيشون في المناطق الحضرية بدون هواء نقي أو صحي، وهناك مجموعة كبيرة جداً من العوامل التي تُعَد مسؤولة عن هذا التلوث مثل الصناعة والطاقة ومصادر النقل المختلفة.
حيث يعتبر التلوث الهوائي مشكلة خطيرة جداً في المدن الضخمة بشكل خاص مثل مكسيكو سيتي، سول، القاهرة حيث في مكسيكو سيتي تشير البيانات التي طرحتها منظمة الصحة العالمية إلى وجود مواد عالقة في الجو الناتج عن استخدام المركبات بشكل كبير ووجود مصادر أخرى للتلوث، تسهم في وفاة 6400 شخص كل سنة.
كما يوجد أيضاً ارتفاع في نسبة الرصاص في دم الأطفال وذلك نتيجة عوادم السيارات وبالتالي فإن الأمر يصبح خطيراً، وينبغي تجنبه على المستوى العالمي، كما أنّ هذا التلوث أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات في هذه المناطق الحضرية.
كما أنّ هذا التلوث يسبب أمراض مزمنة مثل السعال المزمن الذي يصيب الأطفال الذين هم تحت الـ 14 سنة والتي تقدر نسبتهم بحوالي 50 مليون حالة سنوياً، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل الفرص في استمرار تعرض الأطفال لمخاطر الجهاز التنفسي كما تبين أنّ النمو الاقتصادي المتزايد في بعض الدول الأوروبية صاحبة زيادة في المشكلات البيئية في هذه الدول.
وهناك عوامل تسبب التلوث البيئي في دول أوروبا الغربية والتي تشير إلى أنّ التكنولوجيا هي مصدر المشكلات البيئية، كما يمكن أنّ يساعد في الوقاية من هذه المشكلات كما أنّ المجتمع الأوروبي يعيش ما يقارب ثلث سكانه في المناطق الحضرية.
وذلك يؤثر في المدينة وتتأثر بالظروف البيئية، وأنّ الكثافة السكانية العالية داخل المدن الحضرية تساعد في حدوث بعض التغيرات البيئية المحلية والإقليمية والعالمية، كما أنّ الاستهلاك البشري للعديد من الموارد الطبيعية يُعَد سبب رئيسي للمشكلات البيئية، وما يترتب على هذه الاستهلاكات من فضلات يتم إلقائها داخل المدينة الحضرية وخارجها التي تسبب المشكلات البيئية الحضرية، والتي تزيد عدد في التأثيرات الاجتماعية والصحية.
كما أنّ هذه التأثيرات يكون لها تأثير بشكل مباشر أو غير مباشر في تلوث الهواء في المجتمع الحضري، وذلك يؤثر بشكل مباشر على الظروف الصحية للفرد ويزيد من نسبة الأمراض التنفسية الخاصة بالجهاز التنفسي وزيادة نسبة هذه الأمراض، وبالتالي يؤدي بشكل غير مباشر إلى انخفاض الإنتاجية ومن ثم تدهور الوضع الاقتصادي الحضري بشكل عام.
أما في المجتمعات والبلدان النامية التي تضمن 30 % إلى 60% من سكان المدينة الذين يعيشون في مساكن لا تتوفر فيها المواصفات والمعايير المهمة، حيث أنّ العديد من الأحياء الفقيرة تعاني من نقص واضح في خدمات المياه والصحة العامة مثل المستوطنات العشوائية.
وفي بعض الحالات تصبح الحكومة غير قادرة على توفير الخدمات الأساسية في هذه المناطق؛ لأنَّها تعتبر مناطق غير قانونية، وهذا يؤدي إلى زيادة في نقص الخدمات مما يؤدي إلى التلوث الذي يصعب احتماله يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.
وبالتالي فإن الفقر يساهم في تدهور الأوضاع البيئية المحلية، وذلك بسبب عدم قدرة المدينة على تلبية الحاجات الضرورية والخدمات الضرورية، كما أنّ المشكلات البيئية الحضارية تختلف من مدينة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.
وأنّ هذه المشكلات تتأثر بالكثير من المتغيرات والظروف مثل حجم المدينة ومعدل النمو ومستويات الدخول والبيئة الجغرافية في الظروف المناخية والإمكانات المالية والاقتصادية للحكومات المحلية، والتوجهات السياسية والأيديولوجية التي تعكس أو تنعكس على برامج وسياسات التخطيط والتنميه الحضرية.
وبالتالي فإن العوامل متداخلة ومتشابكة والتي تزيد من المشكلات البيئية الحضارية ومن هذه العوامل المتداخلة والمتشابكة الانفجار السكاني واستخدام الطاقة المعتمدة على الأخشاب، وذلك يؤدي إلى دمار وإتلاف الغابات والتصنيع والاعتماد المكثف على التكنولوجيا، والذي ينتج عنه النفايات على اختلاف أنواعها وبالتالي فإن المشكلات البيئية الحضرية لم تَعد مشكلات محلية وإنما اصبحت تمثل قضايا ومشكلات عالمية والتي تأخذ اهتمام المجتمع الدولي والنظام العالمي.


شارك المقالة: