المعارف الإنسانية ووضع علم الاجتماع بينها

اقرأ في هذا المقال


المعارف الإنسانية ووضع علم الاجتماع بينها:

يمكن تجزئة المعرفة الإنسانية في علم الاجتماع إلى ثلاثة أجزاء:

1- معرفة حسية.

2- معرفة فلسفية.

3- معرفة علمية.

النوع الأول: تسمى المعرفة الحسية التي تقتصر سوى على ملاحظة الظواهر ملاحظة عادية، معتمدين في ذلك على حواس الإنسان الطبيعية التي أعطانا إياها الله سبحانه وتعالى وهي (الحواس الخمسة)، فالرجل البدائي مثلاً كان يتعرف على الأشياء بنظره أو بسمعه أو بيده فيدرك صفات الأشياء، وبمرور الزمن ازدادت معرفته بالأشياء نتيجة خبراته من تجاربه الحسية وبذلك استطاع تدبير حياته، والتغلب على مشكلاتها.

بمعنى أن المعرفة الحسية ﻷيّ إنسان هنا تقف عند مستوى المعرفة الحسية العادية دون أن تتجه إلى إيجاد العلات أو تساهم إلى معرفة العلاقات القائمة بين المدركات. وهذا النوع من المعرفة تبدو قاصرة في محيط التفكير النظري، فهي لا تستطيع تقديم تعليل للظواهر وتحتوي على تناقضات فيما بينها، وعلى الجملة فهي بعيدة عن الموضوعية.

النوع الثاني:  وهو المعرفة الفلسفية، فهي مرحلة أرقى من السابقة ﻷنّ الأمور المكتسبة بالملاحظة البسيطة تحتاج إلى تفسير أو تعليل فكري مقبول، وتحاول الفلسفة دراسة العالم الطبيعي، وما وراءه أي عالم الميتافيزيقي، فتبحث عن الوجود وعن علته، وعن صفات الموجود.

ومسائل الفلسفة يصعب حسمها بالتجربة، ﻷنه يتعذر الإعادة فيها إلى الواقع، كما أن الفلسفة تحاول توضيح الأشياء باﻹعادة إلى أسبابها، وتهتم بالكليات لا بالجزيئات، ويعتمد منهج الفلسفة على التأمل العقلي الذي انتهى عند ارسطو إلى أنه يكون القياس المنطقي.

أما المعرفة العلمية: فهي تقوم على الطريقة الاستقرائية الذي يعتمد على الملاحظة العلمية، وفرض الفروض واختبارها بالتجربة، وجمع البيانات وتحليلها للتأكد من صحة الفروض أو عدم صحتها، ولا يقف العلم عند المفردات الجزئية التي يتعرض لبحثها، وإنما يحاول الكشف عن القوانين والنظريات التي تربط بين الجزيئات، والتي بواسطتها يمكن التنبؤ بما يحدث للظواهر مستقبلاً إذا توافرت نفس الظروف.

وتنقسم المعرفة العلمية بدورها إلى ثلاثة أنواع هي:

1- العلوم الرياضية: وهي علوم تبحث في الكم المجرد الحسابي والهندسي، مثل علوم الحساب والهندسة والجبر، والمثلثات، والفراغية.

2- العلوم الطبيعية: وهي علوم تدرس جميع الموجودات الكائنة في الطبيعة التي خلقها الله جلت قدرته ما عدا الإنسان، وتنقسم إلى نوعين العلوم الطبيعية الحية، والعلوم الطبيعية الجامدة.

3- العلوم الإنسانية: وهي العلوم التي تدرس الإنسان من مختلف وجوهه ومن مختلف نشاطاته.


شارك المقالة: