المعاصرون والاتجاهات في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


المعاصرون والاتجاهات في علم الاجتماع:

أصبح علم الاجتماع خلال القرن العشرين تخصصاً دقيقاً وواضح المعالم، معروفاً في الأوساط العلمية، ونشاطاً مدرساً جامعيا، فتزايدت كثافة الأعمال به وتعددت موضوعاته، وعكس كل ذلك انقساماً لتيارات التفكير والتحليل بداخله.

وقد قسمت هذه التيارات تبعاً لعدة أبعاد، تحمل عناوين مختلفة أهمها تحليلات باسم الثقافة، وأخرى باسم الوظيفة، أو النسق أو البنية أو تسميات أخرى، وأهم التيارات العالمية السائدة إلى هذا اليوم هي:

أهم التيارات العالمية السائدة في علم الاجتماع:

1- الماركسية:

مرجعية نظرية ثقيلة عرفت امتدادها في عدة بلدان وعدة موضوعات هي، في مجال العمل بفرنسا، وفي مجال الأيديولوجية مع لوي ألتوسير، وفي مجال المدرسة مع بودلو واستيلات، وفي مجال الدولة مع بلولانتزاس، ولم تصغي الماركسية لانتقادات ريمون آرون التي قدمها في الخمسينيات إلا في سنوات الثمانينيات.

2- النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت:

حاولت الجمع بين الماركسية والتحليل النفسي، تأسست في ألمانيا، ويمثلها مجموع المؤلفين الذين هربوا من الدول الاشتراكية بين الحربين بخاصة أدرنو هورخيمر، وظهر تأثيرهم بشدة في المعسكر الأمريكي خاصة أعمال ماركوز في سنوات السبعينيات، ثم عادت لموطنها بألمانيا مع يورغن هيبرماس.

3- التحاليل النسقية:

استوحت نماذجها من البيولوجيا وطبقتها على الاجتماعي، من مفكريها بيرتلنفي في سنوات الستينيات، فهي تعتقد أن كل نسق شبيه في بنيته بالعضو في محيطه، وقد تم توسيع هذا المخطط، وطبق على النسق الأمريكي من قبل ايستون، كما ركزت هذه التحاليل بشكل واضح على أهمية الفاعل داخل النسق، وتجلى ذلك في أعمال ميشال كروزي وفريدبارج في سنوات السبعينيات بفرنسا.

4- الإيكولوجية الحضرية لمدرسة شيكاغو:

ركزت على أولوية الميدان، واتخذت من المدينة مختبراً اجتماعياً لدراساتها وذاع صيتها خلال الثلاثينيات والأربعينيات، وأهم ممثليها بارك وتوماس وزنانيكي وبيرجس وماك اينزي.

5- الثقافية:

اتخذت من الثقافة دعامة لها، ووجدت انعكاسات حساسة عند الذين يركزون على الحتميات الثقافية للسلوكيات، وأهم روادها بيندكت ولنتون.

6- البنائية الوظيفية:

انطلقت في سنوات الخمسينيات، مركزة على البحث في المنفعة الاجتماعية للظاهرة، لا في أسبابها، فكل الظواهر تعود إلى بنيتها الوظيفية بما في ذلك الانحراف في الوظيفة الذي بالنسبة للفرد نو من التكيف مع المجتمع، ويبدو أن طموحات ميرتون خصبة في هذا الإطار، ويقدم كتاب تالكوت بارسونز مغامرة جريئة في سبيل توحيد علم الاجتماع ضمن خلاصة نظرية واحدة.

7- التفاعلية الرمزية والأثنوميتودولوجية:

رواد التفاعلية الرمزية هم غوفمان وبيكرـ أما الثانية فهم شوتز وجارفينكل وسيكورال، انطلق هذان الاتجاهان خلال الستينيات بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم تبنيهما أكثر خارج مواطنهما، ما يجمع هذين الاتجاهين الرؤية للفرد باعتباره عملية مستمرة من التكيفات مع ثقافة ما، أو وظيفة ما، أو نسق ما، أو سيطرة ما، وعلى هذا الفرد دوماً أخذ احتياطاته في ذلك من خلال فهم الآخر.


شارك المقالة: